أبرزرأي

لودريان يزور لبنان بعد جلسة الأربعاء…كيف ستكون المهمة الجديدة ؟

تيريز القسيس صعب .

خاص رأي سياسي…

 شكّلت زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى المملكة العربية السعودية وقطر محور متابعة لدى القوى السياسية في لبنان، وترقباً لما يمكن ان تترجمه هذه الزيارة من انعطافة إيجابية على الساحة الرئاسية.

وكما بات مؤكدا فإن الملف اللبناني، وتحديدا الاتصالات والمشاورات الدولية والعربية الجارية بين أعضاء اللجنة الخماسية من اجل لبنان، حلّ بندا اضافيا في جدول محادثات الوزيرة كولونا، مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني .

ويتبيّن من المعلومات المتوافرة بحسب المتابعين لها، ان الصورة الدولية والعربية، لا تزال تعوّل على تفاهم اللبنانيين حول انتخاب رئيس جديد، وعدم التدخل في تسمية اي مرشح على حساب آخر، اضافة الى عدم تفويت الفرصة الايجابية في انجاح عقد جلسة في ١٤ من الجاري.

فالمجتمع الدولي والعربي، وتحديدا دول أعضاء اللجنة الخماسية من اجل لبنان ما تزال تفوض فرنسا وتدعم جهودها الرامية الى معالجة الازمة السياسية الداخلية، وتدوير الزوايا لايجاد حل في القريب العاجل.

هذا الامر ترجم من قطر تحديداً عندما أعلنت كولونا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها القطري تعيين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الديبلوماسية الاوروبية ووزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، مفوضا خاصا في لبنان.

هذه الخطوة “الماكرونية”، بحسب مطلعين لم تكن وليدة صدفة او صدرت عن غير تصور وتصميم او عن عبث، بل جاءت وفق معطيات ومؤهلات يتحلى بها لودريان الذي شغل لمرات عدة مراكز متقدمة في السياسة الخارجية الفرنسية، ان عندما كان وزيرا للدفاع في أيام الرئيس السابق فرانسوا هولاند، او وزيرا للخارجية في الحقبة الرئاسية الأولى من عهد ماكرون.

ويعتقد المتابعون ان تعيين لودريان قد يعيد تفعيل الدور الفرنسي في المنطقة، وتحديدا في لبنان بعدما اخفق المستشار الديبلوماسي باتريك دوريل من ايصال المبادرة الفرنسية إلى اهدافها المرجوة.

لكن هذا الامر لا يعني اطلاقا ان دوريل قد كفت يده من الملف اللبناني، بل على العكس فهو مستمر في مهمته وجهوده الديبلوماسية، في حين ان تحركات ومساعي لودريان تختلف تماما عن دور دوريل نظرا للخبرة الي يتحلى بها، لا بل للمدرسة الديبلوماسية العالية التي تمكنت من احداث خطوات متقدمة في لبنان إبان تشكيل حكومات في عهد الرئيس السابق ميشال عون، او في المنطقة عبر مد جسور التواصل والشراكة بين الدول الخليجية وفرنسا.

مهمة صعبة

من هنا يظهر جلياً ان مهمة لودريان الجديدة لن تكون سهلة اطلاقا، لكنها لن تكون مستحيلة. فقوة علاقاته الدولية والعربية وتحديدا الخليجية والتي نسجها واستثمرها  في أثناء توليه المناصب الوزارية، اضافة الى الحنكة الديبلوماسية في إدارة الازمات ومعالجتها مهما كانت صعبة ومعقدة… كل ذلك، دفع بالرئيس الفرنسي الى ترجمة نواياه الايجابية تجاه لبنان عندما وعد البطريرك الماروني بشارة الراعي الى مراجعة الدور الفرنسي في لبنان، واعادة تفعيله بعدما فقد ثقة شريحة كبيرة من اللبنانيين عبر تسويق معادلة فرنجيه- سلام.

وفي هذا الإطار، فإن تعيين ماكرون للوزير السابق قد يبدل ويبدد في توجهات المبادرة الفرنسية التي جرى تسويقها من قبل دوريل، والتي قسمت البلاد بين مؤيد ومعارض لها، لينتهي الامر بتراجع كبير للدور الفرنسي في لبنان والذي لا يمكن ان تتعامل معه باريس وكان شيئا لم يكن.

وفي مجال آخر، توقع المراقبون ان يقوم الموفد الرئاسي الخاص بزيارة لبنان بعد ١٤ من الجاري حيث سيمكث لايام عدة يلتقي في خلالها المسؤولين والقيادات الروحية والحزبية ويستمع الى هواجسهم ومواقفهم وارآئهم في كيفية حل القضية الرئاسية. كما توقعت ان يعرج بعد  زيارته لبنان الى السعودية وقطر نظرا لاهتمامهما بالملف اللبناني، على أن يرفع تقريره الى الرئيس ماكرون لدى عودته الى باريس.

وتشير المعلومات الى ان زيارة لودريان قد تتزامن مع موعد اجتماع اللجنة الخماسية من اجل لبنان والمقرر عقدها في النصف الثاني من الشهر الحالي، وربما قد تكون مناسبة للموفد الخاص المشاركة في هذا اللقاء، والذي على ما يبدو لم يحدد نهائيا مكان انعقاد هذه اللجنة في انتظار ما ستؤول اليه تطورات جلسة انتخاب رئيس في ١٤ الجاري.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى