![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2023/11/Captureر.png)
حسين زلغوط
خاص_ رأي سياسي
تلعب الولايات المتحدة الامريكية دوراً خبيثاً في ما خص الإعلان عن سعي الرئيس الامريكي جو بايدن لدى اسرائيل للتوصل لما يسمى هدنة انسانية في قطاع غزة لمراعاة الرأي العام العالمي، وهو أوكل الى وزير خارجيته للقيام بزيارات مكوكية في المنطقة لتحقيق هذا الهدف. ويأتي هذا المسعى الأمريكي غير الأخلاقي بعد حصول سلسلة مجازر اسرائيلية بحق المدنيين الأبرياء على مدى أربعة أسابيع من دون ان يرف لواشنطن جفن، وهو ما يؤكد بأن هذا السعي الأمريكي لا يأتي من حرص على المدنيين في غزة، إنما هناك معلومات تؤكد بأن واشنطن تسعى لتحقيق مثل هذا الهدف لغاية في نفسها، وهي إبرام صفقة مضمونها إطلاق الأسرى من الأمريكيين العشرة مقابل إدخال مساعدات غذائية وطبية وربما ايضا محروقات، وفور حصول الولايات المتحدة على مبتغاها فإنها ستعطي الضوء الاخضر الى الحكومة الاسرائيلية للاستمرار في العدوان، أو إدارة الظهر لأي مساعي دولية لتطوير هذه الهدنة لكي تتحول الى إتفاق على وقف اطلاق النار، وهذا الأمر يتنبه اليه قادة حركة حماس، إلا أن الوضع الإنساني المتفاقم قد يؤدي الى القبول بهذه الصفقة وعدم رفض هذه الهدنة لإعطاء فرصة للمواطنين الغزاويين لالتقات النفس والحصول على أبسط مقومات الحياة وبعد ذلك يرون ان لكل حادث حديث.
ومما لا شك فيه بأن واشنطن وإسرائيل يعيان بأن الحرب لن تكون سهلة وهي ستكون طويلة جدا سيما وأن امريكا إختبرت في حربها على فيتنام خطورة معارك الأنفاق التي كبدت الجيش الامريكي خسائر فادحة أجبرته على الخروج مهزوماً من فيتنام وأن الرئيس بايدن كما وزير خارجيته ووزير دفاعه، مما لا شك فيه لفتوا نظر بنيامين نتنياهو لهذا الأمر غير أن الأخير يبدو انه ذاهب في الهروب الى الأمام الى آخر نفس لأنه يدرك ما ينتظره ما أن تضع هذه الحرب أوزارها في ظل هوة سياسية تتوسع يوميا في الداخل الاسرائيلي والتي ربما تنفجر في أي وقت في وجهه سيما وأن المعارضين لسياسته يستعدون للعب ورقة الأسرى لمزيد من الضغط عليه بعد تحميله مسؤولية الإخفاقات التي حصلت في السابع من تشرين الاول وتداعيات ذلك اليوم على الوضع العام في اسرائيل.
وحول ما اذا كان هناك من خوف من ان تتوسع رقعة المواجهات التي تحصل في الجنوب اللبناني تؤكد مصادر عليمة ان هذا الوضع ربما لا يبقى طويلا على ما هو عليه اليوم سيما وأن جيش العدو الإسرائيلي الذي يتلقى يوميا ضربات متتالية على رأسه في شوارع وأزقة غزة سيحاول التعمية على هذا الامر من خلال الاعتداءات التي تحصل والتي ربما تتدحرج مع قابل الأيام لتصبح حرباً حقيقية وواسعة النطاق، علما ان المقاومة في لبنان تأخذ كل شاردة وواردة على الحدود بعين الإعتبار وهي ستتعامل مع أي حدث قادم من قبل جيش العدو الإسرائيلي بالطريقه المناسبة، وإذا أرادت تل ابيب توسيع رقعة الإعتداءات فالمقاومة ستكون جاهزة للرد بالمثل، وأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيضع يوم السبت المقبل الخطوط العريضة لما ستكون عليه المرحلة القادمة في خطابه والذي سيحمل ايضا رسائل حاسمة باتجاهات متعددة تتضمن تحذيرا من مغبة ارتكاب اسرائيل أي حماقة ستكون نتائجها باهظة الثمن على كافة المستويات في الداخل الاسرائيلي، كما أنه سيعلن وبنبرة عالية بأن المقاومة لن تسمح بالتمادي الإسرائيلي أكثر في غزة وأنها ستواجه وبقوة المشروع الأمريكي والإسرائيلي المدعوم غربياً والرامي الى القضاء على فصيل أساسي من فصائل المقاومة في المنطقة أي حركة” حماس” بكل فصائلها وهو سينبه أيضاً السلطة الفلسطينية من مغبة الإلتفاف على حركة “حماس” والسير بهذا المشروع الرامي الى انهاء القضية الفلسطينية بالكامل عن قصد أو غير قصد.