مئة يوم من تاريخ الإنسانية

كتب عبدالمحسن يوسف جمال في صحيفة القبس:
نسمات الحرية لن تموت، وضحكات الاطفال لن تقف، وساعات الفجر قادمة لا ريب في ذلك، ودعوات المؤمنين يُستجاب لها ولو بعد حين.
مئة يوم مرت على البشرية كأقوى اختبار يمر عليها في هذا العصر، وكانت الارض غزة هاشم في فلسطين، والمبتلى أهلها الكرام من أطفال رضع وشيوخ ركع ونساء ورجال تصدوا لأعتى آلات القتل والتنكيل الاميركية بأيدي أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وهم اليهود كما أخبرنا رب السموات والارضين.
انقسمت الانسانية الى قسمين، قسم يقوم بقتل اهل غزة وابادتهم وتهديم البيوت والعمارات والمساجد والكنائس على رؤوسهم في أقذر حرب تمر على الشعوب هذا العصر.
وقسم إلى الآن يتمسك بإنسانيته وأخلاقه البشرية، ويقف مناصرا ومساعدا ومعينا ومدافعا عن هؤلاء المظلومين، وهم الاحرار والنجباء والمؤمنين في كل مكان.
ومن هؤلاء من رفع السلاح وما زال، نصرة لأهلنا في غزة، ومنهم من قام بالاعتصام والتظاهرات دفاعا عن حقهم، ومنهم من لم يفتر لسانه بالدعاء لهم ودعمهم بالمساعدات المادية.
هذه المئة يوم كشفت عن زيف الغرب ونفاقه حين وقف مع القاتل بكل ثقله وسانده بكل ما في مخازنه من آلات الدمار والقتل والتفجير، وبينت صدق أحرار العالم بكل فئاتهم واديانهم للوقوف مع الحق الفلسطيني، مناصرين له بكل ما يملكون من قوة.
وسيكتب التاريخ عن هذه المرحلة الصعبة في تاريخ البشرية، وسيتضح بعد حين زيف كل اولئك مدَّعي حقوق الانسان، وصدق ونبل من ساند الحق الانساني في الدفاع عن أهل غزة، الذين ندعو الله لهم بالثبات والصبر والنصر المؤزر بإذنه تعالى شأنه.
أما أخبار المعارك وتفاصيلها وجرائم الصهاينة والغرب فقد بيَّنَتها وسائل الاعلام وأصبحت ارشيفا في ضمير الانسانية لن يُنسى على مرّ الدهور، بعد ان فقد الظالمون مصداقيتهم.