خاصأبرزرأي

لهذه الأسباب الملف الرئاسي على رف الإنتظار الطويل

حسين زلغوط
خاص: موقع رأي سياسي،

في خضم التطورات التي تجري في أكثر من مكان في المنطقة، يبدو ان الملف الرئاسي اصبح في خبر كان، وان كان يحضر بين الفينة والأخرى في بعض اللقاءات والمحادثات التي تجري من باب الاستفسار عن مصير انتخاب الرئيس وما اذا كان بالامكان فعل شيء على هذا المستوى من هذه الجهة او تلك.
على المستوى الداخلي الأمل مقطوع في ان يتمكن أهل السياسة في لبنان من التفاهم على عبور هذه الأزمة وانتخاب رئيس يتوافقون عليه بأي وسيلة أكان عبر الحوار او التشاور او اي شيء آخر. اما على المستوى الخارجي فان انتخاب الرئيس في لبنان لم يعد اولوية عند أحد، وأن أي حديث بهذا الشأن يتم ربطا بالوضع في الجنوب من باب ضرورة انجاز هذا الاستحقاق لمواكبة اي تسوية محتملة في المنطقة.
لقد قيل منذ بضعة ايام ان الملف الرئاسي سيحضر في لقاء قريب سيعقد بين المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، والموفد الفرنسي الى بيروب جان ايف لودريان في باريس بناء على طلب الأول، غير ان هذا الأمر لا يزال في الإطار الأعلامي ولم يؤكده اي مسؤول لبناني ولا حتى باريس او واشنطن، هذا الى جانب غياب كامل للجنة الخماسية او على مستوى تحرك اي سفير من سفراء الدول المنظوية في هذه اللجنة، بما يدل ان الملف الرئاسي وضع على رف الانتظار الطويل، علما ان الطرح الأخير الذي حمله هوكشتاين الى لبنان وتحديدا الى “حزب الله” هو ان أوقفوا جبهة الجنوب مقابل ان يكون سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، غير ان هذا الطرح لم يلق الصدى المطلوب لرفض الحزب المقايضة على ما يجري في الجنوب بالرئاسة، وتأكيده بأن هذه الجبهة هي جبهة اسناد فان توقفت الحرب على غزة توقفت الحرب تلقائيا في الجنوب اقله من قبل الحزب الذي لا يسعى الى الحرب الواسعة.
وفي تقدير مصدر وزاري تحدث الى موقع “رأي سياسي” ان مسألة انتخاب رئيس في لبنان باتت اكثر تعقيدا لعدة اسباب، من بينها ان المسؤولين في لبنان ما زالوا يسلكون طريق الأبواب المغلقة وبالتالي لا أمل يلوح في الأفق حول امكانية الجلوس على طاولة الحوار للتفاهم على رئيس ينتخب بالتوافق. أما على صعيد التحرك الخارجي فان فرنسا التي كانت في طليعة المهتمين بالشأن اللبناني وتحديدا الرئاسي، هي اليوم منشغلة بنفسها بعد الانتخابات المبكرة التي جرت والتي سجل فيها اليمين المتطرف فوزا ينذر بأن فرنسا قادمة على توترات سياسية داخلية ربما تمنع عنها الاهتمام ولو لفترة بأي ملف خارجي مثل الملف اللبناني.
على مستوى واشنطن فهي في الأصل لم تعر هذا الاستحقاق العناية المطلوبة منذ بداية الأزمة فكيف الحالي الآن وهي تستعد اليوم لإغلاق نوافذها على الخارج استعدادا للانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل، حيث أنه من المعلوم ان الادارة الأميركية تجّمد اي اهتمام لها بأي ملف خارج الحدود الأميركية قبل ثلاثة أو أربعة اشهر من دخولها مدار الانتخابات الرئاسية، وهذا يعني ان الدولتين الاساسيتين اللتين كان بامكانهما التأثير على الواقع الرئاسي اللبناني هما اليوم منشغلتان بهمومها الداخلية.
من هنا فان المصدر يرى ان كل ما هو له علاقة خارجيا بالشأن اللبناني سيكون مجمداً لبضعة اشهر، مما يؤشر الى امكانية ان يختتم هذا العام على بقاء الشغور الرئاسي قائماً، الا في حالة واحدة اقتنع فيها أهل الحل والربط في لبنان انه لا بد من الوصول الى تسوية رئاسية يلاقي بها لبنان التسوية في المنطقة التي لا بد منها بعد ان تنتهي الحرب في غزة، لأنه ما كان قبل هذه الحرب لن يكون كما بعدها وبالتالي على لبنان المعني الأكبر بهذه الحرب ان يكون جاهزاً لخوض غمار اي مفاوضات تجري بهذا الشأن أو أقله يكون قادرا على قول نعم أو لا تجاه أي حلول تطرح.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى