أبرزرأي

لقاء ماكرون بن سلمان نقطة اضافية لزيارة لودريان.

تيريز القسيس صعب

خاص_ رأي سياسي

يبدو أن خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاخير امام السلك الديبلوماسي المعتمد في الخارج خلط اوراق اللعبة واهداف توجهات السياسة الخارجية الفرنسية.
ففرنسا شعرت في الفترة الأخيرة ان الاجواء الدولية والاقليمية باتت تشكل عبءا وازمة على وضعها الداخلي، وبالتالي شعر الرئيس ماكرون ان الازمات التي تحاصره بدءا من الحرب الروسية على اوكرانيا، وفشل المبادرة الفرنسية في لبنان وصولا الى احداث النيجر وما ترتب عنها من تدخلات لدى جهات اقليمية كانت وراء الانقلاب العسكري… اضافة الى قضايا اقليمية ودولية، مرورا بالتفاوض الايراني الأميركي، كل هذه التراكمات دفعت بالرئيس ماكرون إلى إعادة قراءة للسياسة الخارجية المتبعة، فعمدت المراجع الديبلوماسية العليا الى وضع خطة طريق جديدة لها منطلقة من مراجعة متأنية لتحركاتها ومبادراتها وجهودها الديبلوماسية في الخارج.

ولعل اللقاء المرتقب اليوم السبت بين ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي في الهند على هامش قمة العشرين، سيترك اثرا وترددات في المنطقة نظرا للمواضيع التي سيتناولها الطرفان.
فباريس تعول كثيرا على نسج علاقات اكثر من مهمة مع حلفائها في الشرق الاوسط بدءا من لبنان التي تعتبره بوابة الشرق، الى مصر وصولا الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
فالزيارة الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي الى باريس حزيران الماضي تركت صداها في الاوساط السياسية والاقتصادية في باريس، لدرجة ان احد السفراء المقربين من الاليزيه راى فيها “زيارة صناع القرار” لما للدولتيين من ثقل وتعاون وعلاقات دولية واقليمية مهمة.
ويبدو أن اللقاء المنتظر سيطرح قضايا تنائية مشتركة لاسيما القرارات المتعلقة بقمة المناخ خصوصا وان السعودية ترغب بتطوير الهيدروجين الاخضر، اضافة الى المراحل التي قطعتها الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين، حيث تم توقيع ٢٤ مذكّرة تفاهُم واتفاق استثمار بحوالي ٣ مليار دولار. هذه الاتفاقيات وقعت بين هيئات فرنسية وسعودية عامة وخاصة، وشمَلَت نطاقًا واسعًا من المجالات الأساسية لتحقيق رؤية السعودية ٢٠٣٠، في مجلات الطاقة والاتصالات، والمواد المستدامة، والبناء، وإدارة النفايات، وتطوير المتاحف، والترويج للمشهد الثقافي.

فباريس من وجهة نظرها ترى ان السعودية بلد لا يمكن تجاهله، وله دور اساسي وفاعل في المنطقة، خصوصا وان الاتفاق الاخير الذي حصل مع ايران سيعطي دفعا قويا ومساعدا لحل الازمات في المنطقة.
عدا ان الشركات الفرنسية اضافت الكثير في المملكة، وهي مستعدّة في توطين انتاجها والإسهام في تدريب النخبة السعودية، ووضع خبرتها في مشاريع التنوع الاقتصادي في المملكة.
باختصار فان العلاقة الاقتصادية التي تربط السعودية بفرنسا هي علاقةٌ مربحة للدولتيين، واحدثها توقيع عقد إنشاء مجمّع أميرال للبتروكيماويات، بقيمة ١١ مليار دولار بين أرامكو وتوتال إنيرجيز.

لبنان الحاضر الغائب

اما لبنانيا، فإن فرنسا ما زالت تعلق آمالا في التوصل إلى حل للازمة اللبنانية على الرغم من تراجع دورها واندفاعها.
الا ان الزعيمان سيتناولان الازمة اللبنانية انطلاقا من الاجتماع الاخير للجنة الخماسية في الدوحة، والقرار الذي اتخذ بالإجماع والمتعلق في دعم دور وجهود المبعوث الخاص الرئاسي جان إيف لودريان في لبنان.
وفي هذا المجال علم ان الرئيس ماكرون سيطلب من ولي العهد العمل على دعم وتسهيل مهمة المبعوث الرئاسي الى لبنان الوزير جان- ايف لودريان، على ان تثمر جولته في إنجاح الحوار البناء والفاعل بين المواليين والمعارضين
حماية للدستور ولوثيقة الوفاق الوطني، على ان تسعى فرنسا للعودة الى لعب دور الوسيط الفاعل والنزيه على الساحة اللبنانية، وان تكون حليفة للدول العربية، مع تفعيل شراكتها الاستراتيجية مع أميركا في المنطقة.

وعلى الرغم من الانقسامات والتجاذبات والخلافات، تبقى قمة مجموعة العشرين الحدث الابرز والاهم على الساحة الدولية والاقليمية، وفسحة للتشاور واللقاءات لحل الازمات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى