كيف تتفادين “وجه أوزمبيك” بعد إنقاص وزنك سريعا؟
شهدت الأشهر الماضية انتشارا واسعا لاستخدام الحقن المخصصة لعلاج سكر الدم -مثل “أوزمبيك” و”سكسندا” و”مونجارو” و”فيكتوزا” و”ويجوفي”- في خسارة الوزن.
وعانى بعض من استخدموا هذه الحقن من تهدل أجسادهم، وتعرض بشرتهم للشيخوخة، وظهور تجاعيد متقدمة على وجوههم، وكأن العمر تقدم بهم في يوم وليلة، فيما عرف بـ “وجه أوزمبيك”.
ما وجه “أوزمبيك”؟
تنظم أدوية مرض السكري نسبة السكر في الدم والأنسولين، وتثبط الشهية، وتؤدي إلى إبطاء عملية الهضم، وزيادة الإحساس بالشبع، ما جعلها أملا واعدا بالحد من مرض السكري، الذي يؤثر بدرجات متفاوتة على سكان دول العالم.
لكن ما اكتشفه الأطباء بعد ذلك، كان محاكاة حقن “أوزمبيك” وأدوية السكري الشبيهة؛ هرمونا يسمى “الببتيد” أو هرمون الشبع، فيؤثر الدواء على الدماغ عن طريق إضعاف إشارات الجوع، ثم إضعاف الرغبة في الطعام، أو حتى النفور منه، والتخلص -طوال فترة العلاج فقط- من الارتباط العاطفي بالطعام.
واتجه الراغبون في إنقاص سريع للوزن لأخذ حقن “أوزمبيك” منذ العام 2022، وزاد الإقبال عليها في الأشهر الستة الأخيرة.
صحيفة “نيويورك تايمز” نشرت نتائج بحث أجرته شركة “تريليانت هيلث” بناءً على قاعدة بيانات الشركة الخاصة بالصيدليات والمطالبات الطبية، للعام 2022. وأكدت النتائج أن مرضى السكري يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي أدوية مثل “أوزمبيك” بنسبة 73% في الأحياء متوسطة الدخل، لكن في بعض المناطق الأكثر ثراءً، كان أقل من الثلث فقط مصابا بمرض السكري، وكانت تلك الأدوية توصف في المقام الأول لإنقاص الوزن.
كيف تتفادين “وجه أوزمبيك”؟
ترى مستشارة الأمراض الجلدية الدكتورة هدى القداح، أن استخدام علاجات التخسيس السريع لا بد أن ينحصر في الذين يعانون بدانة مفرطة، وعندئذ تكون إيجابياتها أكبر من أضرارها.
وأشارت القداح إلى أن مصطلح “وجه أوزمبيك” المستخدم منذ شهور بين أطباء الجلدية وجراحي التجميل، يشير إلى الوجه المتهدل نتيجة فقدان دهون كثيرة من منطقة الوجه، وهو ما يحدث بشكل ملحوظ بعد استخدام علاجات التخسيس السريع، وتحديدا من تخطوا سن الـ30.
وأكدت القداح صعوبة شفاء الجلد طبيعيا من شيخوخته إذا خسر الشخص وزنه بسرعة، وشكَّل ذلك الوزن نسبة كبيرة من كتلته، لذلك نصحت من قد يلجأ إلى وسائل التخسيس السريعة بألا ينحف كثيرا، وأن يتابع مع طبيب جلدية لأخذ محفزات حيوية، ومحفزات الكولاجين، ويتعلم تطبيق حمض الهيالورونيك، وجميعها وسائل تحفظ دهون الوجه.
كما تنصح القداح من يرغب في تقليل وزنه بإنقاص الوزن تدريجيا، عن طريق اتباع نظام غذائي صحي متنوع العناصر الغذائية، وممارسة الرياضة بانتظام، وينبغي إنقاص الوزن على مدار 6 أشهر إلى عام، بحد أقصى 10% من وزن الجسم، لتجنب ظهور ترهلات الجسم والوجه.
كذلك نصح موقع “هيلث” بمنتجات لا ينبغي الاستغناء عنها خلال مرحلة إنقاص الوزن، مثل:
- كريم واقي من الشمس: لحماية البشرة من فقدان الكولاجين.
- مقشر ريتنويد: لاستعادة نعومة البشرة وتخفيف الخطوط الرفيعة.
- سيرم الببتيد: ويحتوي على بروتينات تعيد بناء طبقات الجلد.
هل يمكن إصلاح ما أفسده “أوزمبيك”؟
وينصح مدرب اللياقة البدنية أحمد حسن، بعدم اللجوء إلى وسائل خسارة الوزن السريع، مهما زاد وزن الجسم، إلا لحالات السمنة المرضية، التي يعجز فيها الشخص عن خسارة وزنه بالحمية والرياضة.
وحث على اللجوء دوما إلى طرق طبيعية لإنقاص الوزن، بدلا من التخسيس السريع، لإعطاء الجلد فرصة للتمدد والانكماش، خاصة أن تمارين المقاومة وحدها لن تحل مشكلة الترهلات الشديدة بنسبة 100%، إلا إذا كانت ممارسة الرياضة متزامنة مع عملية التخسيس، وليست لاحقة لها.
وأكد أحمد فنان -مدرب كروس فيت ولياقة بدنية- استقباله حالات عدة تعاني من الترهلات الشديدة بعد عمليات التخسيس الجراحية، والتخسيس بالحقن، مشددا على ضرورة زيادة الكتلة العضلية، لتحل محل الكتلة الدهنية المفقودة.
وأوضح فنان أن أفضل تمارين رياضية لزيادة الكتلة العضلية، هي: تمارين المقاومة، وتمارين كروس فيت، وتمارين الأوزان، مع زيادة الأوزان كل أسبوع، والاستمرار في زيادة صعوبة التمارين إلى حين تظهر عليه النتيجة المرجوة.