لماذا لم تتأثر أنظمة الحكومة السعودية بالعطل العالمي؟
لم تتأثر أنظمة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وأنظمة الحكومة السعودية التي تستضيفها لتقديم الخدمات، بالعطل التقني الذي اجتاح العالم صباح الجمعة.
ويفتح التأثر، الذي ألمّ بكثير من الأنظمة حول العالم، باب السؤال حول القدرة السعودية على تجاوز ذلك. يجيب على هذا بيان «سدايا»، حيث أكد أن أنظمة الهيئة التقنية والأنظمة الحكومية تعمل من دون انقطاع.
وأوعزت الهيئة ذلك إلى أن الأنظمة جرى بناؤها بأيدي كوادر وطنية مؤهلة «على أعلى مستوى من البناء التقني، الذي يكفل سرعة الانتقال من نظام إلى نظام في حال حدث أي عطل تقني كما حدث اليوم».
وأدى انقطاع كبير في الإنترنت الجمعة، إلى تعطيل أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» في جميع أنحاء العالم. الأمر الذي تضررت منه المواقع الإلكترونية والمطارات والقطارات والبنوك وغيرها، بينما يتدافع المهندسون لإعادة تشغيل أنظمتهم.
من جانبها، أكدت «مجموعة السعودية»، عدم تعرض عملياتها التشغيلية لأي أثر ناتج عن ما يشهده قطاع الطيران حول العالم، مشيرة إلى أن منظومة رحلاتها تسير بشكل جيد، وستوافي ضيوفها بالمستجدات عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني.
وقال المهندس ماجد الشهري، المتحدث الرسمي باسم «سدايا»، في بيان، صدر الجمعة: «إن الهيئة منذ اللحظة الأولى لظهور العطل التقني وهي تقف من خلال فرقها التقنية الوطنية على عمل أنظمتها الداخلية والأنظمة الحكومية المستضافة لديها، ولم تتعرض لأي عطل».
وأعلنت شركة «كراودسترايك» حلّ المشكلة المتسببة بالعطل، وقالت إنها تعمل على استعادة الأنظمة، بعد ساعات من التعطل الذي ألمّ بكثير من القطاعات المختلفة حول العالم.
وأوضح المتحدث باسم الهيئة السعودية أن فِرق «سدايا» التقنية كوادر وطنية مؤهلة تعمل على مدار الساعة مع الجهات المعنية لتأمين الخدمات الحكومية الرقمية واستمرارية عملها من دون انقطاع.
ولفت الشهري إلى أن طبيعة الفضاء الإلكتروني يحفّه كثير من المخاطر، لكنه قال إن «سدايا» تعمل على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات الحاسوبية المرتبطة بالبيانات والذكاء الاصطناعي التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة، إلى جانب جهود تعزيز تعاونها مع شركائها في جميع أنحاء العالم لضمان فضاء إلكتروني مفتوح وآمن.
كيف حصل العطل العالمي؟
ذكرت وسائل إعلام، مثل وكالة «بلومبرغ» أن الخطأ في «كراودسترايك» أدى بدوره إلى تعطل برامج شركة مايكروسوفت. وأبلغت شركة البرمجيات الأميركية العملاقة قبل ذلك عن مشكلات في خدمتها السحابية «365»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، التي نقلت عن توبي موراي، الأستاذ المساعد بكلية الحوسبة ونظم المعلومات في جامعة ملبورن الأسترالية، القول إن «(كراودسترايك فالكون) هي ما يعرف بمنصة نقطة النهاية للرصد والاستجابة، وهي تراقب أجهزة الحاسوب التي تم تنصيبها بها لرصد الخروقات (أعمال القرصنة) والتعامل معها. ويعني هذا أن (فالكون) برنامج متميز فيما يتعلق بقدرته على التأثير على كيفية تصرف الحواسيب التي تم تنصيبها عليه».
وأضاف موراي: «على سبيل المثال، إذا رصد (فالكون) حاسوباً مصاباً ببرامج ضارة تسبب تواصل الحاسوب مع قرصان إلكتروني، يمكن أن يحول البرنامج دون هذا التواصل. وإذا كان هناك عطل في (فالكون)، يمكن أن يسبب ذلك انقطاعاً واسع النطاق لسببين، الأول هو أن (فالكون) منتشر على نطاق واسع في كثير من الحواسيب، والثاني هو طبيعة (فالكون) المتميزة».
وتابع قائلاً: «من المحتمل أن يكون انقطاع الخدمة الذي حدث اليوم بسبب تحديث معيب في (فالكون)».