رأي

لماذا يحترمون سياسة المملكة ؟

كتب حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ.

أشاد مسؤولون أمميون ودوليون، وباحترام كبير، بدور المملكة الذي استخدمت فيه كل ثقلها السياسي ووظفت كل علاقاتها وتأثيرها وذكاء دبلوماسيتها من أجل فتح مسارات جديدة لإنهاء الكارثة الإنسانية جراء الحرب على غزة، وإيقاف وحشية الدمار الشامل الذي تتعرض له والمعاناة البالغة التي يعيشها سكانها منذ 7 أكتوبر الماضي، والأهم سعي المملكة الحثيث إلى تجنيب المنطقة اتساع دائرة التوتر المتصاعد الذي سيؤدي إلى مآلات خطيرة ستنعكس بشكل حتمي على الاستقرار العالمي وحركة الاقتصاد والتجارة، وربما تصبح المنطقة قابلة للانفجار بشكل شامل في أي لحظة نتيجة حماقة أو تهور أو حتى خطأ يرتكبه أحد الأطراف.
الحقيقة أن هذه السياسة التي انتهجتها المملكة في هذه الأزمة هي جزء من أو امتداد لسياستها الثابتة دائماً، المتمثلة في ترسيخ الاستقرار والأمن والسلم الدوليين بكل الوسائل الممكنة، وهي سياسة استباق الأخطار الكبرى الأشمل عندما تنشب أزمة في أي مكان. الرعونة التي تعاملت بها إسرائيل في غزة والتغافل الأمريكي الأوروبي عن النار التي تلعب بها إسرائيل في المنطقة كان يستوجب على المملكة المبادرة إلى اتخاذ دور دولي جاد لتجنيب المنطقة والعالم نتائج في غاية السوء، حركت المملكة العالم العربي والإسلامي والكتل السياسية المؤثرة في قارات العالم، لتقود في النهاية لجنة اتصال مع الدول الكبرى للضغط من أجل إطفاء الحريق المشتعل الذي ستتسع دائرته. لم تشعر الدبلوماسية السعودية باليأس ولا الإحباط أمام المواقف المتخاذلة لبعض مكونات المجتمع الدولي، وواصلت الضغط الدبلوماسي والتواصل مع الرأي العام العالمي بأساليب مقنعة وحجج قوية كي تصل حقيقة الأمور كما هي، لا كما يعتّم عليها البعض من الذين يعتقدون أنهم بمنأى عن المخاطر وأن إسرائيل حصان طروادة بالنسبة لهم في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

لم تُصغِ المملكة لصغائر الكلام وأجندات المستفيدين من الأزمات حتى على حساب أوطانهم، ولم تتردد في مجابهة ومواجهة دول كبرى من أجل نزع فتيل أزمة خطيرة، قامت بكل ذلك لأنها دولة ذات مسؤولية في محيطها وعلى مستوى العالم، ولأنها ببعد نظرها وثاقب نظرتها تعرف جيداً ما هي نتيجة المغامرات التي يستسهلها البعض ولا يعرف خطورتها الكبيرة، وهي سوف تستمر في هذا النهج لأنها دولة سلم وسلام في المقام الأول، مثلما هي دولة قوية تستطيع الحفاظ على أمنها ومقدراتها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى