رأي

ما الخطة الحقيقية لتهجير الفلسطينيين؟

كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.

ما زلنا ننتظر المفاوضات إلامَ ستفضي؟ فما هو الجديد في قطاع غزة؟

واضح ان هناك حالة استعصاء تواجه المشهد الغزاوي رغم المساعي الأمريكية الحثيثة لتليين الموقف وتوجيه الدفة نحو المفاوضات، وابرز خيبة كانت بعد زيارة رئيس «السي آي إيه» وليم بيرنز السرية إلى الكيان المحتل، التي باءت بالفشل، فنتانياهو يرفض علنا وبإصرار مبدأ القبول بقيام دولة فلسطينية، مستندا بذلك إلى الرأي العام المرتبط بحرب غزة، حيث إننا اذا ما نحينا جانبا أهالي الأسرى، فإن المزاج العام لدى شارع المحتل بات يميل إلى استمرار الحرب، نتانياهو يعلم بالتأكيد أن توقف الحرب الآن وبظل المعايير الحالية يعني نهاية حياته السياسية، مع إمكانية دخوله السجن. لذلك يعمل جاهدا على معاندة الرئيس بايدن ويرفض فكرة حل الدولتين، مستفيداً من إحراج الجيش الذي لم ينجح حتى الآن بتحقيق اهم أهدافه، وهي إطلاق سراح الأسرى. ويُمني نفسه بأن معركته المقبلة ستكون معركة الانتصار الأخيرة في رفح، وهو تفكير فارغ وساذج لأن الصواريخ ما زالت تتساقط على جيش الكيان، أما خان يونس فلم تحسم بعد، وواهم جدا إن كان يعتقد بأنه سيصل إلى قادة المقاومة وإلى الأسرى. وهنا لابد من التذكير بأن تحرير الاسيرين، أخيرا، عملية تشوبها علامات استفهام، خاصة بعد ورود معلومات عن أن عائلة من آل ابوسرور كانت تحتجز الاسيرين والبقية معروفة.

وتساؤلات عديدة تطفو على سطح الأحداث اليوم بعد تراكم المهجرين في رفح التي لا يتجاوز تعداد سكانها المئة الف، وتجاوز فجأة المليون، فهل ستتحمل رفح هذا العبء الطارئ وفق البنية التحتية للمنطقة؟

وفي حال حصول الهجوم فإلى أين سيذهب هؤلاء المليون ونيف؟

هل سيعودون بهجرة مضادة إلى غزة؟ أم أن مصر ستفتح الجدار ولو وفق سيناريو مدروس مسبقا كأن يقصف العدو الجدار ويدخلون إلى سيناء.

ولكن أؤكد أن الخيبة ستكون اكبر مما يتوقع المحتل إذا ما حاول دخول رفح، فأبوحمزة أكد قائلا: إن امل العدو إذا دخل رفح ستكون الخيبة فيه أكبر بكثير من الدخول إلى الشمال وإلى الوسط، فلن يجد الأسرى ولن يصل إلى قياديي المقاومة، إنه الهدف المستحيل. المقبل من الأيام يحمل الكثير من المفاجآت، ذلك أن الواقع الإقليمي الدولي مثقل بالمشاكل المستعصية، ولا يمكنه إن يبقى رهين حلم أو هدف دولة الاحتلال بتهجير أهالي غزة. وما هي ردة فعل أهالي الأسرى حيث تنتظرهم الخيبة؟ وهل سيكون هناك مسار سياسي يمكن البناء عليه لاحقا؟

الغموض في الواقع يلف خطة التهجير. وإذا ما حصل السيناريو المصري فهل سيتبعه سيناريو أردني مع الضفة الغربية؟ وسيناريو لبناني مع منطقة المثلث وشمالي فلسطين المحتلة؟

التداخل صريح بين المسعى السياسي والعملية العسكرية واللعب بالنار عنوان المرحلة الحالية… فمن سيستمع لمن؟

الأكيد، اليوم، أن الحرب صارت مناسبة لتسوية القضية الفلسطينية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى