رأي

مجلة فرنسية: الجزائر ماضية في محاولة ليّ ذراع بيدرو سانشيز‎‎

قالت مجلة ‘‘لوكوروييه إنترناسيونال’’ الفرنسية إنه انطلاقا من موقع القوة ضمن موقعها الإستراتيجي الجديد تجاه أوروبا، والذي منحته إياها الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية، ترفع الجزائر صوتها ضد مدريد، مخاطرةً بالمساس بعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

وأضافت المجلة أن الجزائر التي قدمت نفسها مؤخرا كبديل موثوق للغاز الروسي لأوروبا، تشهد علاقاتها اليوم مع الاتحاد الأوروبي تدهورا كبيرا. نقطة انطلاق هذا التوتر بين الجزائر وإسبانيا، كانت غداة إعلان مدريد عن دعمها خطة المغرب في منح الحكم الذاتي للصحراء الغربية. وهو موقف أثار حفيظة السلطة الجزائرية، لدرجة أنها قررت تعليق ‘‘معاهدة صداقة وحسن جوار وتعاون’’ عمرها عشرين عاما تقريبا.

بالنسبة للجزائر، سيتعين على مدريد أن تتحمل عواقب ‘‘الانقلاب غير المبرر لموقفها، والتي من خلالها قدمت الحكومة الإسبانية الحالية دعمها الكامل للصيغة غير القانونية وغير الشرعية للحكم الذاتي الداخلي للصحراء الغربية التي دعت إليها قوة الاحتلال المغربي، وتعمل على تعزيز الأمر الواقع الاستعماري باستخدام حجج كاذبة”، كما جاء في بيان صحفي صادر عن الرئاسة الجزائرية.

وفقا لجمعية البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ‘‘تجميد الرسوم المرتبطة بعمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا’’ ، وهو ما من شأنه أن يحرم إسبانيا من إمدادات الهيدروكربونات.

وتتابع المجلة القول إن بعض المراقبين يعتبرون أن إسبانيا تدفع ثمناً باهظاً لشهر العسل مع المغرب، علما أن الجزائر لعبت مؤخراً ورقة التهدئة، من خلال التنازل عن زيادات في توصيل الغاز إلى إسبانيا.

وقد أجبرت القرارات الجزائرية ضد إسبانيا، الاتحاد الأوروبي على الرد على ما أسماه ‘‘الإجراءات القسرية المطبقة على دولة عضو في الاتحاد الأوروبي’’، و‘‘انتهاك اتفاقية مذكرات الاتحاد الأوروبي الجزائري’’.

واستنكرت الدبلوماسية الجزائرية ‘‘التسرع والانحياز في هذه التصريحات’’ على أساس أن ‘‘الخلاف السياسي مع دولة أوروبية ذات طبيعة ثنائية، وليس له أي تأثير على الجزائر’’. وبالتالي لا تتطلب بأي حال من الأحوال بدء أي مشاورة أوروبية لأغراض رد فعل أوروبي جماعي. بالنسبة للجزائر، فإن الاتحاد الأوروبي بالغ في رد فعله، خاصة وأن الجزائر لن تقوم بتعليق للخصم المباشر للعمليات التجارية من وإلى إسبانيا.

ومضت المجلة الفرنسية قائلة إنه وبشكل واضح، ورغم النبرة الأوروبية الحادة، فإن الجزائر تعتزم مواصلة الضغط على إسبانيا، وهو ما انعكس على رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي لا يلقى قراره دعم الطرح المغربي في قضية الصحراء الغربية إجماعا في إسبانيا.

و لتغيير هذه المعادلة، يحاول وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إقناع ‘‘المحاورين الإسبان’’ بتورط موسكو في قرارات الجزائر ضد مدريد.

في نفس السياق -توضح المجلة- تأمل روسيا في ‘‘فصل الاتحاد الأوروبي عن الجنوب’’. وفي هذا الصدد، يشير موقع “كل شيء عن الجزائر” إلى أن الجزائر قد نأت بنفسها مؤخرا عن روسيا. ويتجلى ذلك في قرارها زيادة شحنات الغاز إلى إيطاليا، التي تسعى على غرار دول الاتحاد الأوروبي، إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى