لن ننجح في هزيمة الفراغ…

منذ الأول من تشرين الثاني، تقود البلاد حكومة مستقيلة، مسؤولة فقط عن إدارة الأعمال اليومية وغير قادرة على اتخاذ قرارات مهمة غير عقد اجتماعات وحضور مؤتمرات مع السفارات وغيرها من المواضيع التي لا تدفع المحتلون في البلاد، الذين شنوا نوعا جديدا من الاحتلال بواسطة الحصار الاقتصادي مستخدمين عيار الثمانين الثقيل مقابل الليرة اللبنانية، خارجا.
يشهد لبنان منذ عام 2019 واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ عام 1850 وفقا للبنك الدولي، والتي تميزت بارتفاع حاد في الأسعار حتى وصلت البارحة مع وزير الافتصاد والمال السماح للسوبرماركت أن تسعر بالدولار عبر اعتماد سعر الصرف الرائج في السوق، والخير “لقدام” مع مواجهات أمنية بين الجيش اللبناني ومهربي وتجار مخدرات في ح”ورتعلا” في البقاع، أدت إلى استشهاد ثلاثة عسكريين، وسقوط عدد من المهربين والتجار بين قتيل وجريح، فيما يواصل الجيش عملياته وسط استنكار السلطة فقط لا غير.
إنه إفقار غير مسبوق للبنان ونقص خطير في أمنه وأمانه، إذ أن تصعيد المحتجون مستمر في الأيام المقبلة بعد إضرام النار وتحطيم مداخل المصارف، وصولا إلى منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير الذي تحول محيطه إلى دمار شمل كل مداخل منزله. من التالي؟ أمنزل نجيب ميقاتي كما كان مقرر البارحة ليلا حسب مصادر خاصة ل”رأي سياسي” أو استكمال ضرب المصارف المجاورة؟
قضائيا، عاد ملف سلامة إلى الواجهة البارحة في القضاء اللبناني، مع تعيين المحامي العام الاستئنافي في بيروت رجا حاموش للنظر في ملفه مع شركاء آخرين، بعدما قبلت محكمة الاستئناف الشهر الماضي طلب رد القاضي زياد أبو حيدر المقدم من حاكم مصرف لبنان، وبذلك صراع قضائي أروربي يتمحور حول المجهول ليس فيه أحكام حتى يومنا هذا.
أما الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله قد أعلن في خطابه “عدم انتظار الاميركي الذي يفرض عقوبات غير معلنة، لانه انتظار يقود الى الخراب، داعيا الى الخيارات البديلة صينية، روسية، ايرانية ومحلية من خلال اقتصاد منتج زراعيا وصناعيا.”
في السياق، الفراغ الرئاسي لا يزال مصدرا للقلق، خصوصا أنه باستمراره يقوض لبنان على تحديات أمنية وإقتصادية وإجتماعية، بيد أن الجميع يعلم أن انتخاب رئيس لا يحل مشاكل البلاد، كونه يمنح فقط شعورا مزيفا بوجود وضع طبيعي هو في الحقيقة معدوم في النظام السياسي.
دوليا، وبين الهزات الأرضية المتواصلة التي وقعت أمس، عند الحدود السورية الأردنية وعلى الساحل السوري والتي شعر بها سكان عدد من المناطق اللبنانية بما فيها بيروت وعكار،وبين هزات دولية ارتدادية، فقد أدى زلزال تركيا وسوريا إلى توطيد العلاقة المقطوعة تاريخيا بين أرمينيا وتركيا وبين السعودية وسوريا، فقد أعلن أمس عن زيارة لوزير الخارجية السعودي الى دمشق في الأيام المقبلة.