أبرزرأي

ما يجري داخل عين الحلوة معقد وخطير.. والجيش لن يستدرج.

حسين زلغوط

خاص_ رأي سياسي

يبدو ان مخيم عين الحلوة دخل مرحلة شديدة التعقيد، بحيث ان العاملين على خط التهدئة والمعالجات يستغربون كيف ان ما يقال داخل الغرف التفاوضية، يترجم عكسه على ارض الواقع، اذ ان اي قرار لوقف اطلاق النار لا يصمد الا بضعة ساعات لتعود بعده وتندلع الاشتباكات بوتيرة اشد، وفي احياء جديدة، وتستخدم اسلحة متنوعة، وكأن هناك من وضع سيناريو مسبق لهذه الاحداث ويريد ان ينفذه بحذافيره الهدف منه السيطرة الكاملة على المخيم من جهة، وارباك الساحة الجنوبية من جهة ثانية، من خلال قطع طريق الجنوب – بيروت لغايات لا يستفيد منها الا اسرائيل.

وفي هذا السياق كان لافتا كلام المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس إبراهيم الذي اعتبر فيه أن أمن الجنوب والطريق إليه مطعونان في القلب من عصابات تعتدي على أمن الناس في مخيم عين الحلوة ومحيطه.
وقال إن الاعتداء على الفلسطينيين اليوم أو في أي مكان آخر هو الخدمة بعينها للمشاريع الإسرائيلية العاجزة عن المواجهة في غزة والضفة الغربية. فجاءت تبحث عن ضالتها هنا عبر ضرب ركيزة قوة هذا الشعب، ألا وهي وحدته. فحذار مما يدبر للمخيم وربما لكل تجمع فلسطيني لاحقا. ويأتي اهمية هذا الكلام كونه يأتي على لسان لواء اختبر سر المخيمات وفصائلها وحركات تنظيماتها.

لكن الخطورة تكمن في ان هناك من يعمل على استفزاز الجيش لاستدراجه من خلال استهداف بعض مواقعه، وهو ما تتنبه له القيادة الى الآن وتعمل على إفشال هذا المخطط، الذي ربما يرمي الى تكرار ما حصل في مخيم نهر البارد في الشمال في العام 2007 وتوظيف ذلك في الخارطة التي ترسم للمنطقة.

وفي تقدير مصادر متابعة في صيدا لموقع “رأي سياسي” ان الجيش اللبناني يرفض التدخل، حتى اليوم، لعدة أسباب، منها أن ما يجري الى الان لا يشكل تهديداً مباشراً وقوياً للجيش كما إن تدخل الجيش اللبناني لا يحظى بتوافق القوى الرئيسية في لبنان، التي تتناقض مصالحها وتتوزع خياراتها بين التدخل والحياد.

من هنا كان الاجتماع الذي عقد في السراي بين الرئيس نجيب ميقاتي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، وأمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات، بحضور قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، في دلالة واضحة على الخطر المتأتي من عين الحلوة في حال لم ينزع الصاعق التفجيري الواسع بشكل سريع، من خلال تكريس قرار وقف إطلاق النار ولجم بعض المجموعات المسلّحة من الطرفين، ووضع حدّ لخرقهم المتواصل للقرارات التي اتخذت في هذا الاطار.

وفي رأي المصادر ان هناك متفلتون لديهم أجندات خارجية للعبث بأمن المخيمات وخاصة عين الحلوة، وإلا ما هو مبرر عودة الاشتباكات، التي توسع اطارها مساء امس لتشمل مختلف احياء المخيم على عكس الايام الماضية.

وعما اذا كان الهدف ان يصبح التواجد العسكري والامني في المخيم من لون واحد سارعت المصادر الى التأكيد بأنه لا أحد يستطيع حسم الأمور على الأرض عسكرياً، فالرابح والخاسر لن ينال شيئاً سوى تهجير المزيد من سكان المخيم، وخاصة كلا الفريقين المتقاتلين، لم يتقدم أحدهما على الآخر، وما زالت مناطق السيطرة مكانها.

وتكشف المصادر ان هناك الية معينة ستقوم بها القوى الفلسطينية المشتركة في حال بقيت المجموعات الاسلامية مصرة على عدم تسليم من اغتال القيادي في حركة “فتح” ابو اشرف العرموشي، لكن هذه المصادر اكدت انه لن يكون في قدرة هذه القوى تنفيذ اي عمل أمني لاعتقال او قتل من اغتال العرموشي ، وبما ان هناك إصرار على عدم تسليم القتلة فإن جولات القتال ستستمر ، حيث ان المجموعات المتهمة باغتيال العرموشي تسعى لاستمرار الاشتباكات وتوسيع رقعتها توصلا للبحث عن حل من اثنين: إما العمل على تواري المتهمين داخل المخيم، او إخراجهم منه الى جهة يحددونها هم، وهذا ما لن تقبل به حركة “فتح”.

واذ استبعدت هذه المصادر ان تخرج الاشتباكات عن نطاق مخيم عين الحلوة ، فإنها اعربت عن خوفها من استدراج الجيش اللبناني لإرباك الساحة اللبنانية، سيما وان المؤسسة العسكرية تعمل جاهدة لاحتواء ومنع النزوح الجديد، كما تعمل على عدم خروج الوضع في المخيم عن السيطرة، وهذا يطرح تساؤلات ما اذا كان هناك مخطط خبيث وضع لغايات مشبوهة الغاية منها إغراق لبنان في الازمات أكثر ليكون غير قادر على مواجهة ما يتهدده اقله على مستوى ملف النازحين السوريين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى