أبرزصدى المجتمع

لأول مرة جلسة محاكاة للجمعية العامة للأمم المتحدة في صور

نظمت جامعة المدينة “city university ” – فرع صور،  برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، جلسة محاكاة الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورة استثنائية مخصصة لموضوع حقوق لبنان في ثرواته البترولية، جسدها 160 طالباً وطالبة من طلاب المرحلة الثانوية من مدارس قدموس -صور، ثانوية السراج – صديقين، مدرسة رحاب الزهراء – مؤسسات الإمام الصدر، ثانوية شحور الرسمية، ثانوية البازورية الرسمية، معاهد الآفاق للمعلوماتية والتكنولوجيا، مدرسة الميادين الدولية، المدرسة الانجيلية اللبنانية، ثانوية كمال سلهب الرسمية -عين بعال، ثانوية القليلة الرسمية، ثانوية صور الرسمية المختلطة، ثانوية الأفق العالمي، ستارز كولدج، مدرسة صور الدولية، ليسه حناويه وثانوية الشهيد محمد سعد. 

حضر جلسة المحاكاة التي عقدت في قاعة المحاضرات في جامعة المدينة –صور : سليمان علوش ممثل وزير الثقافة، النائب علي خريس، الشيخ عصام كساب ممثلا مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال، الأب ماريوس خير الله ممثلا متروبوليت صور للروم الكاثوليك المطران جورج إسكندر، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة “أمل” المهندس علي اسماعيل، وفد من حزب الله، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب أحمد صالح، مأمور نفوس صور مريم حيدر، رئيس بلدية حناويه قاسم كفل، المستشارة القانونية والباحثة في القانون الدولي البترولي خديجة حكيم، خبير المنشآت النفطية الدكتور إبراهيم كرشت، مدير الجامعة الإسلامية في صور الدكتور غسان جابر، مدير المواقع الأثرية في الجنوب المهندس علي بدوي، رئيس جمعية صور الثقافية الاجتماعية الدكتور شريف بيطار، رئيس جمعية “هلا صور الثقافية” الدكتور عماد سعيد،  رئيس جمعية “صوت الفرح” علوان شرف الدين، رئيس جمعية “صور تراث وإنماء” الباحث منير بدوي، ممثل ملتقى الجمعيات الأهلية الدكتور أحمد فقيه، رئيس جمعية الأكاديميين الأستاذ خليل الأشقر، ممثل نقابة تكنولوجيا المعلومات والتربية الدكتور ماجد جابر، رئيسة منحة الشهيد محمد كعوش الدراسية سوسن كعوش، ومجموعة من مديري المدارس المشاركة وعدد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية والطلاب وأهاليهم.

وكان في استقبالهم مدير جامعة المدينة ” city university ” – فرع صور الدكتور مصطفى الكردي والمدير التنفيذي في الجامعة الدكتور عماد فران ومدير العلاقات العامة نبيل بواب وفريق العمل الإداري والأكاديمي.

اتخذ الطلاب المشاركون أماكنهم على مقاعد وبمهام مندوبي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كل منهم يتقدمه علم الدولة التي يمثلها ويمسك بأوراق تتضمن موقف بلاده، يحاكون شكلاً وحضوراً وتراتبية في الكلام هيئة الجمعية العامة وفق هيكليتها التنظيمية ونظامها الأساسي. 

وخلص الطلاب المشاركون في الجلسة الى توصيات تدعم الموقف اللبناني الرسمي في ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية وتؤكد على “وجوب متابعة السهر على حقوق لبنان في ثرواته المائية والبترولية واستثمارها خير استثمار للخروج من أزمته الاقتصادية، وعلى ضرورة استكمال الدولة اللبنانية إجراءاتها لترسيم حدودها البحرية مع كل من قبرص والشقيقةسوريا، وإن ممارسة كل دولة لسيادتها على مواردها شرط أساسي لتحقيق مقاصد الأمم المتحدة وأهدافها في تعزيز السلم والأمن الدوليين”.


