ما هي أعراض سرطان الحلق التي تستدعي زيارة الطبيب؟
سلطت تقديرات جديدة أصدرها “الصندوق العالمي لبحوث السرطان” الضوء على أنماط الحياة المسؤولة عن نحو 155 ألف إصابة بالسرطان سنوياً.
وتعتقد المؤسسة أن تناول الطعام الصحي، وممارسة الأنشطة الجسدية، والحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، هي عوامل تجنب 40 في المئة من حالات الإصابة بالسرطان.
تأتي هذه الأرقام بعدما ذكرت مؤسسة “بحوث السرطان في المملكة المتحدة” أن “الإقلاع عن التدخين” من شأنه أن يخفض عدد وفيات السرطان المرتبطة بالحرمان [وفيات السرطان المرتبطة بالحرمان الاجتماعي والاقتصادي أو الفقر]، وتشير دراسة نشرت، الأسبوع الماضي، في مجلة “بلوس” PLOS إلى أن هذه الأرقام ستنخفض من 27 ألفاً و200 إلى 16 ألفاً و500 في إنجلترا وحدها، وليست معدلات الإصابة بسرطان الرئة وحدها التي تتأثر [بوقف التدخين].
يقول الدكتور نافين بوري، المدير الطبي المساعد في “عيادات بوبا للرعاية الصحية” إن “التدخين يتهدد الناس بخطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان، من بينها سرطانات الفم والحلق والمثانة”.
كذلك “يساعد التدخين في تضيق الشرايين ويفاقم احتمال تجلط الدم، مما يعني أن لدى المدخنين أخطاراً أعلى للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والخرف”، وفق ما يشرح الدكتور بوري.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً لسرطان الحلق بحة مستمرة، والتهاباً في الحلق يمتد لأكثر من أربعة إلى ستة أسابيع، وصعوبة في البلع. يعد التهاب الحلق الذي يصاحبه ألم في الأذن من بين الأعراض الأخرى التي عليك أن تراجع الطبيب في شأنها.
في الواقع، لا جدال في الفوائد الصحية التي يوفرها الإقلاع عن التدخين، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتخلي عن السجائر، فلا بد من الإشارة إلى مفاهيم مغلوطة عدة. في السطور التالية، يحطم الدكتور بوري خمساً من أكثر الأفكار المغلوطة شيوعاً حول الإقلاع عن التدخين…
لقد فات الأوان بالنسبة إلى للإقلاع عن التدخين
إذا كنت تدخن لسنوات عدة، فقد تعتقد أنه لا فائدة من الإقلاع عن السجائر على اعتبار أن الضرر قد لحق جسمك فعلاً، ولكن هذا الكلام أبعد ما يكون عن الحقيقة.
يقول بوري إن “الإقلاع عن التدخين ليس خطوة سهلة، ولكن الفوائد قد تضيف سنوات إلى حياتك، وتبدأ هذه المنافع من الساعة الأولى التي تتوقف فيها عن التدخين. تتقلص المخاطر التي تواجهها كمدخن منذ اليوم الأول للإقلاع عن التدخين”.
كل ما يتطلبه الأمر قوة الإرادة
من المفيد جداً امتلاك العزيمة والحافز في الإقلاع عن التدخين، ولكن ليس عليك أن تعتمد على قوة الإرادة وحدها.
يقول بوري: “وجد بحث أن السجائر الإلكترونية تساعدك في الإقلاع عن التدخين… كذلك تتوفر أدوية كثيرة يمكن لطبيبك أن يصفها لك، إضافة إلى أدوات مساعدة للتخلي عن التدخين متاحة من دون وصفة طبية، مثل العلكة وأقراص الحلوى بالنيكوتين وأجهزة استنشاق النيكوتين، التي تسهم جميعها في خفض الرغبة الشديدة لديك بالتدخين”.
لا بد من أن تتوقف تماماً وبشكل فوري عن التدخين
إذا، اتخذت قراراً بالإقلاع عن التدخين. فهل عليك أن تتخلص من جميع السجائر التي في حوزتك وتتوقف تماماً وبشكل فوري عن هذه الآفة المضرة؟
يقول بوري إنه “من المرجح نجاحك بالإقلاع عن التدخين إذا كان لديك هدف واقعي وقابل للتحقيق. إذا بدأت ببطء، من المحتمل أن تنجح أو حتى أن تتجاوز توقعاتك. ربما قد تجد أنه من الأسهل التوقف عن التدخين ليوم أو ثلاثة أو خمسة أيام كخطوة أولى، ومن ثم النظر في ما تشعر”.
ويقترح بوري الالتزام بموعد محدد تقرر فيه التوقف عن التدخين، أو تحاول قضاء 28 يوماً من دون سجائر، تماماً كما تفعل ربما في “يناير من غير كحول” Dry January أو “أكتوبر من دون ثمالة” Sober October.
وأضاف “يوصي الخبراء بوضع هدف محدد، لأن ذلك سيمنحك غاية تعمل من أجلها وتهدف للوصول إليها، مما يعني أن في مقدورك وضع خطة ما لذلك”.
الرغبة الشديدة ستكون أمراً لا يطاق
الإقلاع عن التدخين أكثر من مجرد عدم شراء السجائر. من المهم أن تفهم المحفزات الموجودة في أسلوب العيش التي تعزز الرغبة الشديدة لديك في تدخين السجائر.
وبحسب بوري: “كثير من الناس يدخنون عندما تجتاحهم مشاعر سلبية شديدة، كالحال عندما تشعر بالقلق أو تواجه ضغطاً نفسياً. أو ربما تربط التدخين بأنشطة معينة، مثل شرب الكحول، أو الانتهاء من وجبة، أو التسكع مع الأصدقاء… لعلك تجد أنه من المفيد العثور على بديل، مثلاً، مضغ علكة. أخبر أصدقاءك أنك أقلعت عن التدخين، وتجنب البقاء قريباً من المدخنين، وخذ أنفاساً عميقة وبطيئة إذا شعرت بالتوتر”.
عليك أن تفعل ذلك بمفردك
في رأي بوري، “يكون التوقف عن التدخين أكثر فاعلية إذا اخترت الطريقة التي تناسبك في ذلك ومن ثم قمت بإنشاء شبكة دعم اجتماعي للمساعدة في تحفيزك على الالتزام بهذا الهدف عندما تبدأ قوة إرادتك في التلاشي”.
من الطبيعي تماماً أن تمر بلحظات ضعف ويمكن أن تساعدك شبكة الدعم في وضع الخطوات الضرورية في حال كنت على وشك الرجوع إلى إدمان السجائر ثانية.
كذلك ينصح بوري بأن “تخبر الأصدقاء والعائلة والزملاء أنك تعتزم الإقلاع عن التدخين واطلب دعمهم. واحصل أيضاً على الدعم الاجتماعي من المتخصصين في الرعاية الصحية، مثل خدمة الإقلاع عن التدخين في منطقتك. في هذه الحالة، فإن احتمال نجاحك سيتضاعف أربع مرات”.