ما هو الخلل في دفاع مانشستر يونايتد؟
كانت مهمة كل مدرب لاحق لمانشستر يونايتد هي محاكاة السير أليكس فيرغسون، وقد فعلها إريك تن هاغ مرتين في ليلة واحدة، لكن أياً منهما لم يكن سبباً للاحتفال، فعندما سجل سيرج غنابري الهدف الثاني لبايرن ميونيخ كانت هذه المرة الأولى التي تتلقى فيها شباك يونايتد هدفين في خمس مباريات متتالية منذ فريق فيرغسون عام 2001، وعندما أضاف ماتيس تيل الهدف الرابع في وقت متأخر، كان ذلك يعني أن نسخة 2023 أصبحت ثاني فريق ليونايتد يسمح بدخول أربعة أهداف إلى مرماه في مباراة واحدة بدوري أبطال أوروبا منذ مجموعة فيرغسون عام 1994 عندما تم إقصاؤه من قبل “فريق الأحلام” برشلونة بقيادة يوهان كرويف.
ويمكن تفسير ذلك جزئياً باللوائح المتعلقة باللاعبين الأجانب في ذلك الوقت وقرار فيرغسون الكارثي بإبعاد الحارس بيتر شمايكل مما أدى إلى أخطاء في حراسة المرمى على غرار الخطأ الفادح الذي ارتكبه أندريه أونانا في الهدف الأول الذي سجله ليروي ساني، ومع ذلك فإن الصعوبات الدفاعية أصبحت أساسية في الآونة الأخيرة.
وفي تفصيل لما قاله كلايف تيلديسلي، الذي علق على اللقاءات الأكثر شهرة والأحدث بين بايرن ويونايتد، عن هل يمكن لمانشستر يونايتد أن يتلقى أهدافاً؟ فإنهم يتلقون الأهداف دائماً وحتى المباراة الوحيدة التي خرجوا منها بشباك نظيفة هذا الموسم سلطت الضوء على بعض المشكلات، وشهدت تسديد ولفرهامبتون، صاحب أقل عدد من الأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، 23 تسديدة على مرمى يونايتد، وهو أكبر عدد تسديدات لأي فريق زائر على ملعب “أولد ترافورد” في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 2005، وقد تلقوا اعتذاراً من رابطة الحكام الإنجليزية بعد عدم حصولهم على ركلة جزاء.
ومنذ ذلك الحين، استعاد أونانا الكرة من شباكه 14 مرة، وأظهر يونايتد أنه قادر على استقبال الأهداف مبكراً، وتأخروا بهدفين أمام نوتنغهام فورست في غضون أربع دقائق، وتلقوا هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع من قبل أرسنال، وقد اهتزت شباكهم على فترات متتابعة، حيث جاءت ثنائيات سريعة على حسابهم في ثلاث من المباريات الأربع الأخيرة، وعلى فترات منتظمة، مرتين منهما في ملعب “أليانز أرينا”، واهتزت شباكهم بعد فترة وجيزة من التسجيل.
وإذا كانت الحجة في ليلة الافتتاح ضد ولفرهامبتون هي أن خط الوسط كان يعاني من خلل مع إدخال ماسون ماونت مما ترك كاسيميرو مكشوفاً، فقد كشفت المباريات اللاحقة وجود مشكلات أيضاً في حراسة المرمى وفي الدفاع الرباعي وعلى الطرفين مما سمح للمنافسين بالتسجيل.
وسُئل تن هاغ في ملعب “أليانز أرينا” عما إذا كانت المشكلة تكمن في العقلية أو الإصابات، فأجاب “كلاهما”، وبالتأكيد كان لدى يونايتد أربعة مدافعين مصابين، ففي ظل غياب آرون وان بيساكا ورفائيل فاران وهاري ماغواير ولوك شو، إضافة إلى ظهير أيسر آخر هو تيريل مالاسيا، فمن المؤكد أن كل مباراة يغيب عنها تبرز أهمية فاران ومكانته كأفضل مدافع في يونايتد، ومع ذلك فإن تقدمه في السن وتعرضه شبه الدائم للإصابة لا يساعد الفريق كثيراً.
ولكن بينما دافع تن هاغ عن أونانا، مشيراً إلى أن الصفقة الصيفية قام بعدة تصديات في الشوط الثاني أمام ميونيخ، أكد المدرب عن غير قصد أن الضرر كان من الممكن أن يكون أكبر، حيث سدد البايرن مرتين في القائم، وربما كانت المباراة لتنتهي بثمانية أهداف بدلاً من أربعة.
