ما العلاقة بين فقدان الشهية والاستيقاظ المبكر؟
تُثار من حين إلى آخر، تساؤلات حول العلاقة بين فقدان الشهية والاستيقاظ المبكر. في هذا السياق، كشفت دراسة أميركية حديثة عن أنّ «اضطراب فقدان الشهية في الأكل، يرتبط بالاستيقاظ من النوم مبكراً في الصباح». وأشار باحثون خلال دراسة نُشرت نتائجها في دورية «غاما نتورك»، الخميس، إلى «صلة وراثية جديدة بين فقدان الشهية العصبي والاستيقاظ المبكر».
وفقدان الشهية العصبي، هو اضطراب في الأكل ينجم عنه فقدان الوزن غير الطبيعي، والخوف الزائد من اكتساب الوزن، والإدراك المُشوَّه لوزن الجسم.
ويُولِي الأشخاص الذين لديهم فقدان الشهية اهتماماً كبيراً للتحكُّم في وزنهم وشكلهم، وذلك ببذل الجهود الشديدة التي تتعارض بشكلٍ كبير مع حياتهم، عبر تحديد كمية الطعام التي يتناولونها بشكل قاسٍ، أو تناول علاجات مثل المُليِّنات ومدرات البول، أو ممارسة الرياضة بشكل مُفرط.
واستهدف الباحثون فهم العلاقة بين اضطرابات الأكل والساعة البيولوجية (التي تتحكم في تنظيم أنشطة الجسم على مدار اليوم، على رأسها النوم والاستيقاظ)، من خلال تقييم الجينات المرتبطة بفقدان الشهية العصبي، والساعة البيولوجية، وعديد من سمات النوم، بما فيها الأرق. واستخدموا طريقة إحصائية لمعرفة كيف تؤثر الجينات في اضطرابات الأكل والساعة البيولوجية. على سبيل المثال، فحصوا أنماط نوم الأشخاص الذين لديهم اختلافات وراثية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية العصبي؛ ما يوفر دليلاً على العلاقة بين فقدان الشهية العصبي والنوم.
ووجدوا علاقة ثنائية الاتجاه بين الجينات المرتبطة بفقدان الشهية العصبي، والجينات المرتبطة بالنمط الزمني الصباحي (الاستيقاظ مبكراً والذهاب إلى الفراش مبكراً).
بمعنى آخر، تشير نتائج الدراسة إلى أنّ الاستيقاظ مبكراً قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان الشهية العصبي، كما أنّ الإصابة بفقدان الشهية العصبي قد تؤدّي إلى الاستيقاظ مبكراً. ووجد الفريق البحثي أيضاً علاقة بين فقدان الشهية العصبي والأرق.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة من كلية الطب بجامعة هارفارد، الدكتور حسن دشتي: «تشير النتائج إلى أنّ فقدان الشهية العصبي هو اضطراب صباحي، على عكس معظم الأمراض النفسية الأخرى التي تحدُث في المساء، مثل الاكتئاب، واضطراب نهم الطعام (تناول الطعام بكميات غير عادية، وعدم القدرة على التوقّف عن الأكل)، والفصام». وأضاف عبر موقع الجامعة: «علاجات فقدان الشهية العصبي محدودة، كما أنّ سبب المرض لا يزال غير واضح. ولأنّ هذا المرض هو ثاني أعلى معدل وفيات للأمراض النفسية، ثمة حاجة ماسَّة إلى مزيد من البحوث حول استراتيجيات الوقاية والعلاجات الجديدة لهذا الاضطراب».
ووفق الباحثين، فإنّ نتائج الدراسة «يمكن أن تسهم في إجراء مزيد من البحوث حول العلاجات القائمة على الساعة البيولوجية للوقاية من فقدان الشهية العصبي وعلاجه».