ما جنسية الطفل المولود على متن طائرة؟
عندما يقرأ أحدهم مكان الولادة المسجل على جواز السفر أو بطاقة الهوية أو شهادة الميلاد من المنطقي أن يجد دولة أو مدينة مكتوبة في تلك الخانة، لكن تخيل أن بعض الأشخاص قد لا تُكتب دولة في خانة مكان الولادة حتى لو كانوا حائزين بالفعل على جنسية دولة معينة، وذلك لأنهم “ولدوا في السماء” أو “ولدوا على متن الطائرة”.
من يحدد جنسيتك؟
هناك 3 أنواع لمنح الجنسية في العصر الحديث:
حق المواطنة بالدم: وهذا نظام تعتمده معظم الدول، وهو منح الجنسية للطفل بناء على جنسية الوالدين أو أحدهما.
حق المواطنة بمكان الولادة: حصول الطفل على جنسية البلد الذي ولد فيه، وهو معتمد في عدد محدد من الدول.
نظام خاص: وهذا لحالات خاصة يحددها القانون.
حق الأرض
“حق الأرض” أو “حق الولادة” مصطلح قانوني للمبدأ الذي يتيح منح الجنسية للأشخاص الذين وُلدوا داخل حدود بلد معين بغض النظر عن جنسيتهم الأصلية أو جنسية الوالدين.
لكن التطبيق يختلف من بلد لآخر، ففي بعض البلدان يحصل الشخص المولود جنسية الأرض المولود عليها مباشرة بعد ولادته، وفي دول أخرى يشترط توافر بعض الشروط أو الإجراءات الإضافية، وفي بلدان أخرى تكفي ولادة الطفل في أجواء هذا البلد ليحصل على جنسيته.
وهناك أكثر من 30 دولة أخرى تعترف بمبدأ “حق الأرض” مثل: الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين وفنزويلا والإكوادور وكوبا والمكسيك وباكستان وبنما وبوليفيا وتشيلي وكوستاريكا وهندوراس وجامايكا وأوروغواي وفقا لموقع “بيزنس إنسايدر” (Bussiness Insider) الأميركي.
وتعترف بلدان عدة بمبدأ الحق في الأرض في بعض الحالات الخاصة، إذ تمنح بعض الدول المواطنة للأيتام أو للأطفال الذين لديهم والدان بلا جنسية، وتشمل هذه البلدان غينيا بيساو ولوكسمبورغ وأذربيجان وتشاد.
مولود على متن الطائرة
في مايو/أيار 2015 حدثت واقعة من أغرب حوادث الولادة لسيدة تدعى آدا غوان، إذ ولدت فوق المحيط الهادي في رحلة طيران من مقاطعة كالغاري الكندية إلى طوكيو في اليابان، والغريب أن آدا وزوجها لم يكونا يعرفان بالحمل، إذ زارت السيدة طبيبا قبل الرحلة، ولاستغرابها من زيادة وزنها أجرت اختبار حمل لكنه كان سلبيا، ومن حسن حظ آدا أن الطائرة التي أنجبت فيها ابنتها كلوي كان فيها عدة أطباء ساعدوها على الولادة قبل هبوط الطائرة، لكن نشأ هنا سؤال عن جنسية كلوي المولودة فوق المحيط الهادي.
وفي العام نفسه وبعد أشهر قليلة وقعت حادثة أخرى لأم كانت مسافرة من تايبيه في تايوان إلى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، إذ بدأت بعد 6 ساعات من الرحلة في الطلق ثم ولدت طفلتها دون مساعدة طبيب، إذ لم يكن في الرحلة أحدهم.
وحسب شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية التي ذكرت القصتين، فإن الولايات المتحدة تمنح الجنسية تلقائيا لأولئك الذين يولدون على أراضيها أو حتى في المياه أو الأجواء الأميركية، كما تمنح كندا المواطنة للأطفال الذين يولدون في رحلة جوية فوق أراضيها السيادية.
وبموجب اتفاقية الطيران المدني الدولي لعام 1944 واتفاقية الحد من الجنسية المجردة لعام 1961، تكتسب جميع الطائرات جنسية الدولة التي يتم تسجيلها فيها، ويُعامَل المولود على متن سفينة أو طائرة في المياه الدولية أو الفضاء الجوي كمن وُلد في بلد تسجيل السفينة أو الطائرة، وعليه تنطبق قوانين الولادة في البلد نفسه على الطفل المولود في طائرات وبواخر تحمل جنسيتها.
وتنطبق الاتفاقيتان فقط على الولادات التي سيكون الطفل في غيرها من الحالات بلا جنسية، وهذا يعني في حالات مثل الدول التي لا تمنح طفل الأم جنسيتها ويصادف معها جنسية الوالد من دولة تشترط أن تكون الأم أيضا من الجنسية ذاتها.
أيضا، إذا كانت الطائرة المسجلة في الولايات المتحدة خارج الفضاء الجوي للولايات المتحدة فإنها لن تعتبر جزءا من أراضي الولايات المتحدة، ولذلك لا يحصل المولود على متن تلك الطائرة خارج الفضاء الجوي للولايات المتحدة على الجنسية الأميركية بسبب مكان الولادة.
كما يتطلب مكتب الجمارك وحماية الحدود الأميركي بعض الوثائق المتعلقة بالولادة، مثل السجل الطبي أو سجل ربان السفينة أو قائد الطائرة، والذي يعكس الوقت وخط الطول وخط العرض عند وقوع الولادة.
وتشير توجيهات وزارة الخارجية الأميركية إلى أنه يجب أن يُدرج مكان ولادة الطفل الذي وُلد في المياه الدولية باسم “في البحر”، ويجب أن يُدرج مكان ولادة الطفل الذي وُلد في الجو حيث لا تدّعي أي دولة السيادة باسم “في الجو”.
والحال نفسه في كندا، إذ يتم منح الجنسية الكندية تلقائيا للأطفال الذين يولدون في الأجواء الكندية، ولكن يتم تقييم الجنسية للأطفال الذين يولدون في الأجواء والمياه الدولية حالة بحالة، وتؤخذ عدة عوامل بعين الاعتبار في تحديد الجنسية عند الولادة، ويعتبر الأصل هو العامل الأهم، ولكن إذا وُلد الطفل في مركبة مسجلة بكندا فإن ذلك سيُنشئ ارتباطا مع كندا قد يؤخذ بعين الاعتبار إذا تم تقديم طلب لإعلان الشخص مواطنا كنديا.
عموما، تعد الولادة على متن الطائرة أمرا نادرا، لأن النساء الحوامل نادرا ما يُسمح لهن بالسفر في الثلث الأخير من الحمل.
ووفقا لتقديرات تقريبية، لم يولد سوى 75 طفلا على متن الطائرات في القرن الماضي من تاريخ الطيران وفقا لموقع “بيست- سيتيزن شب” (Best-Citizenships) الذي يقدم معلومات عن برامج الجنسية الثانية.