ماذا وراء مقترحات كازاخستان إصلاح رابطة الدول المستقلة؟

عن إمكانية إخراج رابطة الدول المستقلة من العطالة، نشرت أسرة تحرير “نيزافيسيمايا غازيتا” المقال التالي:
ستحتفل رابطة الدول المستقلة، في ديسمبر/ك1، بالذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيسها. لقد أُنشئت الرابطة لتسهيل انفصال الجمهوريات السوفيتية السابقة، وقطعت شوطًا طويلًا في البحث عن أشكال التعاون الأمثل. على مر السنين، تراجعت الأهمية المؤسسية للرابطة، فأصبحت قرارات القمة استشارية بطبيعتها، وتعوق الخلافات بين الدول الأعضاء فاعليتها. ومع ذلك، تحدث المشاركون في قمة الرابطة في دوشانبي، 8-10 أكتوبر/ت1 الجاري، عن آفاق المنظمة.
وقد طرح الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف عددًا من الأفكار لتحديث الرابطة. وكان من إنجازات القمة قرار اعتماد صيغة “رابطة الدول المستقلة+”. تُجسّد هذه المبادرة، التي أطلقها توكاييف، رؤية كازاخستان الاستراتيجية، التي ترى في الرابطة منصة مفتوحة لأعضاء جدد. وكانت منظمة شنغهاي للتعاون أول من حصل على صفة مراقب في رابطة الدول المستقلة.
يبدو أن كازاخستان تُعزز ريادتها داخل رابطة الدول المستقلة نظرًا للوضع الجيوسياسي المُحيط بالصراع في أوكرانيا. فبينما تُضطر روسيا، وهي طرف رئيس في الرابطة، إلى تركيز مواردها واهتمامها على السياق المحلي والإقليمي الناجم عن الصراع، تقترح كازاخستان مبادرات من شأنها أن تُنعش المنظمة.. لكن تحقيق هذه الخطط يتطلب التغلب على تحديات جوهرية، بدءًا من اختلاف مصالح أعضائها والمنافسة الجيوسياسية الخارجية، وصولًا إلى نقاط ضعف مؤسسات رابطة الدول المستقلة وصعوبات إدخال صيغ جديدة. ويمكن أن يُصبح مفهوم “رابطة الدول المستقلة+” والتركيز على الصناعات الإبداعية منطلقًا للنمو، إذا فُهمت المخاطر بوضوح ووُضعت استراتيجيات للتغلب عليها. وإلا، فإن رابطة الدول المستقلة تُخاطر بالبقاء منظمة تعيش بحكم العطالة.