لا طلاق بين القوات والإشتراكي..

كارول سلوم .
خاص رأي سياسي …
أقل من قطيعة وأكثر من تباين ..قد يكون هو التوصيف الدقيق للعلاقة القائمة في الوقت الراهن بين الحزب التقدمي الأشتراكي والقوات اللبنانية، وما عزز هذا الأنطباع أكثر من موقف وموقف مضاد صدر مؤخراً عن الطرفين . وفي الذاكرة، محطات متنوعة من المد والجزر في العلاقة دون أن يقع الطلاق.
صحيح أن الزمن قد مر على ما سجل سابقا من عواصف كلامية بين الفريقين ، الا أن التوقف عندها ضروري للإشارة إلى ان الاشتراكي والقوات يلتقيان على مبادىء سيادية ، إنما المقاربات مختلفة، والتسوية التي يدعو إليها رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي الزعيم وليد جنبلاط لا مكان لها في قاموس رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. وهنا بيت القصيد. وما جمعته رؤية الرئيس “المختلف” في الاستحقاق الرئاسي بينهما لناحية دعم مرشح المعارضة النائب ميشال معوض فرّقته “انتينات” وليد بك المحلية والخارجية حيث بادر إلى تقديم لائحة تضم أسماء توافقية وفق ما يرى .
ولم يصمد التقارب بشأن هوية الرئيس العتيد … وعاد الحزب الأشتراكي إلى تموضعه المعروف بعد أن احتسب من فريق المعارضة الداعم لوصول معوض إلى الرئاسة. وفي اعتقاد كثيرين أن التواصل بين الفريقين تراجع بعد أن تم تكثيفه خلال فترة دعم معوض ، واليوم يبدو أنه تراجع بعض الشيء والبعض يتحدث عن عدم عودته إلى سابق عهده .
وفي هذا الإطار تعرب أوساط مراقبة عبر موقع ” رأي سياسي “عن اعتقادها أن ما ذكره زعيم المختارة بشأن استغرابه كيف أن جعجع يفضل الفراغ ، ورد رئيس القوات عليه ، توقف عند هذا الحد . وبالتالي لم يشهد سجالات متبادلة ، ما اوحى أن لا رغبة لديهما في التصعيد بوجه بعضهما البعض ، وان تبادل الرسائل في بعض الأحيان لا يفسد الكثير من العلاقة ، التي وإن اهتزت سيصار إلى ترتيبها في وقت من الأوقات ، إنما في الوقت الحالي يجد الفريقان انفسهما في تباعد في الرؤية الرئاسية . وفيما تمسك القوات بخيار المعارضة حول مواصفات الرئيس السيادي ، تحرر الاشتراكي نوعا ما من هذا التوصيف ، واتجه إلى ما ينادي به دائما وهو التسوية، كمدخل لحل المشاكل العالقة .
وتؤكد هذه الأوساط أن لا مصلحة للطرفين في قطع هذه العلاقة ، اذ ان هناك أفكارا مشتركة لديهما في ملفات أخرى . وقضية مصالحة الجبل والمحافظة عليها تعد من الأساسيات لدى الاشتراكي وتحديدا لدى وليد بك، معتبرة ًفي الوقت نفسه،أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال مقارنة العلاقة بين الحزبين بتلك التي تجمع الاشتراكي مع التيار الوطني الحر مثلاً. فالأولى مستقرة مهما هبّت العواصف السياسية ، في حين أن الثانية ما تلبث أن تهدأ حتى تتأزم .وبالمختصر ليست في أفضل حالاتها.
ومن هنا، يقول عضو كتلة الجمهورية القوية النائب سعيد الأسمر في حديث ل ” رأي سياسي ” إنّ “القوات والأشتراكي على أفضل العلاقات وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ،وقد لا نكون على توافق تام في الرؤية في الملف الرئاسي مع العلم أننا كنا على تقارب في دعم معوض إلا أن هذا لا يعني أن هناك خلافا أو طلاقا”.
ويشير الأسمر إلى أن “التواصل مستمر وقد يثمر عنه توافق في وقت لاحق”. ويوضح أن هناك نظريتين متباعدتين انما “ما من خلاف جوهري والعلاقة بين الطرفين جيدة وان العمل المشترك جرى في أكثر من نقطة والمواقف المختلفة لا تعني انقطاع التواصل على الإطلاق “، مضيفا : “نحن ونواب الاشتراكي زملاء وهناك تفاهم في ما بيننا “.
في المقابل، يقول عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله لموقعنا ،إن “العلاقة بين القوات والاشتراكي مستمرة ولم تتبدل ، سوى بعض التباين في بعض المواقف وهذا لا يعني ان الخط البياني المشترك بيننا وبين القوات تغيّر ، فما يجمعنا هو موقف وطني وسيادي “.وقال :” نحن والقوات ايّدنا ميشال معوض والمقاربات تختلف أحيانا ولكن ما من تباعد بيننا”.
وبالنسبة إلى الاشتراكي، فإن المقاربة الرئاسية لكل من الطرفين لا تشكّل محور تباين على الإطلاق. وان دعوة اللقاء الديمقراطي تقوم على الخروج من السقوف المرتفعة التي اظهرها الأفرقاء جميعا ،وهناك انفتاح على أسماء أخرى يمكن إضافتها على اللائحة الرئاسية على أن الأساس هو قيام تسوية داخلية بشكل سريع.أما التوافق بين الاشتراكي والقوات يرتكز على نقطة مشتركة وهي أهمية إنقاذ البلد.
في المحصلة ، قد تقوم تفاهمات أو تباينات بين الحزبين ، إلا انه من المؤكد أن الفريقين يلتقيان في القضايا الجامعة ، وما التحالفات الانتخابية بينهما الا الدليل الأكيد على ذلك .