لماذا يدمّر مشاهير قصوراً بملايين الدولارات؟

هل تبحث عن منزل على الشاطئ؟ لربما تكون محظوظاً، بعدما خفَّض كايني ويست سعر قصره في ماليبو، كاليفورنيا، إلى 39 مليون دولار، ضمن خصم يبلغ 14 مليوناً على سعره الأصلي. ولكن ثمة مشكلة. فالقصر لا يحتوي على نوافذ، أو أبواب، أو كهرباء، أو مستلزمات منزلية. وهو غير صالح للسكن تماماً، إلا إذا كنت طير نورس!
تروي صحيفة «الغارديان» البريطانية، أنّ السبب خلف الانطباع بأنّ القصر مهجورٌ، يعود إلى التخلّي عنه. ففي عام 2021، أنفق المغنّي 57 مليون دولار عليه. إنه واحد من منازل قليلة في الولايات المتحدة صمَّمها المهندس المعماري الياباني الشهير تاداو آندو، المعروفة عنه تصاميمه الخرسانية الصندوقية التي تبدو للبعض مثل «المخابئ البشعة»، ولكنها، في الواقع روائع معمارية، مما دفع موقع «آرت نيوز» إلى التعريف عنه بالقول: «منزل غير مكتمل، ونحت غير مكتمل». ثم قرَّر إعادة تصميم المكان بالكامل. ووفق أحد المقاولين الذي يقاضي ويست بتهمة انتهاك قوانين العمل وعدم دفع الأجور، أراده الأخير أن يبدو كأنه «ملجأ من القنابل من العشرية الأولى للقرن العشرين». وذكر أنه يعتزم الاستغناء عن جميع السلالم و«لا يريد كهرباء». في النهاية، تخلّى عن المشروع. ليس لأنه كان «مجنوناً تماماً»، وفق الصحيفة، ولكن لاعتقاده بأنّ القصر كان «ظلاً خاطئاً من اللون الرمادي. كان يأمل في درجة لونية أكثر دفئاً، أو مزيد من اللون الرمادي المتوافق».
زار ويست المنزل عند شروق الشمس وغروبها فقط، قبل التوقُّف عن زيارته تماماً، تاركاً هذا السؤال: «لا بدَّ أنه أمرٌ جميلٌ، في خضمّ أزمة الإسكان العالمية، أن تكون لديك 57 مليون دولار لتنفقها على منزل تدمّره على الفور، أليس كذلك؟!». ولكن ويست ليس المشهور الوحيد الذي أنفق ثروة على منزل للتخلُّص منه. فكريس برات وزوجته كاثرين شوارزنيغر أيضاً خصما 12.5 مليون دولار من سعر منزل يعود تاريخه إلى منتصف القرن الماضي، صمّمه المعماري الشهير كريغ إلوود. وقد أثار الاثنان ضجّة عارمة لتسويتهما إياه بالأرض لبناء منزل مزرعة. منزل المزرعة هو المعادل المعماري لقهوة التوابل باليقطين: موجود في كل مكان وغير جاذب على الإطلاق. وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بالقول: «إنه إجابة الألفية عن منازل طفرة المواليد غير المتّسمة بأي ذوق»، وتابعت أنّ شعبية تلك المنازل قد تكون استجابةً للاضطرابات الاجتماعية ذات الصلة. قد يكون قصر برات – شوارزنيغر غير ملهم، لكنه أكثر جاذبية من بيت كايني ويست الخرساني باللون الرمادي، الذي قورِن بـ«جناح العزل النفسي». فوفق الصحيفة، يعاني «فقر التصميم الشديد لدرجة أنّ كيم كارداشيان تُعطي الموظفين إرشادات حول كيفية تنسيق الألوان مع النغمات المحايدة، وعلى ما يبدو أنها تشتري وجبات خفيفة لأطفالها باللون الرمادي أيضاً». تعمل كارداشيان حالياً على بناء منزل على شكل سفينة فضاء في بالم سبرينغز، بكاليفورنيا، تصفه بأنه «خرساني، رمادي اللون، ومريح». وكما قالت الشاعرة الأميركية دوروثي باركر: «إذا أردتَ معرفة الرأي الصريح في المال، فانظر إلى الناس الذين يملكونه».