
لينا الحصري زيلع
خاص_ رأي سياسي
مع استمرار معركة “طوفان الأقصى” على وتيرتها، يزداد منسوب القلق والتوتر عند غالبية الشعب اللبناني، بانتظار ما يمكن ان تؤول اليه المستجدات على الجبهة الجنوبية التي تشهد تبادل يومي للقذائف والصورايخ بين المقاومة من جهة وإسرائيل من جهة اخرى، ولكن العامل الجديد الذي دخل على محور المواجهة بين لبنان وإسرائيل، هو البيان الذي صدر عن “الجماعة الإسلامية” مؤخرا، والتي أعلنت فيه وللمرة الثانية وبشكل واضح وصريح ومفاجئ مسؤوليتها عن توجيه صواريخ وقذائف الى اهداف إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، من خلال ذراعها المسلح المعروف ب”قوات الفجر”، وبحسب المعلومات فان هذه القوات هي الجناح العسكري للجماعة والذي كان تأسس في العام1975 وشارك في المواجهة ضد إسرائيل اثناء اجتياحها للبنان في العام 1982 وسقط لهذه القوات عدد من الشهداء.
وبما ان البيان الذي صدر عن “قوات الفجر” اعلن ان توجيه صواريخها الى اهداف إسرائيلية، هو ردا على العدوان الصهيوني الذي طال ويطال أهلنا في الجنوب، فانه من البديهي ان يكون اطلاق هذه الصواريخ قد تم بغطاء مباشر من “حزب الله”، باعتبار ان اي عملية عسكرية يمكن ان تجري في مناطق نفوذ الحزب لا يمكن ان تحصل الا بالتنسيق والتعاون معه او تحت اشرافه.
مصادر الجماعة أعلنت عبر “رأي سياسي” ان ما قامت به “قوات الفجر” من رد على العدوان الإسرائيلي سيكون جزء من سلسلة عمليات عسكرية، ستنفذ بشكل متواصل وستستعمل خلالها كل الوسائل المتاحة لديها، كاشفة عن جهوزية تامة لخوض المعارك مع العدو الإسرائيلي للدفاع عن لبنان، مشيرة الى انه من الواجب الديني والوطني والقومي مجابهة إسرائيل.
كما ان المصادر لا تنفي التنسيق مع “حزب الله”، معتبرة ان الامر هو طبيعي في مثل هكذا أوضاع، حيث يجب تضافر كافة الجهود العسكرية والوطنية والتضامن للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
من ناحيتها، شككت مصادر مراقبة لتحرك “الجماعة الإسلامية” عبر موقعنا بالعمليات العسكرية التي قامت بها “قوات الفجر” في الجنوب، مشيرة الى ان هناك معلومات تؤكد ان من يقوم بإطلاق الصواريخ هي “حركة حماس” في لبنان، ولكن اضطرت الجماعة لتبنيها وذلك محاولة لتخفيف الضغط عن الحركة التي جوبهت برفض بعض الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية باستعمال لبنان منصة فلسطينية، لذلك فان “القوات الفجر” دخلت على الخط من اجل تخفيف المسؤولية عن الحركة.
وتساءلت المصادر عن الدليل الذي يؤكد قيام هذه القوات بالعمليات العسكرية، خصوصا في ظل غياب الصور وافلام الفيديوهات، ولفتت الى انه جرت العادة عندما تطلق “حماس” صواريخ تقوم على اثر ذلك بإصدار بيان تعلن فيه تفاصيل العملية، وعن نوعية الصواريخ التي تم اطلاقها، كذلك الامر بالنسبة الى “حزب الله”، بينما ليس لدينا اي دليل ملموس ان “قوات الفجر” هي من اطلقت الصواريخ حتى ان إسرائيل لم تعترف بحصول مثل هكذا عمليات، لذلك هناك علامات استفهام تدور حول الموضوع.
ولكن في الوقت عينه، تقول المصادر انه “لا يمكن ان نغفل عن المساعدات والدعم الذي قُدم من قبل “حزب الله” و”حركة حماس” لهذه القوات خلال السنوات الماضية، خصوصا ان الإدارة الجديدة التي تسلمت المسؤولية في الجماعة باتت قريبة جدا من “حزب الله”، إضافة الى انفتاحها على النظام السوري، حيث قامت وفود منها بزيارات سرية الى سورية واجتمعت بعدد من المسؤولين في المخابرات السورية، واعتبرت المصادر ان تقرب الجماعة من سوريا جاء بعد الثورة السورية وبالتالي تقرب حركة “حماس” من المسؤولين الإيرانيين.
وردا على سؤال اعتبرت المصادر ان “حزب الله” من خلال التنسيق مع “حماس” و”قوات الفجر” يحاول إيصال رسالة الى الإسرائيليين بانه يمكنه اذا لم تلتزم الأخيرة بقواعد الاشتباك، ادخال الطائفة السنية والفلسطينيين معا على خط المواجهة في جنوب لبنان.
وختمت المصادر بالتأكيد ان “حزب الله” هو المستفيد الاكبر من دخول “حماس” و”الجماعة الإسلامية” الى المواجهة في الجنوب.