لقاء أساقفة المتوسط يفتتح اليوم في فلورنسا بمشاركة لبنانية
يفتتح في فلورنسا اليوم، لقاء الأساقفة الذي يعقد ضمن فاعليات اللقاء الثاني للأساقفة ورؤساء بلديات البحر المتوسط الذي يستمر حتى 27 من الجاري، ويختتم بمشاركة البابا فرنسيس للقاء في يومه الأخير، أي الأحد المقبل. يعقد اللقاء في حضور أكثر من 5000 شرطي ودركي وعدد كبير من أجهزة المخابرات الإيطالية. أما لقاء رؤساء البلديات فيفتتح غدا.
وعبر رئيس أساقفة فلورنسا الكاردينال جوزيبيه بيتوري عن رغبته في “أن يبقى هذا الحدث جزءا من إرث المدينة”. ولم يخف شوقه لزيارة أبي الكنيسة الكاثوليكية للمدينة، معربا عن اقتناعه بأن “الخطاب الذي سيوجهه البابا إلى الأساقفة ورؤساء البلديات، في Palazzo Vecchio، سيكون خطابا منورا بالنسبة لمستقبل كنائس المنطقة وبلدانها”.
وفي إطار حديثه عن التحضيرات الجارية لهذا الحدث، قال الكاردينال بيتوري: “إن الكنيسة عملت وتعمل على نواح ثلاث: النواحي التنظيمية والروحية والثقافية. تنظيميا، ثمة تعاون مثمر بين الجماعات الكنسية والمدنية، خصوصا مع بلدية فلورنسا، من أجل التحضير للقاءي الأساقفة ورؤساء البلديات، هذا بالإضافة إلى اليوم الختامي، الذي ستستقبل خلاله المدينة البابا فرنسيس. ولفت الكاردينال بيتوري إلى أن هذه المهمة لم تكن صعبة، نظرا لكونها تشكل امتدادا للتعاون الذي نشأ لمناسبة المؤتمر الكنسي للكنيسة الإيطالية في العام 2015، وقد تم الاتكال على الجهود الحثيثة للعديد من المتطوعين من أصحاب الكفاءات”.
وفي ما يتعلق بالناحية الروحية، سلط رئيس أساقفة فلورنسا الضوء على اللقاءات التي شارك فيها شخصيا، مشيرا إلى “أمسية الصلاة التي نظمت مساء السابع عشر من الجاري في بازيليك القديسة مريم سيدة البشارة، التي غصت بأعداد كبيرة من الشبان والشابات، هذا فضلا عن لقاء آخر عقد الأسبوع الفائت اطلع خلاله المشاركون على الأوضاع الراهنة في منطقة المتوسط، من وجهة النظر التاريخية، والسياسية والدينية”.
ووصفت جريدة “La Repubblica” صباح اليوم، الحدث بـ”التاريخي” وبأن “الحبر الأعظم يود أن يتبع الحدس الذي قاد عمدة فلورنسا الأسبق جورجيو لابيرا، وعمل من أجل وحدة العائلة البشرية، مسلطا الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الديانات التوحيدية الثلاث على هذا الصعيد خدمة للوحدة والسلام”.
وقالت الصحيفة إن “الجميع ينتظرون سماع ما سيقوله الحبر الأعظم”، موضحة أن “الموضوع الرئيسي سيكون بلا شك دعوة من أجل الأخوة، تماشيا مع الرسالة العامة Fratelli Tutti”.
أما موقع “فاتيكان نيوز” فقد أشار الى ان الأساقفة ورؤساء البلديات سيعملون معا صباح السبت المقبل، في Palazzo Vecchio، وسيسعون للتوصل إلى نقاط يلتقون حولها، من أجل وضع شرعة للنوايا. والهدف من هذا الحوار يتمثل في التعمق بالمواضيع المرتبطة بحياة المدن المتوسطية، وطرح تساؤلات حول المواضيع التي تعنينا جميعا، في طليعتها التبدل المناخي، الفقر وانعدام المساواة الاجتماعية والتهميش”.
وكتبت الصحيفة التابعة الكرسي الرسولي “اوبسيرفاتوري رومانو” أن اللقاء “لن يكون تقليديا”، مشيرة الى أن “مداخلات المشاركين ستشدد على أهمية الحوار بين الأديان وصولا الى السلام، بل ستنبثق لجان ويعمل المشاركون يدا بيد، وبشكل مباشر في مجتمعاتهم، وتصويب البوصلة نحو العيش معا على الرغم من التنوع”.
إشارة إلى أن المشاركة اللبنانية المارونية تتمثل بالبطريرك مار بشاره بطرس الراعي ووكيله لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، والمطرانين جوزيف نفاع (النائب البطريركي العام على الجبة وإهدن) ومنير خيرالله (أبرشية البترون).