لواء سابق بالجيش المصري يتحدث عن حيثيات زيارة بايدن لأوكرانيا
تحدث عضو لجنة الدفاع والأمن القومي المصري السابق اللواء تامر الشهاوي، عن تفاصيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال الشهاوي في تصريحات لـRT إن زيارة بايدن إلى أوكرانيا جاءت في ذكرى مرور عام على العملية العسكرية الروسية، بداعي التأكيد على الدعم الأمريكي الغربي لنظام زيلنيسكي ضد العملية العسكرية الروسية.
وأوضح الشهاوي أنه “على الرغم من المخاوف التي أحاطت بتلك الزيارة من احتمالية استهداف بايدن وهي مخاوف في غير محلها تماما ومن يطلقها لا يعلم ماهية السياسة الروسية تجاه الأزمة، فالكرملين أعلن منذ اندلاع الأزمة أن هدفه تأمين حدوده والحفاظ على أمنه القومي وتحقيق أعلى درجات التأمين لمصالحه وليس توسيع دائرة الصراع مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية”.
وأشار اللواء تامر الشهاوي إلى أن روسيا طلبت من العالم احترام محيط أمنها الإقليمي بعدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وذلك وفق الاتفاقيات التي وقعت عقب تفكك الاتحاد السوفيتي.
وتابع عضو لجنة الدفاع والامن القومي المصري السابق: “لنا أن ندرك أن روسيا أنهت بالفعل عمليتها العسكرية المحدودة في أوكرانيا منذ عدة أشهر بالسيطرة على المناطق الحدودية المتآخمة لها وتدمير البنية التحتية للجيش الأوكراني، والسيطرة على الأهداف والمواقع الحيوية، واستباحت سماء أوكرانيا تماما وشلت القدرات العسكرية للدولة الأوكرانية ومن ثم إعادة تمركز قواتها دون أن تفكر موسكو في توسيع رقعة الصراع، وهذا دلالة على تحقيق موسكو لهدفها الاستراتيجي من العملية العسكرية.
ونوه بأن الغرب تعمد مع الولايات المتحدة الأمريكية لتمديد أمد الصراع وعدم احترام المحيط الأمني الروسي، حيث جاء ذلك بداعي استنزاف الموارد الاقتصادية لروسيا في حرب طويلة الأمد، وهو ما كان في التقدير الروسي قبل العملية، فحددت أهدافها بدقة وأنهت عمليتها سريعا، وتبدو للمتابعين وكأنها تشاهد وتتابع فقط الآن ردود الأفعال الغربية دون أن تندفع في أي فعل متهور أو تصعيد غير محسوب بدقه رغم امتلاكها للحلول التقليدية وغير التقليدية وهو تعقل سياسي يحسب لموسكو في مقابل تهور غربي لدفع أوكرانيا إلى الانتحار.
ونوه اللواء الشهاوي بأنه من المؤكد دون شك أن كل ما أعلن عنه من مساعدات لأوكرانيا وما سيعلن عنه يأتي في إطار التلويح بالقوة من جهة الغرب وهو تلويح إعلامى أكثر منه واقعي، ويحاول بايدن إنقاذ سمعته خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية سواء في الداخل الأمريكي أو في الخارج فأزمة أوكرانيا فجرت الخلافات بين الجميع.
وأشار الخبير العسكري المصري اللواء تامر الشهاوي إلى أنه في تقديره أن الزيارة رمزية وموسكو كانت تعلم بها، بل ووافقت عليها ضمنا بالسماح بها وهذا دلالة أخرى على السيطرة الكاملة للروس على الحدود البرية والبحرية والجوية لأوكرانيا المعزولة حاليا تماما وتدفع ثمن تهورها السياسي من قبل إندلاع الأزمة وحتى الآن.
وقال إن بايدن يسعى لإنقاذ سمعته خاصة بعدما ذهبت مليارات أمريكا والغرب والعقوبات التي تم فرضها على موسكو سدى ودون جدوى ولم يتم تغيير الأوضاع على الأرض بل بالعكس تزداد سوءا يوما بعد يوم وبصفه خاصة بعد نفاذ الاحتياطات العسكرية الأوكرانية وفشل الغرب وأمريكا في إنشاء خط إمداد سريع لانقاذ كييف.
وأشار في النهاية إلى أن التفاهمات هي كلمة السر الآن وأمس وغدا، وهي ما ستحسم الأمر في النهاية بين موسكو وواشنطن والخاسر الوحيد هي أوكرانيا، ومؤكد أن العالم أجمع يريد إنهاء هذه الأزمة عاجلا وليس آجلا.