كما أشار تن هاغ إلى أنه كان بإمكان يونايتد فعل المزيد لإيقاف ساني قبل أن يسدد، فقد تطرق إلى موضوع متكرر، بأن فريقه يعاني من ضعف على الأطراف، فجميع أهداف برايتون الثلاثة جاءت من الأجنحة، وعندما جاء قرار تن هاغ باللعب من دون غطاء أمام ظهيريه ظهرت نتائج عكسية في أول هدفين لبايرن، حيث بدأ جمال موسيالا انطلاقة منفردة قوية من الجهة اليسرى ناحية الوافد الجديد سيرجيو ريغيلون، وعلى اليمين عانى ديوغو دالوت، وربما كان من الممكن أن يكون بايرن بأجنحته السريعة مناسباً للبدء بوان بيساكا، لو كان لائقاً، لكن هذا كان سيمنع لعب ماركوس راشفورد أو أنتوني، لكن في الوقت ذاته وعلى رغم اجتهاد بيساكا في حماية الظهيرين، لكن يمكن أن تؤدي العرضيات إلى تسجيل أهداف ضد يونايتد.
في بعض الأحيان تظهر مشكلات أخرى مثلما حدث في الهدف الثالث لأرسنال والرابع لبايرن، بتعثر كاسيميرو عندما يكون محاطاً بالمساحات المفتوحة وسرعة لاعبي المنافسين، وكما في الهدف الأول لنوتنغهام فورست والهدف الثاني لأرسنال تظهر أوجه القصور في الركلات الثابتة، بما في ذلك ركلة ركنية نفذها يونايتد.
وكان هدف تايو أووني واحداً من عدة أهداف ربما كان من الممكن أن ينقذها أونانا، وكان هدف ديكلان رايس الحاسم لأرسنال واحداً من هدفين جاءا في قلب دفاع يتكون من لاعبي ليستر سيتي 2017 جوني إيفانز وهاري ماغواير حيث أن أحدهما منخفض الثقة والآخر قد يعتزل قريباً، ومن المثير للسخرية أن يونايتد كان على بعد إصابة واحدة أخرى من بداية إيفانز أمام بايرن ميونيخ، ومع ذلك فإن إيفانز ليس قلب الدفاع الذي يوفر أكبر سبب للقلق ولا ماغواير أيضاً، حيث لعب “كبش الفداء” 23 دقيقة فقط هذا الموسم.
أما فيكتور ليندلوف فينتمي إلى فئة أعلى من مستواه، ولا يزال ليساندرو مارتينيز في حالة أسوأ حيث تم استبداله ثلاث مرات بالفعل هذا الموسم، وغالباً ما كان مهدداً بالطرد، ويبدو متهوراً على غير ما ظهر به في الموسم الماضي حينما كان بطل الفريق، بينما أصبح الآن كارثة.
إن ثقة تن هاغ في لاعبيه السابقين في أياكس، سواء مارتينيز أو أونانا، ليست موضع شك، لكن استراتيجية الانتقالات التي يتبعها تجعله الآن أكثر عرضة للانتقادات.
ومن ناحية واحدة، قد يجادل يونايتد بأنه لم يتغير شيء، في الموسم الماضي اقتصرت المشكلات الدفاعية على المباريات خارج الأرض، ففي ثماني رحلات في الدوري الإنجليزي الممتاز، تعرضوا لـ28 هدفاً، وخلال زيارة إشبيلية الإسباني سمحوا بثلاثة أهداف، والآن تعرض الفريق لاختبارات مماثلة خارج ملعبه أمام أرسنال وتوتنهام، وبرايتون الذي سجل هدفين على ملعب “أولد ترافورد” العام الماضي، وبايرن ميونيخ.
الآن، هناك نوع من المباريات التي حافظ فيها الفريق على شباكه نظيفة في الموسم الماضي، أمام بيرنلي وكريستال بالاس مرتين، وأف سي كوبنهاغن، ولكن حتى لو تمكن من ذلك سيبقى السؤال مطروحاً في المباريات الأصعب، هل يستطيع مانشستر يونايتد الدفاع؟ في عهد فيرغسون كان هذا ممكناً عادةً.