شؤون دولية

ما الذي يسعى الأمير محمد بن سلمان إلى تحقيقه من جولته في دول الخليج؟

ناقشت صحف عربية، لا سيما الخليجية منها، جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في منطقة الخليج، وسط إشادات بما تهدف إليه من إعادة تفعيل العمل المشترك وتخطي الخلافات من أجل تحقيق وحدة بين دول منظمة التعاون الخليجي

على الجانب الآخر، تساءل البعض عما يهدف إليه ولي العهد السعودي، مشيرين إلى أنه يبحث عن دور له في المنطقة

“الاستقرار الخليجي أولوية”

احتفت العديد من الصحف الخليجية في عناوينها ومقالاتها بالزيارات التي قام بها ولي العهد السعودي لكل من عمان والإمارات وقطر والبحرين، كما استبقت الصحف الكويتية الزيارة المرتقبة للكويت اليوم بترحيب كبير

يشير سمير عطا الله في “الشرق الأوسط” اللندنية إلى أن الجولة ” تبدو مثل زيارات داخلية. فالدول الثلاث التي زارها في ثلاثة أيام تربطها جميعاً بالمملكة حدود واحدة وتاريخ واحد وثقافة واحدة ومصالح مشتركة لا حدود لها. كل ما تحتاج إليه هذه العناصر الجوهرية هو التأكيد والتطوير. ولا تخلو العلاقات الأخوية، مهما كانت وثيقة، من أزمات عابرة أو سوء تفاهم، لكن المهم العودة دائماً إلى مرجعية القربى وحكمة الاستقرار”

ويتابع: “أمام الخليج خياران واضحان: إما الانخراط في صناعة التقدم، وإما الانهزام أمام سياسات التخلّف والانقسام والخطاب الرديء الذي يحرص عليه جيران الفتنة ودُعاة اللغو”

ويرى محمد الساعد في “عكاظ” السعودية أن الجولة تعكس طموحات خليجية كبيرة، قائلاً: “قدر هذه المنطقة من العالم العربي أن تقود قطار التغيير، فعلى مدى سنوات طويلة كانت دول الخليج هي مركز الأعمال والتجارة، وأغلب العالم العربي يقتات على أسواقها، إما من تحويلات عامليه أو من تجارتها معه”

ويضيف: “الاقتصاد العفوي والأبوي الذي اعتمدته دول الخليج طوال أكثر من سبعين عاما ليس على أبنائها فقط بل وحتى على العالم العربي ولى إلى غير رجعة، ليس لأنه لا يناسب اقتصاد السوق العالمي الحالي، بل لأن التحديات أكبر من حملها وأكبر من المجاملة عليها”

وتذهب “الرياض” السعودية إلى أن “الاستقرار الخليجي أولوية” هذه الجولة

وتقول في افتتاحيتها: “الجولة في مختلف تفاصيلها تعزز التكاتف الخليجي، ولمواصلة الترابط في مواجهة متغيرات العالم والعمل على تحقيق وحدة صف متكاملة لتكوين رؤية مشتركة في جوانب الاقتصاد والبيئة والصحة، والأخيرة كانت هي المؤثر الأكبر على مدار عامين من خلال انتشار جائحة كورونا عالمياً”

وواصلت الصحيفة القول: “لذلك فزيادة وتيرة التنسيق وتوحيد الإجراءات الخليجية على أعلى المستويات تعد أكثر أهمية في وقتنا الراهن، وذلك حتى نحقق قولاً وعملاً الأمن الصحي والاقتصادي والبيئي لكل مجتمعاتنا الخليجية”

استهل ولي العهد السعودي جولته الخليجية بزيارة سلطنة عمان

عم يبحث ابن سلمان في الخليج؟

تخطى البودكاست وواصل القراءة البودكاست

تابوهات المراهقة، من تقديم كريمة كواح و إعداد ميس باقي

ويتساءل قتيبة الصالح في “الميادين” اللبنانية عما يبحث عنه ولي العهد السعودي في الجولة الخليجية

ويقول: “يحاول ابن سلمان من خلال جولته تخفيف حدة الخلافات حول بعض الملفات، إضافة إلى إعادة تأهيله كقائد مرغوب فيه في المنطقة، في الوقت الذي تحاول دول الخليج الأخرى إعادة بناء علاقاتها، تحسباً لنتائج الحركة السياسية والاقتصادية الجديدة”

ويضيف: “سترسم هذه المتغيرات، إضافة إلى المنافسة المتزايدة في الخليج، مسار الدبلوماسية السعودية في المرحلة المقبلة، لكن يبقى أهم سؤالين: على أي أساس سيتحدد هذا المسار؟ ووفق أي دور؟”

أما “رأي اليوم” اللندنية فتقول في افتتاحيتها: “الجولة التي يقوم بها حالياً الأمير محمد بن سلمان وتشمل زيارة خمس عواصم خليجيّة، والهدف المعلن منها هو توثيق العلاقات، ومحاولة ترميم الخِلافات والبيت الخليجي، والإعداد للقمة الخليجية التي ستُعقَد في النصف الثاني من هذا الشهر في الرياض، أما الهدف غير المُعلن فهو طلب النجدة من معظمها لوقف الانهيار العسكري السعودي على الجبهة اليمنية”

ولا تبدي الجريدة تفاؤلاً تجاه الاستجابة، مضيفة: “الأيام والأسابيع القليلة المقبلة قد تحمل في طياتها مفاجآت غير سارة للسلطات السعودية، حتى لو وصلت النجدة الأمريكية والقطرية والإماراتية، فدخول اليمن سهل، ولكن الخروج منه أصعب بكثير وعلمه عند الله وربّما عند السيد عبد الملك الحوثي وحُلفائه في طهران وبيروت”

ويتوقع عبد المحسن محمد الحسيني في “الأنباء” الكويتية أن يكون الجانب الاقتصادي هو أبرز مكتسبات جولة ابن سلمان

ويقول: “توقع أن تركز هذه الجولة على أهم القضايا المشتركة بين دول مجلس التعاون لدفع عجلة مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز سبل التعاون بين دولها، كما ستشهد الجولة إجراء عدة مشاورات سياسية وذلك من أجل توحيد المواقف السياسية لمختلف القضايا”

كما يذهب الكاتب إلى أن الزيارة قد تفضي إلى تغيرات إيجابية مع بعض دول الجوار، مضيفاً: “كانت دولة الإمارات قد بدأت عدة اتصالات سياسية مع إيران وسوريا وتركيا، حيث قام الشيخ محمد بن زايد بجولة لبعض الدول مثل تركيا وسوريا وأخيرا إيران كمحاولة من الإمارات لإزالة الخلافات السياسية مع دول المنطقة، ولا شك أن مباحثات سمو ولي العهد السعودي مع الشيخ محمد بن زايد سيكون لها الأثر الطيب في العلاقات بين دول المنطقة وحل الخلافات دون تدخل من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى