كيف يؤثر غثيان الصباح على صحة الحامل؟
أفادت دراسة هولندية، بأن غثيان الصباح الشديد خلال الحمل، والمعروف طبياً باسم «القيء الحملي المفرط»، يمكن أن يؤثر سلباً على صحة الأم والرضيع إذا لم يتم علاجه.
وذكر الباحثون، في نتائج الدراسة التي نُشرت الاثنين، في دورية «الجمعية الطبية الكندية»، أن سبب القيء الحملي المفرط ليس مفهوماً تماماً، ومن المرجح أن يكون متعدد العوامل.
والغثيان والقيء شائعان أثناء الحمل، حيث يؤثران على ما يصل إلى 70 في المائة من حالات الحمل، ويمكن أن يمنعا السيدات من الأكل والشرب بشكل كافٍ؛ مما يؤدي إلى فقدان الوزن والجفاف في بعض الحالات.
ويمكن تشخيص القيء الحملي المفرط في الأسابيع الـ16 الأولى من الحمل، عندما تعاني الحامل من الغثيان والقيء، ويكون أحدهما شديداً على الأقل، ويؤثر على أدائها مهام الحياة اليومية.
وقد أجرى فريق البحث فحصاً لنتائج الدراسات المتعلقة بالفيزيولوجيا المرضية والتشخيص والعلاج للقيء الحملي المفرط، خلال إعداد الدراسة الجديدة.
وفيما يتعلق بأسباب القيء الحملي المفرط، وجد الباحثون أن هناك عوامل الخطر وتشمل الحمل في سن مبكرة، والجنين الأنثوي، والحمل المتعدد أو العنقودي، والحالات الطبية الأساسية، وتاريخ الحالة أثناء حالات الحمل السابقة.
كما وجدوا أنه مرتبط بزيادة مخاطر حدوث أضرار صحية مختلفة على المديين القصير والطويل لكل من النساء الحوامل وذرياتهن.
وفي حالات نادرة، يمكن للقيء الحملي المفرط أن يسبب نقصاً في الفيتامينات، بما في ذلك «فيتامين ب1»؛ مما يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في الدماغ يُسبب التَّخليط الذهني ومشاكل العين وضعفاً في التوازن.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الدراسة أن القيء الحملي المفرط يزيد من خطر إصابة الحوامل بالجلطات الدموية الوريدية قبل الولادة وبعدها. كما يمكن أن يؤثر على صحة النسل؛ ما يزيد من خطر الإصابة بالانفصال المشيمي، والولادة المبكرة، وولادة أطفال بأوزان منخفضة.
ويهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض ويتضمن البدء باستخدام دواء مضاد للقيء أو الغثيان وأدوية أخرى إذا لم يكن مضاد القيء فعالاً.
وقد تخفف العلاجات، مثل منتجات الزنجبيل من الغثيان والقيء الخفيف لدى بعض الأشخاص، لكن لا أدلة مؤكدة على فاعليتها لدى الأشخاص الذين يعانون من القيء الحملي المفرط.
من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة بمعهد أمستردام لأبحاث الإنجاب والتطور في هولندا، الدكتورة لاريسا يانسن إن «القيء الحملي المفرط يمكن أن تكون له آثار ضارة على نوعية حياة الأم، وقد يؤدي إلى نتائج سلبية على المدى القصير والطويل بين الأبناء».
وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت» أن «التعامل مع هذه الحالة الطبية يتطلب موارد كبيرة للرعاية الصحية؛ لأنها سبب شائع لدخول قسم الطوارئ في المستشفيات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل».