رأي

ما سرّ مطار دمشق الدولي؟

كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.

سياسة دولة الكيان الإسرائيلي تجاه سوريا ككل مفهومة واضحة الأسباب للقاصي والداني، ذلك أن سوريا تشكل بالنسبة لدولة الاحتلال رأس الحربة ومعروف منذ تشكيل هذا الكيان أن ثبات الموقف السوري وتبنيه للمواقف المقاومة للاحتلال جعل من هذا البلد هدفا له الأولوية لدى الكيان الاسرائيلي، ومنذ سنوات دأبت على ضرب المطار أو محيطه تحت حجج صريحة وهي وجود مكامن لأسلحة إيرانية أو قوات إيرانية، لكن هذه الضربات كثرت وتكثفت على المطار تحديدا، وكل مرة يخرج فيها المطار عن الخدمة لفترة ويعاد إصلاح الضرر وهكذا. ولكن وبعد حرب غزة لم تكتفِ دولة العدو بقصف المطار واخراجه عن الخدمة وحسب بل ضربت ثكنات عسكرية جنوب البلاد، والضربة الأخيرة للمطار أتت بعد خمسة وثلاثين يوما من تعطيله، حيث توقفت الرحلات مجدداً وكذلك مطار حلب الدولي.

دولة الكيان مصرة على التعطيل وقد وجه الناطق الرسمي باسم دولة الاحتلال افيخاي ادرعي تحذيراً قال فيه: كل عمل تخريبي باتجاه دولة إسرائيل سيقابل بيد من حديد وقد اعذر من أنذر.

أما سوريا التي وضحت في بيان لخارجيتها بأنها تحذر الكيان الاسرائيلي من مغبة هذه الاعتداءات على البلاد وفلسطين وجنوب لبنان، وسيرى أنه سيدفع ثمن حماقاته وتهوره.

وتتجلى مصلحة الكيان من تعطيل المطار لقناعته بأن أسلحة إيرانية تدخل سوريا عبر المطار، وإذا ما افترضنا أو جزمنا بأن الفرضية صحيحة فهل هذا الأمر يشرعن ما تفعله دولة الاحتلال؟

وكل ذلك طبعاً في ظل استغلالية واضحة للواقع السوري اليوم الذي يمضي يوميا ومنذ سنوات في محاربة محتليه المتلونين في الشمال والشرق السوري مترافقاً ذلك مع الصمت الاقليمي العجيب وأحياناً مع مساندة المحتل. اي عجب أكثر غرابة من هذه المواقف التي لم تعد طارئة ولا غريبة فهم يتباهون فقط بطرح الأسئلة أين الرد؟ ولم لا تقابل سوريا هذا الموقف بالمثل؟

إن الحقيقة بعيدة كل البعد عما تدعيه دولة الكيان، وتمرير الأسلحة عبر مطار دمشق الدولي ليس إلا كذبة، وهم يريدون في حقيقة الأمر القضاء على كل محور المقاومة والتي تعتبر دمشق الحضن والحاضن الرئيسي له، لذلك لم يطب لهم منذ الثلث الأخير لعام ٢٠٢٢ وانتعاش الحركة في مطار دمشق نسبياً، مع الانتعاش النسبي للقادمين إلى دمشق سواء بغرض السياحة الدينية، أو الزيارات العادية فاتبعوا سياسة تعطيل المطار، فهم يتصدون حتى لطائرات الأمم المتحدة المحملة بالمساعدات، هم مرتاحون قطعاً لأي عمل يمكن له أن يعزز الوجع السوري، وحريصون أكثر على إبقاء الحال على ما هو عليه، تحت وطأة الحصار الاقتصادي. والمريب اليوم أنه لا أحد لا يعلم إلى أين سوف تصل الأمور أو كيف ستكون الصورة المستقبلية، من سيهرب؟ ومن سيكمل الطريق؟ ومن الرابح أو الخاسر؟ من هو «توم» في هذه الحلقة ومن هو «جيري» في واقع مثقل بالمتناقضات والمتغيرات. يبدو أن قدر الكثيرين في هذه الأمة.. الانتظار.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى