تيريز القسيس صعب.
خاص رأي سياسي…
خطى الاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين، أولى خطواته التنفيذية، وسط اجواء دولية واقليمية مشجعة ومؤيدة له.
ووقع الاتفاق وزير خارجية إيران حسين امير عبد اللهيان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان البيان المشترك في حضور وزير الخارجية الصيني تشين غانغ. وأكد الجانبان على أهمية الحوار حول سبل توسيع العلاقات الثنائية وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين والاتفاقية العامة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.
كما اتفقا على اتخاذ الترتيبات اللازمة بين الوفود الفنية لبحث سبل توسيع التعاون بين البلدين بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية والرحلات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين.
وسبق هذا اللقاء في الصين، سلسلة اتصالات جرت بين وزيري خارجية البلدين، تناولت الخطوات المقبلة لتنفيذ الاتفاق وإجراءات إعادة افتتاح البعثات وتفعيل الاتفاقيات السابقة.
وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع إيران عام 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران وسط خلاف بين البلدين بشأن إعدام رجل دين شيعي في المملكة. وطلبت بعدها المملكة من الدبلوماسيين الإيرانيين المغادرة في غضون 48 ساعة وأجلت موظفي سفارتها في طهران.
ومنذ عام 2015 بعد تدخل السعودية والإمارات في حرب اليمن حيث أجبر الحوثيون الحكومة التي تدعمها السعودية التنحي ومغادرة صنعاء.
وفي عام 2019، اتهمت الرياض إيران قصفها المباشر منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو مما أدى إلى توقف نصف إنتاجها النفطي.
وأشادت مراجع اممية في نيويورك متابعة للاتفاق السعودي الايراني ان ما حصل في بكين خطوة إيجابية نحو الاستقرار، وقد يمهّد الطريق لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي، لاسيما وأننا نشهد اليوم لاعبا دوليا جديدا في منطقة الشرق الاوسط، الا وهي الصين التي تمكنت من خرق الفراغ وسياسة الديبلوماسية الاميركية الباردة في منطقة الشرق الاوسط.
واعتبرت في اتصال لموقع “رأي سياسي” أن التقارب قد يعني تعزيز أمن السعودية ودول الجوار ببسط الامن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، والتي تمضي قدما في تنفيذ رؤية المملكة 2030 الواسعة لتحديث وتنويع اقتصادها الذي يعتمد على النفط منذ فترة طويلة.
وبحسب المراجع ، توقعت ان يقوم الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بزيارة المملكة تلبية للدعوة التي وجهها اليه ولي العهد الملك سلمان بن عبد العزيز قبل نهاية رمضان لاداء مناسك الحج، وتكون مناسبة لعقد قمة بين الطرفيين تتوج اتفاق المصالحة بين السعودية وايران.
لبنان….والاتفاق
على الصعيد اللبناني، يبدو أن تداعيات الاتفاق ستصل متاخرة نحو لبنان.
واشار مصدر ديبلوماسي عربي في باريس الى ان رياح التغيير في المنطقة ستطال لبنان والدول التي تشهد صراعات عسكرية وتدخلات ايرانية مباشرة.
واستبعدت اي تطور على المستوى الرئاسي في القريب العاجل، مؤكدة ان الساحة اللبنانية تشوبها خلافات كبيرة وانقسامات لا يمكن حلها الا عبر تسويات خارجية دولية واقليمية.
وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه ان هذا الاتفاق سيشكل بطبيعة الحال مدخلا اساسيا ورئيسيا لكل الصراعات والاحداث العسكرية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
وتحدث المصدر الديبلوماسي الرفيع عن فكرة جديدة لا تزال قيد التبلور جرى تحضيرها كنتاج لخلاصات تجربة فرنجية، لكنّه رفض الخوض في تفاصيلها، لافتا في الوقت عينه إلى أنها فكرة واعدة وتحمل بذور نجاحها، غير أنّ الوقت الضيق يفترض الإسراع في إنضاجها للتحول الى مبادرة جدية مكتملة العناصر، ستعمل باريس على تسويقها لبنانيا وعربيا ودوليا.
هذا ونقل عن ديبلوماسي عربي متابع للاتصالات الدولية قوله ان ولي العهد السعودي وخلال الاتصال الهاتفي الاخير الذي جرى مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اكد له ان المملكة لن تتوانى في القيام بدورها الريادي تجاه الشعب اللبناني على الرغم من الصعوبات والمشاكل الاقتصادية التي يواجهها.
فالملف الرئاسي في لبنان بات في عهدة وأيدي السفيريين المكلفين متابعته نزار العلولا، ووليد البخاري، وهما على تواصل دائم ومستمر مع الجهات الدولية والاقليمية، وبالتالي التقارير الديبلوماسية التي ترفع إلى جهات القرار في المملكة تحاول تدوير الزوايا والخفايا المبيتة التي تحول حتى الساعة من اتفاق اللبنانيين فيما بينهم اولا.
وفي الاطار ذاته كشف ان زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية الاسبوع الماضي تطرقت في شق منها إلى الملف اللبناني.
واتفق الطرفان على مواصلة جهودهما الديبلوماسية والسياسية لحل الازمة الرئاسية عبر تنسيق مواقف بلديهما في الملف الرئاسي من خلال اللجنة الخماسية لأجل لبنان.