رأي

لماذا فرحنا بالحل؟

كتبت إقبال الاحمد في صحيفة القبس.

شعب الكويت فَرِح اليوم بعد خطاب صاحب السمو الاخير وما تبعه من اجراءات، من النادر جدا أن يفرح الناس لقرار تعليق بعض نصوص من رافد أساسي من روافد الديموقراطية في بلاده.

إلا ان التساؤل الأكبر هو عن أسباب رد الفعل الايجابي هذا وهذا الفرح وهذا الترحيب الواسع.

الفرح

الفرح بحل مجلس الأمة وتعليقه اربع سنوات كحد اعلى، الا انه مصحوب ببعض الغضب من الحالة التي وصلنا إليها في الكويت على مختلف الاصعدة.

غاضب من استمرار الجمود ومن أن الوطن لا يستحق أن يصل إلى هذه المرحلة بكل المقومات التي يتمتع بها ماليا وطاقات وقدرات.

نعم فرحنا لأننا تخلصنا من همّ كان يطبق على نفوسنا بالسنوات الاخيرة، بعد أن حول كثير من أعضاء مجلس الامة أدواته الدستورية من خانة مصلحة الوطن إلى خانة المصالح الشخصية والاستمتاع بالتأزيم مع السلطة التنفيذية، لأسباب معظمها لا علاقة لها بالوطن ومصالح المواطنين.

نعم خلصنا من نواب كانوا عنصر تأزيم دائم وقلق مستمر، طوال سنوات كثيرة، ولكن سعادة الناس أيضا، ستكون مجهرًا لمراقبة أداء الحكومة والإنجازات التي نتوقعها في المرحلة القادمة والتي كانت تتعطل لسبب تدخلات اعضاء في المجلس واعتراضاتهم لاسباب كثيرة، في اخرها مصلحة الوطن.

أسباب الفرحة بحل المجلس وتعليقه بما لا يزيد على اربع سنوات، مفادها أن هناك سنوات أربع يجب أن تكرّس لإعادة تقييم الوضع بالبلد من كل النواحي؛ سياسيا واقتصاديا وبرلمانيا واجتماعيا وقانونيا ورياضيا بشكل كامل.

على أن يتم تفادي كل مسببات التأزيم وتفادي كل عوامل التراجع والتخلف.

وهنا يمكن القول إن الكرة من الان في ملعب الحكومة.

نعم الكرة الآن في ملعب الحكومة الجديدة والذي فرح وهلل وسعد لقرار حضرة صاحب السمو، بتعليق مجلس الأمة أربع سنوات وما تبعه من تعديلات، ستأتي في بعض مواد الدستور، مفادها أن القادم سيكون محل متابعة حقة.

كلي يقين ان الحكومة الجديدة بمستوى طموحاتنا واكثر، لان من انتقى كلمات خطابه السامي الاخير وشجاعته في ما اعلنه بهذه الكلمة السامية، لا يوحي الا بالجدية في محاربة الفساد بكل عدل وشفافية، والانطلاق نحو احداث التنمية، بعون الله وتعاون اهل الكويت المخلصين الوطنيين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى