ما بعد اغتيال إسماعيل هنية، كيف سيكون الرد الإيراني؟
كتب فارس الحباشنة في صحيفة الدستور.
الى أي مدى سوف تتحمل ايران ضربات اسرائيل؟ من اغتيال علماء ذرة والمشروع النووي الايراني واغتيال قاسم سليماني، والقائد العسكري محمد رضا زاهدي، ودون ان نستبعد بعد اغتيال القيادي الفلسطيني اسماعيل هنية امس في طهران، ان مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية في حادث تحطم طائرة مروحية بريء وعادي، ولا يندرج ضمن سلسلة اهداف الاغتيالات والتصفية الاسرائيلية.
عملية اغتيال القيادي الفلسطيني اسماعيل هنية في طهران، تعكس مدى «الاستخفاف الاسرائيلي» في صيحات ايران ونظامها السياسي، وانقلابا على قواعد الاشتباك المرسومة بحذر وخطوط حمراء بعد الغارة الاسرائيلية على قنصلية ايران في دمشق، وليلة المسيرات الايرانية والرد على العدوان الاسرائيلي. و بعد الاغارة الاسرائيلية على القنصلية الايرانية في دمشق، ولاول مرة ايران تدخل في اشتباك مباشر على الحرب، وتدخل في مواجهة عسكرية حية مع اسرائيل وجيشها، ويستهدف الجيش الايراني اهدافا عسكرية اسرائيلية، وصواريخ ومسيرات ايران دكت اماكن في محيط مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب.
الرد الايراني المرتقب. هل سيكون عبر الحلفاء، ام ان حجم مستوى عملية اغتيال القيادي الفلسطيني على الاراضي الايرانية، وبعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الايراني الجديد، لا يكفيه رد بالوكالة، وان ايران ستجد نفسها مضطرة ومجبرة للرد على العدوان الاسرائيلي.
ندرك كم ان خيارات ايرانية دقيقة. وان اسرائيل تبحث عن اي ثغرة في الاقليم من اجل اشعال نيران حرب كبرى. وان تدخل ايران ومشاركتها في الحرب، قد يجر دولا كبرى الى الحرب، وعلى رأسها امريكا ويريطانيا، وذلك دعما ومساندة لاسرائيل وحماية لامنها.
و من بعد اغتيال اسماعيل هنية، فماذا سوف تستهدف اسرائيل في الداخل الايراني؟ محلل سياسي فرنسي قال : ان نتنياهو يريد من اية الله الخامئني ان يستسلم امام قائد الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي. ومثلما استسلم الامبرطور الياباني هيرو هيتو امام الجنرال الامريكي دوغلاس ماك ارثر.
اسرائيل جن جنونها من الاتفاق النووي الايراني. فما بالكم لو انها تملك قنبلة نووية؟! إيران امام خيارات بالغة التعقيد والصعوبة. ولا خيار اماهم سواء الثأر. وقد نقلت اسرائيل معركة استهداف القادة والمنشآت العسكرية والامنية الايرانية من الاراضي السورية الى العمق الايراني.
فقد لا يبقى قائد عسكري ايراني او قائد وسياسي من محور المقاومة قد يزور طهران او يلتقي مسؤولا ايرانيا ! واخطر تداع لعملية اغتيال اسماعيل هنية الانكشاف العسكري ومدى الانكشاف الاستخباراتي الايراني.
كيف سترد ايران؟ وكيف سترد الاعتبار الى هيبة الدولة وسيادتها، والى حماية المجال الوطني وامنها القومي؟!
الصراع في الشرق الاوسط يتدحرج. وامريكا تدرك ان دوامة الحرب قد فتحت ابوابها.. وان الارمادا العكسرية «الجوية والبحرية « الامريكية قد حان الاوقات لاخراجها من حيز الصمت والمراقبة الى المشاركة العسكرية.
و اكثر ما يتردد اليوم ان اسرائيل تمنع امريكا من سحب قواتها من العراق وسورية. وذلك خوفا ورهانا على الانفجار الاكبر. وكسبيل لتغيير خرائط الاقليم واعادة تركيب الانظمة السياسية، وتأمين ابدي ومطلق لحماية الدولة العبرية. و قد لاحظت مراكز دراسات وابحاث امريكية ان مفعول التطبيع اني ومؤقت، ومع تنامي قوى وطنية رديكالية، وقوى ثورية في عديد من المجتمعات العربية. ماذا ينتظر الشرق الاوسط؟ وهو سؤال لا يبارح الاقليم المثقل في الحروب والصراعات والمفاجآت. واسرائيل يبدو ان جنونها بلا سقوف.. واذا ما شعرت اسرائيل في الضعف فلا تردد ان تجعل من جدران الهيكل تسقط على الجميع. مشهد سريالي.. وكيف سيكون الرد الايراني؟ واذا لم يكونوا قد فعلوا ذلك قبل نشر هذا المقال. ونقول لايران ردي، ما عاد من رهان على الصبر الاستراتيجي، واسرائيل مؤمنة بازالة اي اثر ووجود ايراني في المنطقة، واما الامريكان فهم مجرد كاذبون ودجالون!