بعد النشيد الوطني اللبناني ، قدم أعمال الجلسة نبيل بواب الذي اعتبر أن “طلاب صور ومنطقتها يشاركون اليوم في هذا الحدث لأول مرة لمحاكاة جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة نخبة المدارس الرسمية والخاصة ويؤكدون المؤكد على حفظ ثروة لبنان واستثمارها لأجل المستقبل، وأنهم بعين المعرفة والتخصص يراقبون ما جرى ويجري من مفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي”.

وقال: “لقد أشعل الطلاب فينا نبض المسؤولية والمزيد من الإستطلاع حول الموضوع بأبحاثهم ومطالعاتهم وأحيوا فينا الطمأنينة بأنهم سيكونون العين الساهرة على مجريات الأمور. بكل فخر أقول لقد رأيت فيكم عزيمة لا تلين وهمة عالية لا حدود لها وانتم توجهون رسالة إلى العالم بأسره من على منبر جلسة محاكاة الهيئة العامة للأمم المتحدة بأننا شعب مقاوم صامد خلف دولتنا وجيشنا ومقاومتنا”.  

وبعد عرض عن هيكلية الامم المتحدة من منسقة مادة الاجتماعيات في مدرسة رحاب الزهراء التابعة لمؤسسات الإمام الصدر السيدة زينب عقيل ، أعلن رئيس الدورة الإستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة الطالب محمد صالح من مدرسة قدموس افتتاح الجلسة رسمياً مرحباً بـ”جميع ممثلي ووفود الدول الاعضاء المشاركة في هذه الدورة الاستثنائية والتي انعقدت بناء على الطلب المقدم من لبنان استنادا الى الفصل الرابع من الميثاق الأممي المادة رقم 20، وموضوعه ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاسرائيل ( فلسطين المحتلة )، وبهدف التوصل إلى توصيات في التأكيد على حق الشعب اللبناني في السيادة الدائمة على موارده الطبيعية وحق استغلالها واستثمارها بما يحقق رفاهيته وتنميته المستدامة”، مذكراً بالقرارات الدولية المتعلقة بسيادة الشعوب على مواردها وثرواتها الطبيعية لا سيما ما جاء في نص المادة الاولى في الجزء الاول من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 

ثم أعطيت الكلمة لأمين عام جامعة الدول العربية ( الطالب دانيال قعيق من مدرسة ليسه حناويه) فأكد موقف الجامعة العربية الذي يعتبر السيادة على جميع الموارد الطبيعية لأية دولة، برا وبحرا، هي شرط من صميم ممارسة الدولة سيادتها، وحرصالجامعة العربية على مساندة جميع أعضائها في ترسيم حدودهاالبرية والبحرية لما يحقق صالح شعوبها ويدعم الاستقرار في منطقتنا العربية، وحق الدول العربية في استخدام كافة التدابير التي تمكنها من استغلال مواردها الطبيعية من التنقيب حتى التسويق، ما يحقق التنمية المستدامة ورفاهية شعب كل دولة”. وقال” اننا نعرب عن مساندتنا للدولة اللبنانية في ترسيم حدود منطقتها الاقتصادية الخالصة، وفي موقفها من اتفاق الترسيم مع العدو الإسرائيلي طالما يهدف للحفاظ على حقوقها في ثرواتها ومواردها. كما ندعم لبنان في استخدام حقه في استكشاف موارده البترولية واستغلالها في هذه المنطقة ، مؤكدين في الوقت نفسه على ما جاء في قرارات الأمم المتحدة لجهة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه المستقلة وفي موارده الطبيعية واستغلالها وتنميتها والمطالبة بتعويض عنها في حال تعرضها للاستنزاف والاستغلال من قبل الإحتلال الإسرائيلي.. كما تود أمانة جامعة الدول العربية ، تأكيد مسعاها لإقامة إتحادعربي قوي يكون قادرا على مواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية، والدفاع عن الحقوق العربية على مستوى في المحافلالاقليمية والدولية”. 

التوصيات

بعد ذلك، تلا رئيس الدورة الاستثنائية للجمعية العامة الطالب محمد صالح توصيات الجلسة وجاء فيها:

“بعد اجتماع الجمعية العامة في جلستها الأولى من الدورة الاستثنائية رقم 33 وبعد التداول والتباحث بين وفود الدول المشاركة صدرت التوصيات التالية:

1- تثني الجمعية العامة على الموقف اللبناني وعلى الدور الذي قامت به الدولة لجهة الدفع إلى ترسيم الحدود البحرية اللبنانية بغية استغلال واستثمار الموارد الطبيعية الكامنة في منطقتها الاقتصادية الخالصة لاسيما الموارد البترولية منها.

2-  تثني الجمعية العامة على الوساطة التي لعبتها الولايات المتحدة الامريكية بغية تسهيل موضوع الترسيم وتوقيع اتفاقيه ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وإذ تؤكد على وجوب استمرار دعم الولايات المتحدة الامريكية للطرفين لتفعيل بنود اتفاقية الترسيم بما يحقق الغاية المرجوة منها.

3-  وإذ تدعم الجمعية العامة الدولة اللبنانية لجهة استكمال إجراءاتها لترسيم حدودها البحرية مع كل من جمهورية قبرص والجمهورية العربية السورية.

4- اذ تؤكد الجمعية العامة إن قيام كل دولة بالممارسة الكلية لسيادتها على مواردها شرط أساسي لتحقيق مقاصد الأمم المتحدة وأهدافها وتعزز السلم والأمن الدوليين، وأن هذه الممارسة تتطلب أن تكون التدابير الذي تتخذها الدول من أجل تحقيق أمثل لاستغلال هذه الموارد شاملا جميع المراحل من التنقيب حتى التسويق.

علوش

وبعد اختتام الجلسة، ألقى ممثل وزير الثقافة كلمة نقل فيها تحياته للمشاركين في هذا المحفل الذي “يحاكي واقعنا ويستشرفُ المستقبل في بعض قضايانا ومعاناتنا في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان ووسط هذه الرياح- الهوج والموج -التي تجتاح العالم”… 

وقال: “ولا أخفيكم أنني كنت أحاول قراءة محصّلة هذه المحاكاة وما يستشرفه طلابنا من خلال أدوات واقعنا الذي يضج بالآلام ولكنه يحتضن كل الآمال والتطلعات التي تنفتح به على الغد .. هذا الغد الذي نصنعه نحن بجهدنا وعرقنا وتعبنا ومعاناتنا .. بجهد طلابنا الذين يكتبون الحاضر وينفذون منه الى المستقبل ليصنعوا الفارق بعلمهم وتألّقهم تماما كما صنعت المقاومة الفارق برموز شبابها وأبطالها وإصرارها على ألا تخضع لشروط المحتل ووقوف الشعب الى جانبها والقيادات التي أرادت للقطاف.. قطاف التحرير أن يكون مسيرةً ومسارا ، وهويةً ومناراً ليبلغ الترسيمُ محلّه تماما كما هي البدايات التي آذنت بالنصر”.

أضاف: “هذه موقعةٌ نحن صنعناها ونحن دوّناها، لأننا لو نتركها للمحتل واتباعه وحلفائه لصنعها ودوّنها .. لقد استفدنا من كل التجارب المرّة والصعبة واستعنا بالله وبأهل العزيمة في الداخل والخارج وعرفنا كيف نقطف النصر من قلب الواقع العاصف وفي اللحظة التي يزدحم فيها العالم كله في لجّة المشاكل والمآسي وكان النصر حليفنا بعدما كان الصبر شريكنا”.

وقال: “إنها لحظة تاريخية صعبة تختلط فيها المشاهد وتتباين فيها الصور بين الظغوط الخارجية المتواصلة والتي تحاول ألا تترك هامشاً للبنانيين لكي يتنفّسوا او لكي يعيدوا شيئا من الضوء الى واقعهم وبعضا من نور الكهرباء وغيرها وبين هذا الإصرار على ألا نعطي بأيدينا إعطاء الذليل أو نقر للآخرين إقرار العبيد.. حتى نرسم المستقبل من رحم هذه المعاناة وهذه الظغوط وحتى نعلن للعالم أننا نحن من ” يرسم” الخطوات للمستقبل الآتي ليس لبلدنا وحده ولا لبحرنا وحده بل لهذا السوق المتعطّش لكلمة: لا.. “.

