قالت مجلة “ناشونال إنترست” الأميركية إن سلاح الجو بالجيش الأميركي يقوم بمناورات تدريبية منتظمة تحاكي الحروب الجوية ضد قوى عظمى، يستخدم فيها مجموعة معقدة ومتشابكة من المتغيرات والتهديدات والتحديات التي يمكن أن تواجهها قواته تحسبًا لاندلاع حرب عالمية ثالثة.
ويشير تقرير المجلة الذي أعدّته محررتها لشؤون الدفاع، إلى أن التدريب الذي يطلق عليه اسم مناورات العلم الأحمر (Red Flag exercise) يحشد منصات القوات الجوية والتشكيلات الحربية ضد خصم يُطلِق عليه “الفريق الأحمر”، متطور وعالي التجهيز، يملك دفاعات جوية متقدمة وطائرات معادية متطورة تشبه مقاتلات الجيل الخامس. ويشمل التدريب أنواعا أخرى من سيناريوهات الحرب متعددة المجالات التي من المحتمل أن يواجهها الجيش الأميركي أثناء الحرب.
ويقول تقرير لسلاح الجو الأميركي إن تكتيكات الحرب التي اتُّبعت في التدريبات المذكورة صُمّمت لتقليد القوى العظمى العدوة التي تملك قدرات متطورة، وإن التدريب يهدف إلى إعداد سلاح الجو وحلفائه لجيل جديد من الحروب متعددة المجالات.
وجاء في تقرير سلاح الجو أيضا أنه “على الرغم من أن تكتيكات القتال الجوي لا تزال محورًا رئيسًا في سيناريوهات (تدريبات) العلم الأحمر، فإنه يتم المزج بينها والتهديدات التي مصدرها الفضاء والمجال الإلكتروني لضمان استعداد المشاركين للردّ والتغلب على مجموعة كاملة من العوائق المعادية لنجاح المهمة”.
وتشير المجلة إلى أن التدريب يشمل جملة من القضايا التقنية، كسبل التغلب على إشارات التشويش المضادة للطائرات الصادرة عن رادارات أرضية والتي تعيق قدرة المقاتلات على ضرب أهدافها بدقة، ووسائل قهر تطبيقات الحرب الإلكترونية الحديثة التي يمكن ابتكارها لعرقلة الكشف عن منصات إطلاق الأسلحة الجوية وإخراج نظام تحديد المواقع “جي بي إس” (GPS) عن مساره لتضليل الطائرات المهاجمة، وإرغام المهاجمين على العمل دون وسائل اتصال أو نظام لتحديد المواقع في بيئة كثيرة التحديات.
ووفقا لتقرير ناشونال إنترست فإن الدفاعات الجوية لردع الأعداء، التي تعد مهمة طويلة الأمد وحاسمة للقوات الجوية، من شأنها أن تصبح أصعب، إذا ما أضيفت إليها تعقيدات التطبيقات والأجهزة الفضائية والإلكترونية الحديثة.