أبرزرأي

لندن…عصر جديد لبغداد

محمد حسن الساعدي, خاص – “رأي سياسي” :
تأتي الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني الى المملكة المتحدة بعد انقطاع لأكثر من 20 عاماً،وبعد مشاركة بريطانيا في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية على العراق عام 2003،وتأتي الزيارة وسط الاجواء الغير المستقرة التي تتعرض لها منطقة الشرق الاوسط على أثر سيطرة المعارضة السورية على مقاليد الحكم فيها،وسيطرة الجولاني على الادارة فيها والتي كان لها الاثر الاكبر على حالة عدم الاستقرار خصوصاً بعد الحرب التي فرضها الكيان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان.
الزيارة كانت مهمة حيث وقع فيها السيد السوداني 25 عقداً مع شركات متعددة اهمها في المجال العسكري والتسليح والبنى التحتية للعراق وكذلك مد خطوط الكهرباء بين السعودية والعراق وغيرها من مشاريع استراتيجية مهمة ستكون واحدة من اهم الخطوات في العلاقة بين بغداد ولندن،كما أنها ستدرس اتفاقية عودة المهاجرين العراقيين غير الشرعيين، والتي واحدة من الاولويات الحكومية في بريطانيا والتي جلبت حزب العمال الى السلطة ،بالإضافة الى توقيع حزمة تصدير بقيمة 12.3 مليار جنيه أسترليني ما يعادل 15 مليار دولار لتعزيز الفرص للشركات البريطانية التي ستعمل في العراق.
المحادثات تأتي في اطار الاستعدادات التي تقوم بها بغداد لإنهاء الوجود العسكري للتحالف الدولي في العراق والذي تشكّل بعد دخول عصابات داعش الى العراق،إذ اتفقت إدارة بايدن على إنهاء وجودها العسكري بحلول شهر أيلول من العالم الجاري ولكنها توقفت بعد احداث سوريا.
الاتفاقيات التي عقدت بين الجانبين ستقدم فرصاً كبيرة وهائلة للشركات البريطانية في العراق وانها تمثل تغييراً جذرياً في العلاقة التجارية والاستثمارية بين البلدين على أسس جديدة في رسم خارطة العلاقة بينهما بما يعزز فرص الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي للعراق بالإضافة الى أنها جاءت وفق بنود الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والتحالف الدولي ونظمت العلاقة بينهما بانها تحولت الى ثنائية بدلاً من علاقة التحالف الدولي والعراق،وهذا ما يعزز العلاقة بين دول التحالف ويحول هذه العلاقة في الجانب العسكري الى الجوانب الاقتصادية والاستثمارية.
حالة الانفتاح الذي يمارسها العراق على العالم تعزز فرص نفوذه الى المنطقة وتجعله محطة من محطات التفاهم والحوار بين مختلف الدول الاقليمية والدولية وهذا فعلاً ما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية في حلحلة الكثير من الملفات العالقة بين دول المنطقة، وتجعله يأخذ مكانه الطبيعي في تهدئة المنطقة وإبعاد العراق عن ساحة الصراع ليكون نقطة الالتقاء لا ساحة صراع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى