ما هذا؟ هل السور الحدودي ضعيف؟
كتب أحمد الدواس في صحيفة السياسة.
بالأمس ظهر خبر يقول: عبر متسللون من العراق الأسلاك الشائكة، فضبطتهم مباحث أمن الحدود البرية، وتبين أنهم اربعة متسللين من الجنسية الأفغانية، عبروا الحدود الشمالية لدخول البلاد، ماهذا؟
يعني دخلوا عبر الأسلاك الشائكة، ثم صادتهم الكويت!
هل السور الحدودي، أي الأسلاك الشائكة، ضعيف؟
في وقت ما هرب وافد يمني استغل هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد يوم 23 ديسمبر2015 فقصّ الحاجز الحديدي بالقرب من منطقة السالمي، ودخل الأراضي السعودية سيراً على قدميه، لكن دورية أمن سعودية رصدته فألقت القبض عليه، وسلمته للكويت.
هذا الحادث يدعونا للتساؤل عما إذا كان هناك تراخ في عمل حرس الحدود لمجرد هطول المطر!
لقد ذكرنا في وقت ما أهمية تقوية السور الأمني على حدودنا مع العراق، لصد أي عمل إرهابي، أو تهريب ممنوعات كالأسلحة والمخدرات، نقول سور فيه أسلاك شائكة، وصواعق كهربائية، وإن تطلب الأمر وضع ألغام أرضية على امتداده الجغرافي مع التحذيرات العسكرية.
كما سنرى في تجربة المغرب ضد جماعة البوليساريو، لا أن تقيم حكومتنا أعمدة، عمودُ هنا وآخر بالٍ جانبه على بُعد متر أو مترين، مما يسهل إسقاطه، بل حاجز قوي بيننا وبين العراق بالذات، فهناك عمليات تهريب خطيرة لأسلحة، ومخدرات، وممنوعات عبر الحدود الشمالية، ولصد أي هجوم خارجي محتمل.
خلال العشرين سنة الماضية شيدت ثلث دول العالم، أي 65 دولة من بين نحو 200 دولة، أسواراً عازلة بينها وبين دولة مجاورة، فعلي سبيل المثال، أقامت السعودية سوراً أمنياً على حدودها مع العراق بطول 900 كيلومتر.
كذلك فعلت الهند على حدودها مع باكستان وبنغلادش، وهناك سور أقامته أميركا على حدودها مع المكسيك، وكثفت إجراءات الأمن والرقابة، حيث جعلت كل موظف على الحدود يراقب 1700 قدم من الأرض، وهناك كاميرات مراقبة، وطائرات من دون طيار، وطائرات هليكوبتر، وأجهزة استشعار للمراقبة.
ونتيجة المراقبة المشددة اكتشفت السلطات الأميركية 150 نفقاً تحت السور لتهريب المكسيكيين الى الأراضي الأميركية، أما إسرائيل فقد بنت جداراً اسمنتياً ارتفاعه ثمانية أمتار يفصلها عن المناطق الفلسطينية، كما أقامت جداراً بينها وبين مصر بعد ان تبين لها ان عناصر “حماس” يدخلون سيناء ومن هناك يتوغلون داخل إسرائيل، إما للقيام بأعمال مسلحة أو لتهريب لاجئين أفارقة ومخدرات، إلى جانب انضمام بعض قبائل سيناء الى تنظيم “داعش” الإرهابي.
كذلك أقام المغرب سوراً رملياً بينه وبين الصحراء الغربية لكنه أحاطه بالألغام لوقف توغل مقاتلي البوليساريو الى الأراضي المغربية.
وبنت كينيا حائطاً على حدودها مع الصومال لصد خطر عناصر حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، التي شنت هجوما مسلحاً على مجمع “ويست غيت” التجاري في نيروبي عام 2013، وكانت تونس تنوي بناء سور vvبينها وبين ليبيا لصد المتطرفين أو الإرهاب.
نأمل أن تستفيد الحكومة من تجارب الدول لنقوي سورنا الأمني لصد الخطر الخارجي، ونمنع أي شخص من الفرار من وجه العدالة، فالسعودية هدفت من إقامة سورها الأمني تعزيز أمنها الداخلي، وتقوية دفاعاتها ضد التهديدات الخارجية، بعد اعتراف مسئول في “حزب الله” العراقي هو واثق البطاط ان جماعته هي من أطلق قذائف “هاون” على مركز العوجاء السعودي في حفر الباطن في نوفمبر 2013.
وربما يكون للبطاط أتباع في الكويت قد يتسببون في إيقاع الضرر بالبلاد، فالجانب السعودي قلق من احتمال حدوث فوضى في العراق يرافقها تدفق ونزوح للناس، بفعل الاقتتال الطائفي في جنوب العراق، فينتقل الصراع الى داخل الأراضي السعودية.
لذلك وحتى لا تخترق مثل هذه الجماعة المسلحة حدود الكويت، الشمالية أو الغربية، نتمنى من الحكومة ان تجعل السور الحدودي على رأس أولوياتها القصوى، وأن تطلع على تجارب ثلث دول العالم في شأن السور الأمني.