كييف تتوقع مواجهة صعوبات على جبهات القتال
حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف الاثنين من أن الوضع على الجبهة الأوكرانية سيسوء حوالي منتصف مايو (أيار)، وأوائل يونيو (حزيران) المقبلين، وستكون «فترة صعبة»، مع تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد.
وقال بودانوف رداً على سؤال عن الوضع على الجبهة في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «دعونا لا نخوض في كثير من التفاصيل، لكن ستكون هناك فترة صعبة في منتصف مايو وأوائل يونيو». وأضاف أن الجيش الروسي «ينفذ عملية معقدة».
وتابع بودانوف قائلاً: «نعتقد أن وضعاً صعباً إلى حد ما ينتظرنا في المستقبل القريب، لكن يجب أن نفهم أنه لن يكون كارثياً». وأضاف: «لن تكون نهاية العالم خلافاً لما يقوله كثيرون في الوقت الحالي، لكن ستكون هناك مشاكل من منتصف مايو».
ويمر الجيش الأوكراني بمرحلة حساسة، إذ يواجه نقصاً في المجندين الجدد والذخيرة بسبب التأخير الكبير في تسلم المساعدات الغربية، ولا سيما الأميركية.
وفي المقابل، تواصل القوات الروسية، الأكثر عدداً والأفضل تسليحاً، التقدم نحو الشرق، وتطالب باستمرار السيطرة على قرى صغيرة في دونباس.
موسكو تسيطر على بلدة جديدة
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن وحدات من مجموعة قوات «الجنوب» نجحت في إحراز تقدم جديد عبر فرض السيطرة على بلدة نوفوميخايلوفكا في دونيتسك بشكل كامل، ليكون هذا ثاني تقدم تحرزه موسكو في المنطقة خلال يومين، بعدما كانت أعلنت الأحد إحكام سيطرتها على بلدة بوغدانوفكا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن قوات مجموعة «الجنوب» حسّنت أيضاً وضعها التكتيكي على طول خط المواجهة، وكبّدت الجيش الأوكراني خسائر بلغت 410 عسكريين، فيما وصل إجمالي الخسائر البشرية الأوكرانية على مختلف المحاور إلى نحو 940 جندياً خلال اليوم، وفقاً لبيانات موسكو.
وفي فبراير (شباط)، سيطرت موسكو على مدينة أفدييفكا المحصنة، وتسعى للسيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية. وهذه المدينة الواقعة على مرتفع، تبعد أقل من ثلاثين كيلومتراً جنوب شرقي كراماتورسك، المدينة الرئيسية في المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية التي تعد مركزاً مهماً للسكك الحديدية، والخدمات اللوجيستية للجيش الأوكراني.
هجوم في الصيف
وتخشى كييف هجوماً روسياً أقوى في الصيف. وفي نهاية مارس (آذار) تحدث قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر بافليوك عن سيناريو «محتمل» من هذا القبيل، بمشاركة مائة ألف جندي روسي.
وكان القائد الأعلى للقوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي اعترف بالفعل في منتصف أبريل (نيسان) بأن الوضع على الجبهة الشرقية «تدهور بشكل كبير» في الآونة الأخيرة. وقال إنه يرى «تكثيفاً كبيراً» للهجوم الروسي منذ مارس، مما أدى إلى «نجاحات تكتيكية».
وواجه الهجوم الأوكراني المضاد الكبير صيف 2023 خطوط دفاع روسية قوية استنزفت موارد الجيش الأوكراني، من دون أن تسمح بتحرير المناطق التي تحتلها روسيا.
وتواجه أوكرانيا الآن تردداً من حلفائها الغربيين على الرغم من أن الكونغرس الأميركي صوّت أخيراً على منحها مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار كانت عالقة منذ فترة طويلة.