وتابع: “إنها المحاكاة التي نعرف فيها مسبقا اين هو موقع الأمم المتحدة وكيف بقيت صدىً للدول الكبرى وأين هي الجامعة العربية التي ظلّت تكتب ما يُملى عليها فوق الطاولة وتحتها من اولئك الذين عملوا لسرقة شعوبنا وثرواتها وماضيها وحاضرها وكل ثرواتها وتراثَها وحتى احلامها..”. 

وختم: “أشكركم أساتذةً وطلاباً وأهال وأحبةً وكل من شارك في هذه المحاكاة الجميلة والواقعية والمنفتحة على ما كان وما يمكن ان يكون وما صنعناه وما يمكن ان نصنعه بوحدتنا وقوتنا واتحادنا وعزيمتنا التي لن تلين باذن الله”.

خريس

وكانت كلمة للنائب خريس هنأ فيها الطلاب والطالبات مؤكداً أنهم “مستقبل هذا البلد وأمل لبنان، ولا يمكن أن يستمر الوطن بدونهم”.

وقال: “نحن في لبنان لا نعتمد إلا على الله ومقاومتنا وشهدائنا”. واستذكر العملية الاستشهادية الأولى التي قادها الاستشهادي أحمد قصير والتي خطط لها الشهيد القائد محمد سعد. 

وحول ترسيم الحدود ، وجّه خريس الشكر للرئيس نبيه بري “الذي بدأ المباحثات منذ سنوات لنستطيع اليوم الحصول على هذا الحق، رغم كل الهجمات والافتراءات”.

وقال: “نحن لا نعترف بالأساس بوجود اسرائيل التي هي شر مطلق والتعامل معها حرام، ولو أن كل العالم طبّع مع العدو فنحن لن نطبّع”.

وتوجه بالتحية الى المقاومة في فلسطين المحتلة والى “عرين الأسود الذين يسطرون بطولات في العطاء والتضحية والجهاد”.

حكيم

وألقت حكيم كلمة نوهت فيها بهذا “العرض المميز الذي أبدع  الطلاب في حياكته لملف ترسيم حدود منطقتنا الاقتصادية الخالصة في الجنوب اللبناني مع فلسطين المحتلة، والذي تضمن عرضًا للمسار التاريخي للملف منذ العام 2007 لتاريخ توقيع “إتفاق الترسيم” في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الحالي”. وقالت: “نستطيع اليوم أن نراهن على نجاحنا في تنشئة فكر جيل واع لموارده قادر على إستخدام أفضل الوسائل للمطالبة بحقوقه والدفاع عنها ليس فقط على المستوى المحلي والإقليمي بل أيضاً على المستوى الدولي”.

وتوجهت بنصيحة للطلاب “جيل المستقبل”، فقالت: “إن طمحتم لتحسين أو تغيير واقعكم، فإن التغيير أي تغيير لا يكون بمحاربة القديم ولا بإسقاط النظم بل بإنشاء نواة شيء جديد، فلا تلعن الظلام ولا تحارب أشباح النور، بل أضيىء مصباح فكرك وسر بعزيمتك في طريقك نحو الهدف، وسوف ترى خلفك الكثير، هكذا يصنع التغيير البناء للأوطان. وتذكر دومًا أن لا قيمة للموارد الطبيعية ما لم يحقق إستكشافها وإستغلالها تنمية ورفاهية شعبها مالك الثروة، وهو الأمر الذي لا يتحقق الإ اذا توافرت الهوية اللبنانية في كل قول وفعل وسادت المصلحة العامة على غيرها من المصالح الخاصة”.

بعد ذلك، جرى تسليم درع تكريمية باسم جامعة المدينة الى وزير الثقافة تسلمها ممثله، وشهادة شكر الى حكيم لإشرافها ومتابعتها للطلاب، وشهادات شكر وتقدير الى المدارس المشاركة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى