لماذا قررت واشنطن إحياء معاهدة ستارت-3؟
واشنطن تعود إلى الحديث عن استعدادها للالتزام بمعاهدة ستارت- 3 بعدما خرجت روسيا منها. حول ذلك، كتب فيكتور سوكيركو، في “أرغومينتي إي فاكتي”:
دخلت معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت)، والمعروفة أيضًا باسم ستارت-3، حيز التنفيذ في 5 فبراير2011. ولكن واشنطن انتهكت المعاهدة علنا، خاصة في السنوات الأخيرة، وعرقلت عمليات التفتيش من الجانب الروسي. وقد رد الرئيس فلاديمير بوتين، في خطابه أمام الجمعية الفدرالية في 21 فبراير/شباط 2023، فأعلن تعليق مشاركة روسيا في هذه الاتفاقية. وبعد أكثر من عام، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لإلغاء الإجراءات التي تنتهك معاهدة ستارت الجديدة. لماذا؟
عندما انهارت معاهدة ستارت الجديدة بتحريض من الولايات المتحدة، حذرت روسيا، التي أعلنت تعليق مشاركتها في المعاهدة، من أنها ستستأنف بسهولة تجاربها النووية ردًا على تصرفات مماثلة من جانب واشنطن. فأعادت روسيا تشغيل موقعها الرئيس للتجارب النووية في نوفايا زيمليا، الذي كان في حالة تجميد منذ أكثر من 30 عامًا.
في أوائل أبريل/نيسان، خططت وزارة الدفاع الروسية لإجراء جولة للصحافيين الروس إلى حقل اختبار نوفايا زيمليا. كان من الواضح أن كل شيء هناك قد بات جاهزًا لمواصلة التجارب النووية. لكن الرحلة إلى نوفايا زيمليا، في النهاية، لم تنفذ بسبب العواصف الثلجية التي استمرت أسبوعين.. ومن المرجح أن المتخصصين الأميركيين أدركوا، حتى من دوننا، أن زمن المزاح وألعاب المعاهدات قد ولى.
والآن، تقول وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن مستعدة لإلغاء التدابير التي تنتهك المعاهدة الروسية الأميركية، وإنها على استعداد للتنفيذ الكامل لـ START-3. ويؤكد الأميركيون، في الوقت نفسه، أنهم مستعدون لتقديم “تنازلات” إذا “قررت موسكو العودة إلى التزاماتها بموجب هذه المعاهدة”. ووفقا لوزارة الخارجية الروسية، تواصل واشنطن إعلام موسكو بالتجارب التي تجريها.