رأي

لأحبائنا في الخليج.. الكويت بألف خير فلا تقلقوا

كتب داهم القحطاني في صحيفة القبس.

«والله العظيم» نعشق دول الخليج العربي أكثر من غيرها.. ولا يمكن السماح بالتطاول عليها. ويكفي أن الكويت هي البلد الخليجي الوحيد الذي لديه قوانين تطبق وتعاقب بالسجن من يتطاول بالمساس بدول خليج أخرى.

أكرر البلد الوحيد.. ولكن الكويت ليست لونا واحدا.. وحرية الآراء وتعددها أمر طبيعي ولا يعني الانقسام.

الإخوان المسلمون، والشيعة السياسية تيارات سياسية تعمل بشكل علني، وهي تيارات تخضع للقانون، وأي تجاوز منها للقانون أو لمصالح الكويت العليا، الدولة كفيلة بوقف ذلك التجاوز، وقد حدث ذلك مراراً لبعض من تطاول على هيبة الدولة واستهتر بصبرها.

مرونة الدولة الكويتية لا تعني الضعف، وعدم علو الصوت لا يعني اختفاء الفعل.

الكويت لديها علاقات جيدة مع إيران وقد وظفتها مراراً لخدمة دول الخليج العربي في حوارها مع إيران، ومع ذلك كان الجيش الكويتي ولا يزال في مقدمة الجيوش التي تقاسمت مع الجيش السعودي المصير بعمليات قتالية مباشرة في عمليتي «عاصفة الحزم»، و«إعادة الأمل» الموجهة لحلفاء إيران من الحوثيين، فالسعودية أغلى بكثير من إيران رغم قرب إيران، والمخاطر من عنف نظامها السياسي.

الكويت تحررت على يد جيوش عدة على رأسها الجيش الأميركي، والكويت حليف رئيسي لأميركا خارج إطار الناتو، ومع ذلك كانت الكويت ولا تزال في مقدمة الدول العربية المناهضة للكيان الصهيوني حليف أميركا، ولم تخشَ الكويت من غضب النسر الأميركي رغم حصوله في عهد الرئيس ترامب، ورغم الضغوط الرهيبة التي مورست.

الكويت دولة عميقة ونظامها السياسي مستقر ومستمر منذ 271 عاماً منذ أنشأ الكويتيون بقيادة صباح الأول الدولة الكويتية في 1752 من الميلاد.

وبفضل هذا النظام السياسي المستقر استطاعت دول أخرى أن تستقر بما قدمه ويقدمه طوال هذا التاريخ من فزعة حقيقية لإخوانه في الخليج العربي، والوطن العربي، فقد كان ولا يزال الملجأ والمنطلق.

لهذا كله نقول لكم إن الكويت بألف خير، ونقدر محبتكم وحرصكم، لكننا لا نحتاج إلى وصاية أو توجيه منفعل، وتبقى نصيحة المحب وحدها مرحب بها إن قيلت من دون تطاول.

قدرنا أن نتعامل بحكمة ومرونة مع الجغرافيا السياسية التي جعلتنا في موقع حساس يتطلب منا قدرا عالياً من الدبلوماسية الخارجية المرنة، والحازمة وفقاً للحدث والموقف.

ولمن لم يستوعب ذلك بعد من البعض المحب من كويتيين ومن غيرهم من الأشقاء والأصدقاء، فنجده يتعامل بشكل سطحي نتيجة لقلة معرفته السياسية أو بحكم عدم التخصص في شأن التحليل السياسي نقول له الآتي: اطمئن ولا تقلق، فالكويت بألف خير فلا «حشد شعبي»، ولا إخوان مسلمون، ولا «حزب الله» ولا توسعيون إيرانيون يستطيعون المساس بأمن الكويت وحدودها وسيادتها. وما حصل في الغزو العراقي الغادر كان قدراً تحملته الكويت في مواجهة نظام دكتاتوري كان يستهدف بالأصل دول الخليج العربي كلها. وبفضل ما قدمته الكويت وشعبها من تضحيات وشجاعة في المواجهة انكشفت حقيقة مخططات هذا النظام الفاشي. وانتهى خطر هذا النظام الظالم الذي وصلت صواريخه إلى الدمام والرياض، فأسالت دماء الأبرياء وهدمت المباني، إلى أن قادت السعودية ودول الخليج العربي بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز تحالفاً سياسياً وعسكرياً دولياً شجاعاً، استطاع أن يمنع توغل الجيش العراقي في دول الخليج العربي بدءا من الخفجي، وأن يطرده من أرض الكويت الحرة.

مرة أخرى نقولها بكل محبة، الكويت بألف خير فلا تقلقوا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى