صدى المجتمع

كيف يرتبط تنظيف الأسنان بخطر الإصابة بالخرف؟

بحسب مجموعة متزايدة من الأبحاث قد تكون طريقتك للاعتناء بأسنانك تأثير في قدراتك المعرفية في المستقبل.

أخيراً، وجدت دراسة نشرت في يوليو (تموز) 2023 في مجلة “علم الأعصاب” Neurology، أن من يفقدون بعض أسنانهم أو يعانون التهابات في اللثة، قد تتعرض أجزاء من أدمغتهم للضمور أو الانكماش مع تقدمهم في العمر.

وفي ذلك الصدد، راجعت دراسة منفصلة نشرت في عام 2020 بيانات البشر والجرذان، ووجدت أن حالات صحة الفم السيئة، بما في ذلك الأسنان المفقودة، قد تشكل عوامل خطورة في التدهور المعرفي. وكذلك ورد ضمن تحليل نشر في عام 2007، أن انخفاض عدد الأسنان يزيد خطر الإصابة بالخرف. وذهب تقرير عام 2007 إلى حد القول إن وجود عدد أقل من الأسنان قد يشكل “نبوءة” عن الإصابة بالخرف في عمر متقدم.

وعلى رغم أن عدداً من التقارير قد أثبت وجود صلة بين صحة الفم والتدهور المعرفي، فإن الباحثين يعتقدون أن الدراسات المستقبلية تحتاج إلى التحقيق في الآلية التي يؤثر بها الأول في الأخير.

ويضاف إلى ذلك أن الباحثين يملكون نظريات عدة حول سبب ارتباط الأمرين. وقد افترض بعضهم أن فقدان الأسنان يدفع المرء إلى تغيير عاداته الغذائية، بالتالي فإنه لا يحصل على العناصر الغذائية التي يحتاج إليها، مثلما جاء في ورقة ظهرت عام 2023 وتضمنت أن “نقص العناصر الغذائية، على غرار فيتامينات (ب)، قد يؤثر في الإدراك بسبب التغيرات في عادات الأكل الناتجة من فقدان الأسنان”.

وفي المقابل، تورد نظرية أخرى أن الالتهاب الناجم عن التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان قد يكون السبب، إذ ربط بين ذلك الالتهاب وخطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي.

بغض النظر عن تفاصيل الترابط، يرى الخبراء فيه سبباً آخر لتحفيز الممارسات المرتبطة بصحة الفم الجيدة، خصوصاً مع تقدمك في العمر.

وبصورة نموذجية، يجب أن تنظف أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً في الأقل باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، بحسب توصية من مؤسسة “مايو كلينك” الطبية. ووفق “الجمعية الأميركية لطب الأسنان”، يجدر بك تنظيف أسنانك بالفرشاة لمدة دقيقتين في الأقل. وكذلك قد يجدر بالبعض ضبط موقت أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة للتأكد من أنهم ينظفون أسنانهم فترة كافية.

وكذلك يساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط وإجراء فحوصات منتظمة للأسنان، على منع التهاب أنسجة اللثة الداعمة للأسنان [الصفاق].

وإذا عانيت أعراض تلك الحالة، فيجب عليك أيضاً طلب الرعاية الطبية. ووفق مؤسسة “مايو كلينك”، تشمل العلامات التحذيرية [عن التهاب الصفاق] اللثة المنتفخة أو المتورمة، وقد يتغير لونها إلى الأحمر الفاتح، أو الغامق، أو قد تغدو اللثة أرجوانية داكنة مع سهولة في النزيف والإحساس بأن ملمسها رقيق. وتشمل الأعراض أيضاً بصق الدم بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط، وملاحظة لون وردي على فرشاة أسنانك بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة، والإحساس برائحة فم غير حسنة، وتراكم صديد بين الأسنان واللثة. وكذلك يضاف إلى تلك العلامات التحذيرية، فقدان الأسنان، والإحساس بألم عند المضغ، وتشكل فراغات جديدة تتطور بين الأسنان، وتراجع اللثة عن الأسنان، مما يجعلها تبدو أطول مما ينبغي (وهذا ما يسمى أيضا انحسار اللثة)، وتغيير في الطريقة التي تتلاءم بها أسنانك معاً عند العض.

ويجب عليك تحديد موعد مع طبيب الأسنان في أقرب وقت ممكن إذا لاحظت أياً من الأعراض المذكورة أعلاه لأن الحصول على العلاج يقلل على الفور من فرص الضرر الناجم عن التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان.

بصرف النظر عن التدهور المعرفي، يرتبط التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان بالتهابات مجرى الدم وأمراض الجهاز التنفسي والتهاب المفاصل الروماتيزمي وأمراض الشرايين التاجية ومشكلات السكر في الدم والسكري وحتى الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد الجدد.

وبحسب خبراء فإن ظهور هذا العدد المتزايد من التقارير التي تربط حالة اللثة بضعف الصحة المعرفية مع التقدم في العمر، يقدم أقوى المبررات لتأسيس عادات جيدة تتعلق بصحة الفم في وقت مبكر.

ووفق “مايو كلينك”، إن “أفضل طريقة للوقاية من التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان تتمثل في التعود على العناية الجيدة بفمك وأسنانك. ابدأ هذا الروتين في سن مبكرة واستمر عليه طوال الحياة”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى