شؤون دولية

لقاء قريب بين بن سلمان وبايدن

تكثفت اللقاءات الدبلوماسية السعودية الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية في مؤشر للقاء قريب بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. يأتي هذا التحضير للقاء بعد فتور واضح في العلاقات بين البلدين منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض والذي وصف السعودية خلال حملته الانتخابية بـ”الدولة المنبوذة” رافضا التواصل مع بن سلمان الذي يعد الحاكم الفعلي للمملكة. لكن حسابات الرئيس الأمريكي بشأن التعامل مع السعودية تغيرت بارتفاع أسعار النفط وخصوصا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

منذ تسلم جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة قبل عام ونصف، مرت العلاقات السعودية الأمريكية بأسوأ فترة لها منذ التحالف التاريخي بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية. وتجاهل بايدن التعامل مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة. لكن يبدو أن الرئيس الديمقراطي يتجه إلى إعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد تقارير أمريكية تشير إلى لقاء قريب بين الرجلين.

وتشير قناة “سي إن إن” الأمريكية إلى أن اللقاء المحتمل قد يجري في يونيو/حزيران المقبل بعد أسابيع من التحضير الدبلوماسي واصفة ذلك بالتحول الكبير في سياسة بايدن الذي وصف المملكة في وقت سابق بأنها “دولة منبوذة” و”بلا قيمة اجتماعية”.

تعود أصول الفتور في العلاقات الثنائية إلى قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل سفارة المملكة في إسطنبول. وكانت إدارة بايدن قد رفعت، بعد شهر واحد من وصولها إلى السلطة، السرية عن تقرير استخباراتي خلص إلى أن محمد بن سلمان أمر بقتل خاشقجي وهو أمر لطالما نفته السلطات السعودية.

واكتفت إدارة بايدن منذ ذلك الوقت ببعض الاتصالات الهاتفية مع الملك سلمان بن عبد العزيز البالغ من العمر 86 عاما. إذ صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي حينها أن الرئيس الأمريكي سيتحدث مع نظيره الملك سلمان وليس مع ولي العهد.

استمر هذا التجاهل الأمريكي لعدة أشهر قبل أن تضغط واشنطن على الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي الرفع من إنتاجها النفطي لمجابهة ارتفاع الأسعار بعد انتهاء الركود المرتبط بجائحة كورونا. الرد السعودي حينها كان بالتواصل مع موسكو والاتفاق على عدم زيادة الإنتاج ما فُهم حينها على أنه رسالة من بن سلمان على عدم تواصل واشنطن معه مباشرة.

ولعل أكبر دافع للقاء قريب بين الرجلين هو الهجوم الروسي على أوكرانيا ورغبة واشنطن في تحريك تحالفاتها التقليدية لعزل موسكو دوليا. فواشنطن سعت من أجل تحقيق هذا الهدف إلى عقد مصالحة حتى مع خصومها في فنزويلا لتعويض التخلي عن النفط الروسي. وهنا تُمكن للسعودية المساعدة في عزل موسكو من خلال حرمانها من العائدات المهمة للنفط بعد تعويض حصتها في السوق العالمية. فيما تبقى السعودية بقدراتها الإنتاجية العالية الأقدر على تغطية العجز في سوق الطاقة الذي سيخلفه حظر النفط الروسي.

ومن بين مؤشرات اقتراب عودة العلاقات إلى طبيعتها، زيارة نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد إلى واشنطن منتصف أيار/مايو ولقاءه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن. وقال في تغريدة على تويتر إنه ناقش خلالها “أوجه التعاون الاستراتيجي في المجالات الدفاعية والعسكرية القائمة والمستقبلية بين بلدينا الصديقين”.

كما زار وفد من الكونغرس السعودية الأسبوع الماضي والتقى ولي العهد السعودي في جدة في زيارة من المرجح أنها تناولت ترتيبات زيارة بايدن إلى المملكة.

آخر الاتصالات جمعت وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بنظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء، وناقش معه قضايا عدة على رأسها “الهدنة في اليمن”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى