رأي

ما وراء لغز حرائق لوس أنجليس!

كتب علي الفيروز, في “الراي” :

هناك الكثير من الأميركيين ما زالوا لا يعلمون حقيقة سر حرائق ولاية كاليفورنيا، وأين كانت بداية شرارة الحرائق التي أحرقت الأخضر واليابس؟، ففي الواقع لايزال الإعلام الأميركي بكل قنواته الإخبارية يبحث بدقة عن الأسباب الرئيسية وراء إطالة لهيب النيران التي امتدت إلى مساحات واسعة في المدينة، بينما في الجانب الآخر شوهدت سيارات الإطفاء والطائرات الصغيرة تقف عاجزة عن إطفائها أو الحد منها بعد أن كبرت النيران.

ففي بداية الحريق كان البعض يعتقد أنه مجرد حريق صغير في التلال ولم يُعره سكان المنطقة اهتماماً إلا أنه سرعان ما اشتدت النيران لتصل إلى أماكن غير متوقعة، وهناك شهود شبان كانوا متواجدين بين التلال ولم يصدقوا ما يرون حينما اندلعت ألسنة اللهب وهي تتصاعد فوق سلسلة الجبال كسرعة البرق حتى أصبحت حرائق كاليفورنيا واحدة من أسوأ الكوارث التي خلّفتها الطبيعة هناك على مدى التاريخ.

غزة… وفشل الصهاينة!
منذ 17 ساعة

التوعية الخليجية عنوان التعاون
منذ 17 ساعة
وفي الوقت نفسه، هناك مَنْ فسّر تلك الكارثة المأسوية بأن بدايتها كانت خلال لعنة حفل توزيع الجوائز تحت اسم Golden Globes والتي أقيمت في مدينة لوس أنجليس حينما سخرت الممثلة والمذيعة الكوميدية NiKKi Glaser من الخالق سبحانه، فسلّط الله عليهم غضب الحريق والرياح، وقيامها بعمل مقارنة بين خطابات الشكر التي ألقاها الفائزون بالحفل بعد نيلهم الجائزة، نلاحظ ثلاثة عشرة منهم قد وجّهوا الشكر لفرق العمل التي احتضنتهم، بينما ثلاثة آخرون شكروا أمهاتهم، ولم يوجه أحد من الفائزين كلمة شكر واحدة للخالق، وهذا ما جعل الممثلة المقدمة Nikki ترد بسخرية أكبر.

ففي اليوم التالي للحفل اللعين اندلعت بالمدينة ذاتها حرائق مهولة، وهو ما جعل نشطاء أميركيين يربطون الأحداث ما بين سخرية الممثلة Nikki والدمار الكبير الذي خلّفته الحرائق في بيوت أغنياء الولاية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فهؤلاء المعلّقون انتقدوا أيضاً تصريح الرئيس دونالد ترامب حينما قال إنه سوف يندلع الجحيم في الشرق الأوسط إذا لم تتم إعادة الرهائن من قبل «حماس»! واعتبروا أن ما حدث من حرائق ودمار وسرقات وفوضى في كاليفورنيا لا يمكن أن يكون محض صدفة، بل هو تذكير من الله الخالق الجبّار لكل الحاضرين في ذلك الحفل ولكل حاكم جبّار يُهدد الضعفاء، فهناك خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها، وهكذا خلصوا في الأخير إلى أن أولئك الذين سخروا وأولهم الممثلة Nikki هم أنفسهم الذين استيقظوا صباح اليوم التالي يتوسّلون المساعدة من الله سبحانه، فهم متناسون قول الله تعالى في محكم تنزيله: «ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير»، وقال سبحانه: «بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون». صدق الله العظيم.

فلو ألقينا الضوء على حرائق كاليفورنيا وتضرّر لوس أنجليس التي تحوّلت إلى ركام ورماد نجدها جاءت حتماً نتيجة دعوات مستجابة من أطفال وشيوخ وأمهات غزة الأبرياء الذين عانوا من قهر القصف الهمجي لبيوتهم من قوات إسرائيلية وبمساعدة أميركية، فهؤلاء استنجدوا بربهم الذي لم يتركهم طالما هم أبرياء، فكيف ننسى دعواتهم لله سبحانه بأن ينتقم من اليهود ومَنْ يُساندهم أشد الانتقام، فلا نزال نتذكر الرجل الفلسطيني الوقور الذي استعان بربه مناديا: «يا رب ضاقت على أهل غزة الحال فمَنْ لهم سواك يا الله».

فكلمة الله ومناداته للتوكل عليه قالها الجميع من أهل غزة الضعفاء بسبب الثقة الكبيرة بالله ويقينا بعدله ونصرته الذي لا ينسى عباده المؤمنين، فلننظر ماذا حدث اليوم لغزة وماذا حدث لكاليفورنيا، وكأنهما عملة واحدة أو مصير واحد من الكارثة؟!

نشاهد ولاية كاليفورنيا ولوس أنجليس وهي مدمرة والحرائق حولها وكأنها في كتلة نيران لا يتوقف امتدادها إلى باقي المناطق… وحكومة الولايات المتحدة الأميركية مستعدة لدفع الغالي والرخيص من أجل إنقاذهما من هذه الكارثة التي احلّت على أرض الأثرياء والمشاهير والذي يبلغ حجم اقتصادها بما يُقارب الـ 3.6 تريليون دولار، وذلك بوجود أقوى الشركات المنتجة في العالم، ففيها يعيش حوالي مليون مليونير و186 مليارديراً، ولكن أين هم اليوم بعد أن أرسل الله جنوده (النيران والرياح والطيور الحارقة) لتتحوّل هذه المدينة إلى أكوام من الرماد!!

ولإعادة إعمار هذه المدينة العريقة كاليفورنيا يجب على الحكومة الأميركية تعويض حجم خسائرها الذي بلغ 275 مليار دولار وأكثر لحد الآن… فكأن الله سبحانه يكرر أحداث آياته في الدنيا ليذكر هؤلاء الكفرة الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ولو قاموا بتفسير الآية: «أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصّل الآيات لقوم يتفكّرون» صدق الله العظيم.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى