رأي

لعبة النفط الكبيرة مستمرة

حول خروج النفط عن قواعد اللعب التي يريدها ترامب، كتب غليب بروستاكوف، في “فزغلياد”:

تُصعّد واشنطن من حدة التوتر مع موسكو وسط تشكيك المحللين في إمكانية تطبيق الإجراءات “الصارمة” ضد روسيا.

إذا اقتصرت واشنطن على إجراءات جزئية، مثل فرض عقوبات انتقائية على أطراف ثانوية، فلن يُظهر ذلك سوى ضعف موقف ترامب. ولكن التنفيذ الكامل للتهديد (فرض رسوم جمركية بنسبة 100%) يُمثل سيناريو مختلفًا تمامًا وأكثر خطورة.

من المرجّح أن تُشكّل رسوم ترامب الجمركية الكاملة نقطة تحول، تقسم الدول إلى “من يملك الحق” و”الدول الأخرى كلّها”. فيما لا يزال موقف الصين مبدئيًا: سيادتها ومصالحها الوطنية فوق الإنذارات الأمريكية. تُبدي الهند أيضًا حزمًا، لكن ثقتها أقل.

فينشأ خطر الانقسام، بالأحرى، بين الدول المترددة التي لا تربطها علاقات وثيقة بروسيا، وهي أكثر عرضة للضغط الأمريكي.

وحتى لو فُرضت عقوبات بشكل أو بآخر، فإن السيناريو الأكثر ترجيحًا لن يكون وقف إمدادات النفط الروسية، بل “التعتيم” العميق عليها. لقد استنفدت العقوبات المفروضة على روسيا إمكاناتها إلى حد كبير، وتُعد التدابير المتطرفة الجديدة مغامرةً محفوفة بالمخاطر حتى بالنسبة لترامب نفسه.

يتمثل الخطر الاستراتيجي الأكبر للتهديدات الأمريكية – حتى لو تحققت جزئيًا – في تعميق انقسام العالم إلى تكتلات اقتصادية. إذا ضغطت واشنطن بقوة، ستصبح الثنائية القطبية واقعًا أكثر وضوحًا: في الجوهر مجموعة بريكس (حتى من دون البرازيل) تحافظ على سياسة طاقة مستقلة، مقابل تكتل من الدول المترددة المُجبرة على الخضوع.

وهكذا، تستمر اللعبة، ولكن من الواضح أنها لا تسير وفق قواعد ترامب.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى