لقاء بايدن وبن سلمان قبل “قمّة شرم الشيخ

“النهار” – سركيس نعوم
“حقوق الإنسان تمسّك بها الرئيس الأميركي #جو بايدن قبل رئاسته ومنذ تولّيها، ولا سيما بالنسبة الى وليّ العهد في المملكة العربية السعودية الأمير #محمد بن سلمان. السبب “اتهامه” من أكثر من جهة إقليمية ودولية وحتى أميركية بإعطاء الأمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول قبل نحو سنتين أو بالتسبب بقتله على يد “المجموعة الأمنية” التي أرسلها الى العاصمة الثانية لتركيا لإعادته الى البلاد”. هذا ما قاله المسؤول المهم الأميركي السابق، الذي رافق عملية السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين واستطراداً العرب منذ بدايتها حتى نهايتها الفاشلة عملياً لا رسمياً، والذي انتقل لاحقاً الى عالم البحث في مركزي أبحاث بالغي الأهمية، جواباً عن سؤال طرحته عليه عن هذا الموضوع. أضاف: “لكن بايدن هذا يتجاهل حقوق الإنسان التي تسبّب تمسّكه بها في السعودية وفي دول عدّة من العالم بعضها حليف لبلاده. على بايدن أن “يطرّيها” مع بن سلمان، إذ صارت هناك حاجة أميركية وغربية إليه بعد حرب روسيا على أوكرانيا. فبايدن طلب من ولي العهد زيادة إنتاج النفط والغاز في بلاده لتلبية الحاجة الأوروبية – الأميركية إليهما بعد العقوبات التي فرضتها بلاده ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها على روسيا، رداً على اجتياحها أوكرانيا في 24 شباط الماضي، وفي الوقت نفسه لخفض أسعار هاتين السلعتين الاستراتيجيتين التي ارتفعت كثيراً في العالم من جرّاء هذا الاجتياح. أجرى بن سلمان تغييراً مهماً في بلاده اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وعمرانياً وليس سياسياً وهو مستمر فيه وفق الخطة التي سمّاها “رؤية 2030”. وقد نجح حتى الآن في تنفيذ هذه الرؤية. كما أنه “حارب” الفاسدين وإن بطريقة اعتبرها الكثيرون في العالم غير قانونية وهي سجنهم في فندق “ريتز” الفخم في الرياض واسترجع منهم مبالغ مالية طائلة كسبوها من دون حق. وهو يغيّر في النظام والشعب والقواعد الاجتماعية و… لكنه بقي بعيداً عن السياسة أو عن أي إصلاح سياسي. وسيتمسّك بذلك. أهمية بن سلمان في حال استمراره في موقعه ثم انتقاله الى سدّة الملك بعد انتقال والده الملك سلمان الى جوار ربه تكمن في أن التغيير الذي أحدثه حتى الآن ويستمر في إحداثه لن يعود في إمكان المتشدّدين من السعوديين والمتطرفين ورجال الدين الراديكاليين القضاء عليه رغم أنهم لا يزالون حتى الآن قوة جدّية”. أضاف المسؤول الأميركي السابق المهم نفسه: “لهذا السبب يحاول بايدن التوقّف عن مقاطعة ولي العهد بن سلمان التي كان تعهّد بممارستها في حملته الانتخابية الرئاسية ثم بعد دخوله البيت الأبيض رئيساً للدولة. لكن محاولته لم تلقَ النجاح حتى الآن. ويقتضي الإنصاف هنا الاعتراف بأن الإعداد لهذا الامر قد بدأ في واشنطن وأن التواصل المباشر بين رئيسنا وولي العهد السعودي لم يعد بعيداً. إلا أن بن سلمان لا يزال في المقابل يراهن على الرئيس الأميركي السابق ترامب “حليفه العزيز” وعلى احتمال عودته الى رئاسة بلاده أو على الأقل إيصاله شخصاً قريباً جداً منه ويشبهه في مواقفه الى البيت الأبيض. وصهر ترامب أي جاريد كوشنر يوهم بن سلمان بأنه يسعى الى ذلك بكل قوة وبأن النجاح سيكون حليفه. وولي العهد السابق لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الحالي محمد بن زايد مع بن سلمان في هذا الموقف. أنت تعرف وكثيرون أنه “مرشد” ولي العهد السعودي أي Mentor باللغة الأميركية”.
سألتُ: هل عندك فكرة عن الطريقة أو الوسيلة التي سيحاول بها أو يحاول بها الآن الرئيس بادين إنهاء القطيعة بينه وبين ولي العهد السعودي؟ أجاب المسؤول الأميركي المهم نفسه: “هناك فكرة قيد الدرس، وهي عقد اجتماع قمة يضم رئيس حكومة إسرائيل بينيت والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. السؤال الذي أطرحه أنا يومياً هو: هل يُدعى محمد بن سلمان الى هذه القمة؟ وهو طبعاً سيرحّب بالدعوة إذ سيتعامل معه الجميع على أنه ندّ مثل قادة الدول الأخرى المدعوين الى القمة. ولكن ليس فقط لأن والده بسبب ظروفه الصحية يحتاج إليه معه في كل نشاطاته المهمة داخل المملكة وخارجها، بل أيضاً لاعتراف “زملائه” الرؤساء والملوك بأنه رجل القرار والفصل في المملكة العربية السعودية. الظروف الراهنة وكلها صعبة في الشرق الأوسط وفي العالم تقتضي التعامل معه بوصفه كذلك، وأهمها الآن المصاعب النفطية والغازية التي يعانيها العالم من جرّاء حرب رئيس روسيا بوتين على أوكرانيا. في هذا المجال لا بد من الإشارة الى فكرة تُدرس حالياً وتقتضي قيام الرئيس الأميركي بايدن بزيارة المملكة والاجتماع بعاهلها سلمان وبولي عهده وابنه الأمير محمد، وبعد ذلك ينتقل الى حيث ستعقد القمة المذكورة أعلاه. ويرجّح أن يكون مكانها شرم الشيخ المصري (وما نُشر في واشنطن خلال الأيام العشرة الماضية عن زيارة للمملكة يقوم بها بايدن في الشهر الجاري أي حزيران ثم عن إرجائها الى شهر تموز المقبل يؤكد تحليل المسؤول الأميركي السابق الصديق نفسه). وسبب الإرجاء على الأرجح ليس عودة بايدن عن لقائه المباشر والمنفرد مع ولي العهد بن سلمان، بل هو حاجة القمة المذكورة أعلاه في شرم الشيخ الى مزيد من الإعداد لها”. أخبرني عن لبنان وعن تصوّرك لحاله الراهنة ولمستقبل أوضاعه دولةً وشعباً، طلب المسؤول الأميركي السابق والصديق نفسه. بماذا أجبت؟