رأي

ماذا فعل نتنياهو ببايدن؟

كتب فارس الحباشنة في صحيفة الدستور.

اجتماع القاهرة النتيجة صفر.

الوفد الاسرائيلي المكون من رئيسي جهازي الموساد والشاباك عادا من القاهرة الى تل ابيب، ودون ان يصل وفد حركة حماس والمقاومة الى القاهرة.

نتنياهو، وكما نقلت وسائل اعلام اسرائيلية جامل بايدن، ولبى طلب بايدن في المشاركة في اجتماع القاهرة، واستجاب على طريقته للضغوط الامريكية. و بايدن مارس ضغوطا على نتنياهو، وطلب منه المرونة والليونة بخصوص الصفقة المزعومة، والتفاوض على شروط اتفاق باريس. و عبر شاشات التلفزيون، ومن اليوم الاول لمفاوضات اتفاق القاهرة، والاعلام في تل ابيب يتحدث عن عملية عسكرية وشيكة في رفح.

و نتنياهو و»حاخامات الحرب « في اورشليم يوحون بان النصر الاسرائيلي قد يتحقق، وانه لا مجال في المرواغة عن نصر مطلق في غزة على وصف نتنياهو. و نصر يتحقق في تهجير الفلسطينيين وتصفية المقاومة وهزيمتها عسكريا. الحرب دخلت شهرها الرابع ـ وما دام ان نتنياهو يبحث عن نصر كبير، فلماذا اذن يسمع الى نصائح الامريكان وعدم استهداف المدنيين، واطلاق مسار تفاوض لتبادل الاسرى ووقف مؤقت لاطلاق النار ؟! امريكا منحت نتنياهو وقتا اضافيا، ووقتا كافيا لكي يجهز ويعد العدة العسكرية واللوجستية والسياسية لمعركة رفح واجتياحها بريا.

و الخوف الامريكي على المدنيين، ونصائح رئيس مجلس الامن القومي لاسرائيل بعدم استهداف المدنيين، هو كلام مشفر وكلام بالالغاز لخوف امريكا من فرضية فشل الغزو الاسرائيلي.

في مسار باريس واجتماع القاهرة مورست ضغوط كبيرة على المقاومة، وضغوط امريكية واسرائيلية وعربية لتنازل وتراجع المقاومة عن اطار للتفاوض الذي قدمته حماس في ورقة ردها على صفقة باريس.

و حاول نتنياهو ان يصيغ من العملية العسكرية على رفح ورقة ضغط على المقاومة واجبارها على تنازلات في مسارات التفاوض لتفادي الغزو البري.

و إجبار المقاومة بالموافقة على عرض اسرائيلي قدم في اجتماعات مسار باريس..ويقوم على ابرام صفقة لتبادل الاسرى دون اعلان وقف اطلاق النار.. وهذا ما رفضته المقاومة، واكد قياديون : لا صفقة تبادل للاسرى تحت نيران الحرب. فشل اتفاق القاهرة، هل سيقود الى وقف مسارات التفاوض، ام سوف نشهد قريبا عودة الى المفاوضات ؟ وهل سيذهب نتنياهو الى السير في عملية رفح حتى النهاية ؟

اسرائيل في حالة مناورة مفتوحة وعملية رفح شبه مؤجلة معطلة.. وقد تتبع تل ابيب حربا نفسية في عمليتها، واذ تلجأ الى تكتيك «كر وفر» في حربها، واستهداف عن بعد، وعمليات يومية غير موسعة، واستهداف خفيف ومقونن للمدنيين، وتبقى بعيدا عن محور فلادلفيا، وحيث لا تستثير غضب مصر.

و في عملية رفح، اسرائيل تختبر المقاومة ومدى جاهزيتها، وماذا تملك من قوة ردع عسكري، وحسابات ايضا متعلقة في المواجهة، ومواجهات اخرى متعلقة في المعلومات الاستخباراتية، وقياس الروح القتالية لمحاربي المقاومة. وقد تكون جولة تمهد الى عودة المفاوضات.

نتنياهو يسعى الى كسر طوق ضغوط تكبل عنقه، واولها، ملف الاسرى واحتجاجات العائلات، وثانيا، المعارضة الداخلية، وثالثا، الجيش والمؤسسة الامنية، وتباين المواقف من نجاعة استمرار الحرب وتحقيق اهدافها الكبرى، ورابعا، الضغوط الامريكية لوقف اطلاق نار مؤقت.

واما سيناريو اليوم التالي، فبعد فشل اتفاق القاهرة وصفقة باريس.. فيبدو ان واشنطن وتل ابيب لا يملكان اطارا وتصورا واضحا لطرحه على طاولة التفاوض. نتنياهو من ادار ظهره الى بايدن وليس العكس.. والصراع الانتخابي الامريكي وقد بدأ يقترب من الذروة، وقد اظهر بايدن اكثر استجابة ورضوخا الى اهداف ومشروع نتنياهو.

و سيناريو توسع دائرة الحرب اقليميا ليس مستبعدا.. فلا اسرائيل قادرة على ادراك حقيقة الهزيمة، ولا المقاومة ومحورها سوف يقبل بهزيمة، وعندما يصبح الامر اقليميا مفتوحا على كل سيناريوهات واحتمالات حرب كبرى، وعلى كل الجبهات.

وماذا يعني الانتصار بالنسبة للمقاومة واسرائيل؟ بالنسبة للمقاومة هو فشل جيش اسرائيل في تحقيق اهدافه وتحقيق نصر، وبقاء المعركة في غزة مفتوحة، والتقدم الجغرافي الاسرائيلي في القطاع لا يحرز اي نقاط في جدول حسابات النصر والحسم العسكري.. واما اذا ما وقع العكس، وان يفرض الجيش الاسرائيلي معادلته، فهذا يستعجل السيناريو البديل في اشتعال حرب كبرى في الاقليم، وعلى كل الجبهات.

بدأنا في سؤال ونختم في اكثر من سؤال.. وهل باستطاعة واشنطن ان تعيد فتح مسارات جديدة للتفاوض، وهل باستطاعتها وقف اطلاق النار، وهل هي قادرة على لجم جنوح وجنون نتنياهو و»شياطين تل ابيب» ؟ وهل حقيقة ان التفاهم الامريكي والايراني هو القادر على ضبط ايقاع الاستقرار واطفاء نيران الحرب في الاقليم؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى