ما مدى قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجوم العسكري الروسي؟
يحبس العالم أنفاسه مع بدء روسيا هجوما عسكريا واسعا على أوكرانيا فيما تشير معظم التقارير إلى أفضلية كاسحة للجيش الروسي على نظيره الأوكراني من حيث العتاد والعدد. في المقابل، يعتبر الجيش الأوكراني أكبر بكثير وأفضل تدريبا مما كان عليه عام 2014 ما ينبئ بمقاومة داخلية قوية ضد الروس، بحسب ما اشارت “فرانس24” .
فعلى الرغم من المساعدات العسكرية المتزايدة من الغرب لكييف، يؤكد تقييم “ميليتاري بالنس” الذي ينشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني أن ميزان القوى العسكري الميداني يميل بشكل كبير إلى روسيا في الهجوم الذي أطلقته الخميس على أوكرانيا في ظل تمتعها بقدرات ساحقة بالمقارنة مع جارتها التي تملك منظومة دفاع جوي ضعيفة.
ويعتبر المستشار الخاص لمؤسسة البحوث الاستراتيجية في باريس فرانسوا إيسبور أن “الأوكرانيين في وضع استحالة عسكريا بفعل سيطرة الروس الكاملة على الأجواء”.
ووصف الهجوم بأنه “أشبه بنسخة القرن الحادي والعشرين من الحروب الكبرى في أوروبا خلال القرن العشرين”، مذكرا بأن “القوات الروسية دخلت عبر خاركيف (شرق أوكرانيا)” خلال الحرب العالمية الثانية “للالتفاف على القوات الأوكرانية من الخلف في خنادقها، فلم يعد أمام الأخيرة حل آخر سوى الاستسلام بعدما دافعت عن نفسها بشراسة”.
وحشدت روسيا بحسب الغربيين 150 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا و30 ألفا آخرين في الشمال عند حليفها البيلاروسي، منها وحدات استراتيجية مزودة بأحدث الأسلحة، تملك خبرة قتالية واسعة لمشاركتها منذ عام 2015 في النزاع في سوريا.
كذلك نشرت روسيا وحدات بحرية في البحر الأسود، ومنعت الملاحة في بحر آزوف الذي يحد الأراضي الأوكرانية والروسية من الجنوب، وبدأت الخميس بتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الأوكرانية.
في المقابل، فإن أوكرانيا المطوقة بدرجة كبيرة، إذ لم يتبق لها سوى منفذ إلى بولندا وسلوفاكيا من الغرب والمجر ورومانيا ومولدوفا إلى الجنوب، لديها في المجموع ما يقرب من مئتي ألف مقاتل.
وعلى الرغم من تقلص عديد الجيش الأوكراني بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، إلا أنه بات أكبر بكثير وأفضل تدريبا مما كان عليه عام 2014، ويمكنه الاعتماد على 900 ألف جندي احتياطي، ما ينبئ بمقاومة داخلية قوية ضد الروس.
وعملت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي لا تزال مجهزة إلى حد كبير بمعدات سوفياتية، إلى تحديث سريع لقواتها المسلحة، مع الامتثال لمعايير حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ العملية العسكرية الروسية الأولى التي ضمت على إثرها روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014.
وتلقت كييف من واشنطن 2,5 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ ذلك الحين، بما في ذلك أكثر من 400 مليون دولار عام 2021. وأقر الكونغرس الأمريكي 500 مليون دولار إضافية كمساعدة للتعامل مع أي غزو روسي.
ويتولى جنود أمريكيون تدريب نظرائهم الأوكرانيين على التعامل مع الأسلحة التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا، بما فيها أسلحة صغيرة وسفن حربية وقاذفات صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات، ما قد يحد من التوغل البري الروسي.
كما سلمت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا قاذفات صواريخ “جافلين” المضادة للمدرعات وصواريخ “ستينغر” الأمريكية المضادة للطائرات إلى كييف.
فيما قدمت بريطانيا التي تحتل أيضا موقعا طليعيا على صعيد حجم المساعدات العسكرية، قاذفات صواريخ “جافلين” ودربت 22 ألف جندي أوكراني منذ عام 2015.
ويمكن أن يترافق الهجوم الروسي التقليدي أخيرا مع موجة هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية الإستراتيجية الأوكرانية. وتم حجب العديد من المواقع الحكومية الأوكرانية الأربعاء، بعد استهدافها سابقا في كانون الثاني/يناير. وتعزو كييف هذه الهجمات إلى جهات مشغلة روسية، وهو ما تنفيه موسكو.
في هذا الصدد، خطط الاتحاد الأوروبي لتفعيل فريق الرد السريع على الهجمات الإلكترونية من أجل مساعدة أوكرانيا.
روسيا
عناصر الخدمة الفعلية: 900 ألف عنصر
عناصر الاحتياط: مليونا عنصر
القوات شبه العسكرية: 554 ألف عنصر
الدبابات: 2927
الطائرات (سلاح الجو): 1846
الطوافات: 832
الغواصات: 51
أوكرانيا
عناصر الخدمة الفعلية: 196 ألف عنصر
عناصر الاحتياط: 900 ألف عنصر
القوات شبه العسكرية: مئة وألفا عنصر
الدبابات: 858
الطائرات (سلاح الجو): 187
الطوافات: 46
الغواصات: 0