رأي

ما القرار المتوقع اليوم لمحكمة العدل الدولية بشأن قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟

تنعقد محكمة العدل الدولية، الجمعة، 26 يناير/كانون ثاني، لتصدر حكمها الابتدائي في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بشأن حرب غزة، عند الساعة 12 ظهرا بتوقيت غرينتش.

ويعتقد معظم الخبراء القانونيين أن المحكمة ستصدر حكماً وتقبل طلب جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة أو وقائية.

وستحضر وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، أمام المحكمة في لاهاي في هولندا.

وكانت إسرائيل قد أعربت عن ثقتها في أن محكمة العدل الدولية سوف ترفض القضية.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، في مؤتمر صحفي: “نتوقع من المحكمة بالطبع، إسقاط الاتهامات السخيفة واللا معقولة التي وجهتها جنوب أفريقيا”.

ما هي قضية الإبادة الجماعية؟

تتهم دولة جنوب أفريقيا إسرائيل بأنها انتهكت اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، من خلال حملتها العسكرية في غزة، وسجلت القضية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في 29 ديسمبر/كانون أول.

وتُعد الإبادة الجماعية أصعب جريمة يمكن إثباتها لأن “نية الإبادة الجماعية” لا تنطوي فقط على قتل الناس.

ويجب إثبات أن الدولة -المُتهَمة بهذه القضية- تريد تدمير جماعة قومية أو إثنية أو عرقيّة أو دينية، كلياً أو جزئياً.

ويتطلب ذلك من جنوب أفريقيا تقديم دليل على وجود خطة أو نمط سلوك لإسرائيل لا يحمل تفسيراً أخر، سوى الإبادة الجماعية.

وتنظُر محكمة العدل الدولية، وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، في النزاعات بين الدول، ولم تتم إدانة أي دولة بارتكاب جريمة إبادة جماعية، من قبل.

وفي عام 2007، قضت المحكمة بأن صربيا فشلت في منع الإبادة الجماعية في سربرينيتسا عام 1995، حيث قُتل 8,000 رجل وفتى مسلم في البوسنة والهرسك.

ما هي “التدابير المؤقتة”؟

توصف “التدابير المؤقتة” بأنها أوامر قضائية مؤقتة أو تدابير وقائية حتى لا يصبح الوضع على الأرض أسوأ.

ويعتقد معظم الخبراء القانونيين أن جنوب أفريقيا قد استوفت المعايير لإظهار أن هناك خطراً كبيراً على الحياة، في حال لم يتم القيام بأي إجراء.

وتم الاستماع إلى هذا الجزء من القضية في لاهاي خلال يومي 11 و12 يناير/كانون ثاني، حيث قدمت إسرائيل دفاعها في اليوم الثاني.

وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

كم قتل في الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول؟

قتل أكثر من 25,900 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس.

كما نزح ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان القطاع.

بدأ الصراع في 7 أكتوبر/تشرين أول عندما هاجم مسلحو حماس من غزة البلدات الحدودية، وقتلوا ما لا يقل عن 1,200 إسرائيلي، واحتجزوا أكثر من 240 رهينة في غزة.

وردا على ذلك، شنت إسرائيل غارات جوية واجتياحاً برياً لقطاع غزة.

ما رد إسرائيل على الاتهامات؟

رفضت إسرائيل مزاعم الإبادة الجماعية ووصفتها بأنها “مشوهة بشكل صارخ” وقالت إن لها الحق في الدفاع عن نفسها وإنها تستهدف نشطاء حماس، لا المدنيين الفلسطينيين.

ما الذي يمكن أن تأمر به محكمة العدل الدولية؟

إذا قررت محكمة العدل الدولية إصدار تدابير طارئة، فهي غير ملزمة بإصدار ما طلبته جنوب أفريقيا بالضبط.

ويمكن للمحكمة أن تأمر إسرائيل باتباع القانون الإنساني الدولي، أو السماح بإرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى غزة، أو السماح بوصول المساعدات دون عوائق.

وأحكام المحكمة ملزمة قانوناً وغير قابلة للاستئناف، لكن المحكمة ليس لديها آلية لتنفيذها.

فهل هذا يعني أن إسرائيل قد ارتكبت جرائم إبادة جماعية في غزة؟

لا. فعندما تقضي المحكمة في جوهر القضية أو “أسسها الموضوعية”، يمكنها أن تجد أنه لم يتم ارتكاب أي جريمة إبادة جماعية، حتى لو فرضت تدابير مؤقتة في هذه المرحلة المبكرة.

تقول المحكمة بشكل أساسي إن هناك خطرا، وإلى أن يتم استكشافه بالكامل، يجب أن يتوقف كل شيء.

يستغرق الأمر سنوات حتى يتم النظر في القضية في محكمة العدل الدولية وإصدار الحكم النهائي.

لكن الإجراءات المؤقتة التي فرضتها المحكمة من شأنها أن ترسل إشارة إلى إسرائيل ومؤيديها بأنها تخضع للتدقيق الدولي بسبب أفعالها.

المصدر: بي بي سي نيوز عربية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى