ماسك سينتقم من ترامب.. كيف؟

كتب كريستين موي, في صحيفة “بوليتيكو” الأميركية:
في مقابلة نادرة بعد الخلاف بين ماسك وترامب، توقع مؤسس وادي السيليكون فيليب لو أنّ صديقه السابق، سيسعى للانتقام من الرئيس.
صديقٌ قديمٌ لإيلون ماسك يُحذّر الرئيس دونالد ترامب من قطب التكنولوجيا.. إنه لا يُغيّر رأيه.
فيليب لو، عالم الأعصاب الحائز على جوائز، والذي تعاون مع عالم الكونيات الراحل الأسطوري ستيفن هوكينغ كموضوعٍ للاختبار، تعلّم ذلك بصعوبةٍ بالغة عام 2021 عندما طرد ماسك، أحد أوائل مُستثمريه، من المجلس الاستشاري لشركته الناشئة في وادي السيليكون التي أسسها.
على مدار ساعةٍ من المقابلة، قدّم لو صورةً نفسيةً لمستشاره السابق، واصفًا إياه بأنه مُهووس، يميل إلى الانتقام، مُتعطشٌ للسلطة، وفي بحثٍ مُستمرٍّ عن الهيمنة. وأشار إلى أنّ ماسك يهدف إلى استكشاف كل السبل المُتاحة لمنافسة منافسيه اللدودين، والتغلب عليهم في نهاية المطاف. يعرف لو ماسك منذ 14 عامًا، لكنه لا يعتقد أن ماسك قد نضج بمرور الوقت، وهو مقتنع بأنه لن ينضج أبدًا.
ورغم أنهما استمرا في الحديث لسنوات بعد أن طرده لو، إلا أنّ لو شعر بأن ماسك يحمل ضغينة، مما أدى إلى تغيير علاقتهما بشكل دائم. إلا أنّ هذه العلاقة انقطعت أخيرًا في كانون الثاني/يناير عندما انضم لو إلى منتقدين آخرين في اتهام الملياردير على وسائل التواصل الاجتماعي بأداء التحية النازية في تجمع تنصيب ترامب.
وقال لو لصحيفة “بوليتيكو” في مقابلة نادرة منذ خلاف ماسك القاسي مع ترامب: “لقد مررت بفترة من الخلافات الحادة مع إيلون على مر السنين. وبما أنني أعرف إيلون جيدًا، أعتقد أنه سيبذل قصارى جهده لإلحاق الضرر بالرئيس”.
اندلع انفصال ماسك وترامب، في وقت سابق من هذا الشهر بسبب مشروع قانون الرئيس الضخم الذي لا يزال قيد الدراسة في الكونغرس. وتضمّن هذا الخلاف تهديداتٍ ومنشوراتٍ متواصلة على “إكس” وإهاناتٍ مُشبّعة بنظريات المؤامرة، وبلغ ذروته بعد أن فكّر ترامب في إلغاء العقود الحكومية المبرمة مع الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”.
رداً على ذلك، انتقد ماسك على منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها مشروع قانون الرئيس الضخم، مُعلنًا دعمه لطرفٍ ثالث، ومُوبّخًا إياه على “نكران الجميل”، ونُسب إليه الفضل في فوزه في الانتخابات، بل وألمح في منشورٍ حُذف الآن إلى أنّ سجلات التحقيق في قضية جيفري إبستين المُدان بالاعتداء الجنسي “لم تُنشر” لأن ترامب مُدرجٌ فيها.
يقول كلا الجانبين الآن إن التوترات قد هدأت. البيت الأبيض حريص على المضي قدمًا، حيث صرح ترامب للصحفيين بأنه سيحتفظ بإنترنت ستارلينك وتمنى التوفيق لماسك. من جانبه، اعترف ماسك بأن بعض منشوراته خرجت عن السيطرة وقدم اعتذارًا بعد أسبوع.
لكن لو، الذي يعتبر نفسه مستقلاً سياسيًا، قال إنه لا ينبغي خداع ترامب والجمهور الأمريكي. ببساطة: أي مصالحة مع ماسك ستكون “تجميلية بحتة” ومعاملاتية. وقال لو، عن صديقه القديم: “لقد أُهين”.
وأكّد لو: “لقد استقطب إيلون ما يكفي من مؤيدي ترامب ليُشكّل تهديداً سياسياً حقيقياً”، وعلى الرئيس الأميركي أنّ يأخذ ماسك ومخاطر انتقامه على محمل الجد.