لماذا يفوز البارتي في كل الانتخابات

كتب صبحي ساله يي في صحيفة العرب.
في جميع الانتخابات التي جرت في كردستان والعراق كان البارتي الأول على الدوام وفوزه في الانتخابات المقبلة أمر متوقع بل مؤكد استناداً إلى مسيرته الطويلة وإنجازاته وثقة الناخبين به.
يشهد الكردستانيون والعراقيون عموماً على نجاح البارتي بقيادة الرئيس مسعود بارزاني في أداء الرسالة التي تأسس من أجلها، بالاعتماد على شخصيات تتميز بالثقة والاحترام، ومناضلين يصدقون القول ويحسنون العمل ويتقنون الممارسة. كما يشهدون على امتلاكه الثقة والاحترام والمصداقية والهيبة والتأييد الشعبي الواسع.
هذا الحزب، في كل المراحل، كان وما يزال ضرورةً وأمراً في غاية الأهمية، خصوصاً أنه استطاع بلورة سياسة شاملة تجاه الأكراد في المنطقة كلها، وتحمل المسؤولية العظيمة والثقيلة في الحالات المستعصية المليئة بالمصالح وتشابكاتها وتأثيراتها على الأرض.
خلال عقود النضال السياسي والمسلح، تولى زمام أمور الكردستانيين وأسدى الكثير من الخدمات والمساعدات والنصح والتوجيه للمتطلعين إلى الحرية والهدوء والاستقرار في كردستان والعراق والمنطقة. ومشى وسط حقول الألغام نحو هدف لم يكن الطريق إليه سهلاً، بل كان طويلاً ومفعماً بالدماء والمشاق. وكان دائماً عنواناً للمحبة والتسامح والحوار وقبول الآخر والتعايش بين القوميات والأديان. حارب العنصرية والتعصب بكل أشكاله وابتعد عن التحريض والعنف والكراهية.
خلال عقود النضال السياسي والمسلح تولى البارتي زمام أمور الكردستانيين وأسدى الكثير من الخدمات والمساعدات ومشى وسط حقول الألغام نحو هدف لم يكن الطريق إليه سهلاً بل مفعماً بالدماء والمشاق
حاول تغيير العقليات الحاكمة في بغداد من أجل أن يكون العراق لكل العراقيين، ورفع شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان، ولكن تلك العقليات لم تستطع الاستجابة لطلباته ونداءاته. وفي ذروة نضاله المسلح كان يمد يد العون والمحبة والمودة لأبناء العراق من غير الأكراد، واستطاع تحويل قرى وقصبات كردستان إلى مأوى وقاعدة يلجأ إليها أحرار العراق.
وبعد انتفاضة آذار – مارس 1991 وفوزه في أولى الانتخابات البرلمانية التي جرت في الإقليم، رفع شعار الفدرالية. أما بعد تحرير العراق في 2003، فقد سعى إلى إرساء النظام الديمقراطي البرلماني الفدرالي في العراق وفق مناهج علمية، وبطرق سلمية وديمقراطية مستوحاة من تجارب الحركة التحررية الكردية والتراث الوطني والنضالي للبارزاني الخالد. وعمل على إيجاد الحلول المناسبة لكل القضايا العالقة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية وفق الدستور، وضمان الحقوق القومية والثقافية والإدارية للتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن، وإعادة كافة المناطق المستقطعة من إقليم كردستان وفق الآليات الواردة في المادة 140 من دستور العراق الاتحادي.
في جميع الانتخابات التي جرت في كردستان والعراق، كان الأول على الدوام. وفوزه في الانتخابات المقبلة (إذا جرت) أمر متوقع، بل مؤكد بالنسبة للكردستانيين، وكذلك للآخرين الذين يراقبون أوضاع الإقليم والعراق. فمسيرته الطويلة وإنجازاته التي ترتكز على الأولويات المهمة والخبرة والعمل الجاد والإدارة الناهضة والخدمات الكثيرة، وتاريخه النضالي، وانتهاجه مساراً حكيماً في التعامل مع مختلف الأطياف من قوميات وديانات تعيش على أرض كردستان، منحته الثقة والأحقية في قيادة الإقليم ورسم سياساته ورعاية مصالحه والدفاع عن حقوق الكردستانيين والعراقيين. ويدفع الناخب الكردستاني لاختيار ممثليه والتصويت له، لأنه الحزب الكردستاني الوحيد الذي يستطيع البحث الموضوعي والعلمي عن الممكنات في السياسة، والتوفيق بين الواقع والطموح بوعي ورؤية واقعية واضحة، وتفعيل القدرات والإمكانات والسير بها حتى الوصول إلى بر الأمان، من خلال الشراكة والتوافق والتوازن في العراق الفدرالي.




