صدى المجتمع

لأول مرة… فيلم سعودي ينتزع الترشيح الرسمي لمهرجان «كان» الدولي

حازت الأفلام السعودية أول ترشيح رسمي لها في مهرجان «كان» السينمائي الدولي، عبر فيلم «نورة» للمخرج توفيق الزايدي، حين أعلن المهرجان قبل ساعات القائمة التي تتضمن الفيلم في قسم «نظرة ما»، ليدخل الاختيار الرسمي للدورة 77 للمهرجان السينمائي الأهم على مستوى العالم، الذي يقام خلال الفترة من 14 إلى 25 مايو (أيار) المقبل، وهو ما يعكس التطوّر الذي حصدته صناعة الأفلام السعودية في غضون سنوات قليلة.

و«نورة» هو أول فيلم سعودي روائي طويل صُوّر في مدينة العُلا، ويتناول قصة حدثت في تسعينات القرن الماضي، وهو من بطولة يعقوب الفرحان، وعبد الله السدحان، وماريا بحراوي، بالإضافة إلى ممثلين في أدوار ثانوية وكومبارس هم من أهل العُلا، ومعظمهم من الوجوه الجديدة. وأتاح العمل الفرصة لشبان العُلا للدخول في مجال التمثيل وصناعة الأفلام. كُتب الفيلم عام 2016، وسبق أن فاز بجائزة أفضل فيلم سعودي من «فيلم العُلا» ضمن الدورة الأخيرة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» بجدة، ومن المنتظر أن يصدر في دور السينما السعودية قريباً.

يحاول «نورة» فهم العلاقة ما بين الإنسان والفن في إطار يصفه المخرج توفيق الزايدي بـ«السينما الحقيقية». وذلك في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط». وبسؤاله عن دوافع تطرُّقه إلى هذه الزاوية، أجاب: «تشغلني كثيراً علاقة الإنسان بالأشياء من حوله، بما فيها الفن. وهذا من منطلق إيماني بأنّ الفن هو الوحيد القادر على مخاطبة عقل الإنسان، من دون أي تدخّل خارجي».

واستطرد في شرح فكرته: «عند سماع الموسيقى أو تأمُّل لوحة، فإننا نتوحّد مع هذا العمل؛ وهي حالة لا تحدث مع أي عامل آخر. وحده الفن يخاطب الفرد بشكل اتّحادي، خصوصاً في زمن التسعينات حين كان وسيلة الاتصال والتعبير»، مستشهداً بوفرة عدد الشعراء والفنانين في تلك الحقبة الثرية فنياً. وأضاف: «أسمع الموسيقى كل صباح وأشاهد الأفلام يومياً. وعند الحديث عن الفن السابع تحديداً، فإننا نجد أنّ السينما تجمع كل الفنون، من الرسم والموسيقى والتمثيل. كل ذلك في كبسولة واحدة كأنها كبسولة الحياة».

يأتي اختيار «نورة» في ظل حرص هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية على المشاركة سنوياً في مهرجان «كان السينمائي الدولي»، عبر جناح وطني خاص، يُلقي الضوء على صناعة السينما السعودية التي تشهد إقبالاً كبيراً في شباك التذاكر، ونمواً قياسياً في نشاط إنتاج الأفلام. في ظل الاهتمام المطرد بالقصص المحلية التي تُروى عبر عيون مجموعةٍ جديدة من صانعي الأفلام المتحمسين، تدفعها مساعٍ للتعاون مع صناع السينما الدولية وإقامة شراكات عالمية، وتقديم عروض للتصوير داخل المملكة، والاحتفاء بصناعة السينما.

ومن الجدير بالذكر أن السعودية وفّرت مواقع تصوير مميزة لأفلامٍ هوليوودية كبيرة، حيث استضافت العُلا فيلم الحركة والإثارة «قندهار» للمخرج ريك رومان ووه، من بطولة جيرارد بتلر، وفيلم الإثارة «ماتش ميكر» من إنتاج «نتفليكس»، كما تَبرُز نيوم بصفتها أكبر منشأة حديثة في المنطقة، مُقدِّمةً الدعم لنحو 30 إنتاجاً، منها فيلم الملحمة التاريخي «محارب الصحراء» لروبيرت وايت، من بطولة أنتوني ماكي، ومسلسل المغامرة الخيالية «رايز أوف ذا وتشيز»، أكبر مسلسل تلفزيوني أُنتج بالتعاون مع طاقم عمل سعودي، وفيلم الكوميديا «دونكي» من إخراج راجكومار هيراني وبطولة النجم العالمي الشهير شاروخان.

وتستضيف السعودية مهرجانين سينمائيَّين سنوياً، إذ من المنتظر أن ينطلق «مهرجان أفلام السعودية» بدورته العاشرة في 2 مايو المقبل، لمدة 8 أيام، وذلك في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» في الظهران، وفي نهاية العام ينتظر صُناع الأفلام «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» الذي يقام في جدة، ويحظى باهتمام دولي كبير.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى