لندن تتحدى بكين

عن استعداد بريطانيا للدفاع عن تايوان، كتب فلاديمير سكوسيريف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”:
صرّح وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، من على متن حاملة الطائرات “ويلز” في ميناء أسترالي، بأن بلاده مستعدة للدفاع عن تايوان إذا استخدمت بكين القوة ضدها. وقد أثار هذا التصريح ضجة إعلامية. ففي نهاية المطاف، لم يُقدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تحدث عن زيارة محتملة للصين، مثل هذه الوعود لتايبيه.
رفضت الحكومة البريطانية سابقًا الإفصاح عما إذا كانت ستتدخل في الصراع الدائر حول تايوان. لكن البحرية البريطانية تحتفظ بسفينتي دورية هناك بالقرب من المضيق. أما الدول الأخرى، سواءً المتحالفة مع الولايات المتحدة أو المحايدة، فإنها تتبع السياسة الأمريكية، ولا تُعبّر عن رأيها بوضوح أو هي تتجنب التصريحات عن صراع محتمل حول تايوان.
ومع ذلك، سواءً رغبت واشنطن ولندن في ذلك أم لا، فإن مشكلة تايوان تنعكس عليهما بشكل مباشر. أولًا، لأن رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، نفسه صرّح بأنه لا يستبعد استخدام القوة إذا أعلنت تايوان استقلالها. أي أن الحرب واردة؛ وثانيًا، بريطانيا، مثل أستراليا وأمريكا، عضو في كتلة “أوكوس” العسكرية. فإذا نظرنا إلى نص هذه الاتفاقية بين الأطراف الثلاثة، يتضح جليًا أنه لا يمكن لأيٍّ من أعضائها تجنّب المشاركة في صراع إقليمي قد يتورط فيه أحد الأطراف، وخاصةً بريطانيا، الحليف التاريخي الأقرب لأمريكا. في غضون ذلك، واشنطن مُلزمةٌ قانونًا بمساعدة تايوان على تعزيز قدراتها الدفاعية. يوجد مستشارون عسكريون أمريكيون في تايوان، وتزود واشنطن الجزيرة بالأسلحة. يدرس البنتاغون سيناريوهات لكيفية اندلاع صراع مسلح مع الصين. لذلك، لم يُدلِ هيلي بتصريح غير ضروري في سياق الراهن. بل عكست كلماته سياسة لندن.