أبرزشؤون لبنانية

 كيف تبدو الساحة السنية بعد اغلاق باب الترشح و الاستعداد لتشكيل اللوائح ؟

كتب المحلل السياسي

بعد تجاوز مرحلة الترشح مع أفول اليوم الخامس عشر من شهر اذار الجاري ، بدأ العد العكسي للانتخابات
النيابية المقررة في 15 أيار 2022.
و كان قد أغلق باب الترشح على 1043 مرشحا، بينهم 115 امرأة (بنسبة 15%)، مقارنة بـ 976 مرشحا بينهم 11 امرأة في انتخابات 2018.
ويتعيّن على المرشحين الانضمام للوائح (القوائم) الانتخابية قبل 5 نيسان المقبل، ويسقط ترشح من لا ينضم لأية لائحة، حيث يقوم القانون الانتخابي على النظام النسبي، ويكون الترشيح وفقه غير فردي بل ضمن قائمة انتخابية، وكذلك الاقتراع في 15 دائرة انتخابية، يكون للائحة مع إمكانية إعطاء “الصوت التفضيلي” لأحد أفرادها حصرا.
وتتنافس اللوائح التي ستشكلها الكتل السياسية، على 128 مقعدا نيابيا، موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية اللبنانية فقد بلغت أعداد الناخبين المسجلين بالقوائم الأولية حوالي 3.97 ملايين، بينهم أكثر من 225 ألف مغترب.
و أشار رئيس شركة “الدولية للمعلومات” جواد عدرة، إلى أن وجود 1043 مرشحا، يعني وجود 70 مرشحا بالمعدل لكل دائرة، و8 مرشحين لكل مقعد.
و إلى حين الانتهاء رسميا من تأليف اللوائح، ستتضح الخطوط العريضة للمعركة الانتخابية طائفيا وسياسيا ومناطقيا وطبيعة التحالفات الناشئة عن ذلك.
و بالعودة الى أول انتخابات نيابية جرت في العام ١٩٩٢، بعد اتفاق الطائف، حصلت مقاطعة واسعة من قبل غالبية المسيحيين، بدعوة من البطريرك الماروني الراحل مار نصر الله بطرس صفير، و بتأييد من معظم القيادات المسيحية السياسية انذاك، فأن الانتخابات المقبلة تجري لأول مرة منذ 30 عاما بغياب قيادات الصف الأول من المكون السني في لبنان.
ومقابل عزوف تيار “المستقبل” برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشاركة بالانتخابات ترشحا واقتراعا، وهو رئيس أكبر كتلة سنية بالبرلمان الحالي (مؤلفة من 19 نائبا)، عزف عن الترشح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة رغم دعمه لتشكيل لوائح في بيروت والمناطق ذات الغالبية السنية، وقبلهم امتنع عن الترشح رئيس الحكومة السابق تمام سلام، كما أعلن عدد من النواب السنة عزوفهم أيضا في سابقة قد لا تنعكس تداعياتها على المكون الاكبر و الاساسي بين الطوائف اللبنانية فحسب، بل تطال التركيبة اللبنانية و الميثاقية في البلد.
و بالرغم من ذلك فقد لوحظت كثافة بأعداد المرشحين السنة، مما يعني أن مناطقهم ستشهد تشكيل عدد كبير من اللوائح.
و يعتقد متابعون للاجواء السائدة في الساحة السنية ان عزوف معظم أقطاب الطائفة دفع اخرين الى محاولة ملء الفراغ الذي يتهدد حسن تمثيل السنة في المجلس النيابي المقبل و الذي سيكون من أبرز مهامه انتخاب رئيس الجمهورية المقبل.
و يعتقد اخرون ان المرشحين و حتى الفائزين من هذه الطائفة سيكونوا ملحقين بطوائف اخرى، و بالتالي لن تكون للطائفة السنية كتلة نيابية مستقلة.
و هناك من يخالف هذا الرأي بالتأكيد على ان الطائفة ليست حكرا على هذا او ذاك، فهي تذخر بمرشحين لهم تاريخهم و حضورهم و شخصيتهم، و باستطاعتهم تمثيل طائفتهم خير تمثيل.
بانتظار موعد اجراء الانتحابات التي يستبعد البعض اجراءها لاسباب محلية و خارجية، يتوجب الانتظار عسى ان تتحقق أحلام اللبنانيين بوطن تتوفر فيه الخدمات الضرورية و ينعم بالاستقرار…

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى