أبرزرأي

لبنان معلّق على حبل النكد السياسي الى ما بعد قمة الرياض

حسين زلغوط.

خاص رأي سياسي..

 هل من الممكن ان يبقى الوضع في لبنان على حاله من الكباش السياسي الذي يخطف الاستحقاق الرئاسي، ويسبب الانهيار الاقتصادي والمعيشي، فيما المنطقة المحيطة به تعجّ بالمتغيرات الايجابية ، وتطوى ملفات بين دول كان يعتقد حتى الأمس القريب بان ذلك من سابع المستحيلات، والتي كان اخرها الاجماع العربي الذي أعاد لسوريا مقعدها داخل الجامعة العربية بعد شغور استمر اثني عشر عاما؟

ما من شك ان الدول الصديقة والشقيقة ثابتة على موقفها في العمل على اخراج لبنان من الازمات التي يتخبط بها ، وتبذل في هذا الاتجاه جهودا كبيرة لتحقيق هذا الهدف، في حين ان هذا العمل الخارجي على رغم اهميته وتأثيره في الواقع اللبناني لا يلقى الصدى المطلوب من قبل قوى سياسية ما تزال تجهل بأن الخارطة السياسية في المنطقة تتعرض لمتغيرات جذرية يتوجب على لبنان مواكبتها والاستفادة منها كونها تشكل فرصة سانحة له للاستفادة منها في اتجاه ترتيب البيت الداخلي والدخول في المدار الجديد للمنطقة .

 من هنا، فان اكثر من دبلوماسي يعبر خلال جولاته على المسؤولين عن استغرابه الشديد حيال اللامبالاة التي يتعاطى بها اهل الشأن في لبنان مع ما يجري حولهم ، وكأنهم يصّرون على البقاء في دائرة الأزمة وعدم الخروج منها رغم الأفق الذي ما زال مفتوحا امامهم من خلال الانفتاح العربي والدولي عليهم لمساعدتهم على انجاز الاستحقاق الرئاسي وبالتالي الخروج من النفق الاقتصادي والمعيشي المظلم .

ويطرح هؤلاء على كل مسؤول يجتمعون به سؤالا فحواه، انه اذا اليوم لم تتصيدون الفرص الموجودة والنفاذ منها لمعالجة مشاكلكم فمتى يتم ذلك؟ ويتبع هذا السؤال قبل تلقي الاجابة عليه تحذيرا قويا، انتبهوا لأن العالم لديه انشغالاته وهو لن يبقى يعطي الاهتمام الذي يعطيه اليوم للبنان فاسرعوا الى التماهي مع هذه الفرصة لانقاذ بلدهم والا سيفوتكم القطار وسيغرق لبنان في اتون ازمات يصعب الخروج منها، ويتابع هؤلاء : ان النكد السياسي والخطاب الاستفزازي الحاصل ، وتبادل الفيتوات بشأن انتخاب رئيس من خلال استخدام لعبة النصاب، يعمّق الهوة بين اللبنانين ولا يبني بلدا .  

حيال ذلك فان وزيرا في حكومة تصريف الاعمال، يؤكد بأن لبنان ليس في جزيرة معزولة وبالتالي لن يبقى في منأى عما يجري حوله، غير ان الانتقال الى هذه المرحلة تحتاج الى مساحة من الوقت لن تكون طويلة. ففي حال بقيت القوى السياسية مصرة على موقفها سينتقل العمل الخارجي من دور الوسيط والدبلوماسية الناعمة الى استخدام الضغوط ، كون ان عامل الوقت بدأ يضغط وان المناخات الموجودة والمساعدة قد تتغيّر، وبالتالي تتفاقم الازمة وهو ما تحاول الدول المعنية تجنيبه للبنان .

هذا الكلام للوزيرعززته زيارة الوفد البرلماني الاوروبي الذي زار لبنان بتوجيه من الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لاستكشاف الساحة السياسية، وقد حمل هذا الموفد رسالة تحذيرية ربما تكون اخيرة للمسؤولين بأن سارعوا الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، وتأليف حكومة مكتملة الاوصاف، والشروع في الاصلاحات المطلوبة قبل ان يفوتكم قطار الحلول ، كما ان السفير السعودي وليد البخاري سيتسكمل جولاته على المسؤولين لحث الاطراف على انتخاب رئيس، بما يعني ان الاسبوعين المقبلين ربما يحملان مؤشرات معينة حول الاستحقاق الرئاسي، في ظل ضغوط اميركية تجري لاستعجال انتخاب رئيس قبل مغادرة رياض سلامة مبنى مصرف لبنان في تموز المقبل.

واذا كان كل الحراك الدولي لم يفعل فعله تجاه فتح كوة في جدار الازمة الرئاسية ، وما دامت القوى السياسية على مواقفها في رفع المتاريس، فان الوضع اللبناني لن يشهد اي تطور تغييري الى ما بعد انعقاد القمة العربية في التاسع عشر من الشهر الحالي والتي قد يسبقها زيارة يقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد الى المملكة بعد عودة دمشق الى كنف الجامعة العربية حيث سيكون بالتاكيد الملف اللبناني حاضرا في لقاءات الاسد مع القيادة السعودية، ان كان على مستوى ملف النازحين او الاستحقاق الرئاسي .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى