كارول سلوم .
خاص رأي سياسي …
لولا الهزة المريبة التي سجلت في زحلة لما كان ملف الكسارات قد فتح من جديد، لكن ما علاقة الكسارات بالهزة التي وقعت نحو الساعة الثانية والربع من يوم السبت وشعر بها سكان المنطقة وبلغت قوتها ٣ درجات على مقياس ريختر؟
المعلومات بحسب مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس كشفت أن الهزة سبقها دوي ، في حين غرّد الباحث في الجيولوجيا في الجامعة الأميركية طوني نمر على حسابه عبر “تويتر”، كاتبًا: “الهزة الأرضية اليوم في جرود زحلة مثيرة للريبة مثل هزة 6 أيار في جرود كسروان من حيث التوقيت (بعد ظهر السبت) والمكان (منطقة كسارات)”.
هذه التساؤلات جعلت ما جرى يستدعي تحقيقاً للقوى الأمنية وأخذ الموضوع بجدية للتحقق من أسباب هذه الهزات ،لأن هكذا أعمال قد تستحث زلازل لا تحمد عقباها.
وفي معلومات خاصة حصل عليها ” رأي سياسي” أكّدت أن عمل كسارات التويتة في زحلة غير متوقف كلياً بدليل التفجيرات التي حصلت جراء الحفر في موقع الكسارات في المنطقة بشكل مخالف للقانون ، بعدما صدر بحقها قرار بالإقفال كما أن هناك إشارة قضائية من المدعي العام في البقاع بختمها بالشمع الأحمر.
وذكرت المعلومات أن العمل يتم فيها بشكل متقطع في الكثير من الأحيان في ظل غياب أي مراقبة، الا ان حصول الهزة يطرح أكثر من سؤال عن هذا الترابط بين الأمرين ، في حين أن التفجير قد يتمدد ويحصل في أعقابه هزّات. فيما لفتت مصادر أخرى أن كسارة التويتة التي تعود لال ابو حمدان تستخدم كمخزن أو ما يعرف بالstock ولا تعمل منذ زمن .
وفي هذا السياق ، كرّر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين التأكيد على أن الكسارة متوقفة عن العمل وقال إن هناك تحقيقا قد فتح ولا بد من انتظار نتائجه ، كاشفا عن طرح الموضوع في مجلس الوزراء. وما حصل استدعى تحرك عدد من النواب قضائياً بشأن ما أثير في تفجيرات كسارات التويتة ، عبر اخبارات برسم المدعي العام البيئي .
من جهته، اعتبر رئيس لجنة البيئة النيابية النائب غياث يزبك ل ” رأي سياسي ” ، ان الموضوع يتعلق بشق جيولوجي وآخر سياسي أمني ، وهناك ترابط بينهما والإلتباس يسود المنحى القضائي والأمني والسياسي من الموضوع، لأن ما من تقرير صدر حتى الآن بشأن ما جرى لتبيان ما إذا كان ناجما عن هزة أو تفجير نيترات اومنيوم في المنطقة ، مؤكدا أنه لو لم يحصل في منطقة متصحرة بعيدة عن المنازل المأهولة لكان حصد ضحايا وهذا ازدراء بعقول الناس .
ولفت يزبك إلى أن ما جرى لا تنطبق عليه مواصفات تقنية جيولوجية للهزة كما يشعر بها المواطنون بالعادة، مبدياً خشية من قيام أنشطة فوق وتحت الارض لا بد من معرفة تفاصيلها أو البحث عنها ،محملا الدولة المسؤولية ومعتبرا ان هذا النشاط من شأنه أن يستدرج زلازل ويفجر المياه الجوفية ويؤثر على النمو السكاني فضلا عن ضرب موسم السياحة في زحلة .
مصادر قضائية أبلغت “رأي سياسي” أنه فور صدور نتائج التقارير الرسمية عن قيادة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأدلة الجنائية بشأن انفجار الكسارة ، من المقرر أن تقول النيابية العامة الاستئناقية في البقاع كلمتها وبالتالي ليس للنيابة الدخول في تكهنات أو نشر أخبار غير دقيقة قبل أن تظهر النتائج .
وسط كال التخمينات والتوقعات ، تحدثت مصادر مطلعة على الملف عن أن الإنفجار لا يؤدي إلى هزة على ثلاث درجات ، وأشارت إلى أن الهزة وقعت على فالق اليمونة ودعت إلى إطلاع الناس عما جرى بالفعل .